جانب من بيوت آل شداد القديمة وجزء من مزارع القرية (البلاد) - قرية شبرقه أحن إلى هوائك أحن إلى ترابك أحن إلى جبالك أحن إلى مزارعك وزاد بي الحنين عند رؤيتي لهذه الصورة التي أرى فيها صغري عندما كنت أمشي فيها حافي القدمين مهترئ الثياب سقيم الحال ضعيف البنية قوي البنان واسع النظر ولكن لا أعرف ماذا كان يخبئ لي القدر. ففي هذه الجبال رعيت الأغنام وكنت أجوب بها شعباً شعباً خلف أغنامي وكنت أستظل تحت شجرها طلحة طلحة بدون كلل ولا ملل لأنني أعرف أنني سأجني من بعد تعبي هذا خلفها مصلحة فمنها كنا نشرب الحليب ونستخلص منه (الحقينه) اللبن والسمن وكذلك نصنع من شعرها الحبال والملابس التي تقينا من شدة البرد(الجبه) ولذا كنا نصبر عليها. ومن هذه المزارع كنا نحصل على قوتنا فنقوم بحرثها وسقايتها ونعتني بها حتى نحصد مازرعناه من حنطة وشعير وذرة وخلافها كانت هي المصدر الأساسي لنا بعد الله فبقدر ما نعطيها من خدمة تعطينا من الانتاج فلذلك كنا نقوم بصيانتها وتسميدها وتنظيفها من الأحجار الكبيرة والصغيرة فكانت لا تبخل علينا بجودها. وكذلك نزرع الأشجار من اللوز والرمان والمشمش والخوخ والعنب وكذلك كان التين الشوكي (البرشومي)له نصيب ولنا نصيب منه. أما الآن وآه من الآن أصبحت الجبال غير الجبال التي كنا نعرفها والتي كان يكثر بها الشجر والمرعى وكل ما تشتهيه الأغنام فهي جافة ويابسة الشجر ومتطايرت المرعى. وأما( البلاد ) المزارع فهي مقفهرة ومتهدمة الجدران وقاسية التربة لا تصلح ولا تنفع للزراعة وأما الأشجار كاللوز والعنب والمشمش والرمان فهي الأخرى يبست غصونها وجفت جذورها وحزنت على زارعيها سابقاً فتساقطت. فنحن الآن نعيش على ما نستورده من قمح وغيره من الحاجات الأساسية لكي نعيش فله الحمد والشكر. سلام يا حنطة الوادي ويا عيش حله صوتك معشعش براسي مثل ضفدع بجله يا زافر البيت يا نشمي ويا بن دله عوّد وتبشر بذاك السمن وبخبز مله [ وسامحونا على أخذكم معنا للماضي ولكنني اعرف بأنه من لا ماضي له لا حاضر له]. ******************************** *أحد أبناء قرية شبرقة ، موظف متقاعد ( تقاعد مبكر ) يعيش في مكةالمكرمة إقرأ للكاتب أيضاً : ------------------- * الهمة حتى نصل القمة * نعم لعودة الطيور إلى عشها