"إنك قدري " " نغم أحمد " كتبت إليه تقول : لا أعرف ..! شعور غريب ...! شعور غريب ينتابني .. هل أنت حقيقة في حياتي ؟ أم أنك عابر سبيل ؟ أم أنك قدري..؟ وهل أقف مكتوفة اليدين أم أسهم معك في معركة وهمية ؟ رباه .. رباه ..مالي أتابع هذه الخواطر في أعماقي كأنني في حرب شعواء ..هل هي حرب أعصاب ؟ أم استلطاف ؟ وماذا بعد ؟! هل هو حب متحدٍ , يخترق قلبي ويتخلل بين ضلوعي ليترسب في دمي ؟ الشك يكاد يقتلني والصراع الذي بداخلي يحرق شبابي ... وماذا عنك ..؟! هل أنا كما قلت لي : أنني نسمة عليلة أتسرب إلى حياتك لأن لي في قلبك عرشا تًنصبني عليه .. لا أعرف ..! إنني في عملية مد وجزر .. ولا أعرف الطوفان الذي سوف يأخذني إلى قاع البحر , أم أنه سوف يرميني على الشاطئ وتذرني الرياح بين رماله , أم سوف يخلدني في جنتك , أم تحرقني براكينك , وتبعثر العواصف رمادي في الفضاء .. قذفت رسالتها في جوف البريد .. وبقيت تنتظر الرد شهراً كاملاً لم تصلها رسالة منه .. حتى يئست .. ذات صباح قرع ساعي البريد جرس الباب , وخرجت إليه أختها , لتعود برسالة مسجلة , تسلمتها ووقعت في دفتر الساعي .. توكيداً على استلامها ونشرت الرسالة أم ناظريها , واشرأبت عيناها بنظرة عابرة عليها .. وبعدها بدأت بقراءتها بتؤدة وروية .. كتب إليها يقول : إنني حقيقة حتمية في حياتك , ولست عابر سبيل , ولست في معركة وهمية , إنني آتٍ مقيداً حانياً رأسي طارحاً تمردي , راضيا بحبكِ سيداً وأميراً تعالي واعتلي عرشك لتضع وصيفتك التاج على رأسك , وابدئي بتصريف أمورك وترفقي بقلب اجتاح حبك مضجعة ليستقبله قريراً .. فديتك حلماً تجسد حقيقة, حبك بالفداء جدير , تعالي أنت الشوق المستديم الاشتعال في مواقد حناني , وحنيني , وكبريائي , وإبائي .. وما أعمقها ذكرى يوم التقيت بك , كان يوم انطلاقة حقيقية لإبداع خلقي وابتكار صورة جديدة في فنَّي الرسم والنحت , وتتوهج فرشاتي على لوحتي وسهدي هو قمة ائتلافي وعطائي , وما الحرمان إلا نغمة في مواصلة العطاء , وتصهل جراح قلبي بين ضلوعي معلنة : كل ما تنحته أدواتي كأنها تحكي حريق أيامي , والتهاب عواطفي ,, وتتألق نفسي بين الأخذ والعطاء .. وليس بيننا كيف وكم !! ولكن أخبرني متى وأين ألقاك ؟ قيل لي في لحظة : أنني لغز محير والجواب هو أنت اللغز المحير في حياتي .. وتطلين كفجر باسم في دجى الليل من بين فرشاتي وأدواتي .. ما هذا إلا أمل .. فكيف يتصادق مع انكسارات هواك؟ كلا ليس في حرماني حرمان , مادمت أحيا للعطاء , وليس في حياتي موت مادمت أموت من أجل اللقاء .. ما لقاؤك إلا خلود يتغنى به الشعراء ليكون بلسما للجراح .. وما الليل إلا موال العشاق .. هذه يداي تمتدان إليك ضارعتين .. اقبلي ولا تخافي .. وألقي برأسك على كتفي .. ورتلي معي " نحن سر من أسرار الوجود " تعالي ولا تسألي .. فالأسئلة لا تبحث عن الجواب , ولكنها تبحث عن لحظة صدق .. تعالي : أنت كل الذي كان والذي سوف يكون , لا أنثى قبلك , ولا قلب إلا معك , ولن يأتي أحد بعدك .. أنت التي تملكين من المحبة كل ما يحتاجه طفلك الكبير .. تعالي لا تخافي تعالي ... تعالي لتقتلي الشك باليقين ... أنت جنة الخلد وبسمتك كوثرها ... وبقيت أعواماً لم تكتب إليه , ولم تجبه على رسائله التي وصلت إلى الألف لا تريد أن تعيش التجربة من جديد وتكون القصة الأزلية التي لا يمكن أن تنتهي تبقى المرأة العطاء والرجل محطة استقبال فقط .. نعم لقد انتهت ألف ليلة وليلة وأدرك شهر زاد الصباح يجب أن يُسدل الستار على هذه المسرحية ونتقاسم الدور وإلا فلا ...