بعثت السفارة الإسرائيلية بشكوى إلى صحيفة الحزب الحاكم في مصر بشأن رسم كاريكاتير ربط بين إسرائيل والنازيين في خطوة غير معتادة من السفارة التي تميل إلى تجاهل انتقادات وسائل الاعلام المصرية. ونشرت صحيفة الوطني اليوم رسم الكاريكاتير يوم 15 من يونيو حزيران لسفينة مساعدات متجهة فيما يبدو إلى غزة ويمسك بها اخطبوط يحمل علما إسرائيليا به صليب معقوف بدلا من رمز نجمة داود. وهذه الصحيفة الاسبوعية هي لسان حال الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يتزعمه الرئيس حسني مبارك. وقالت المتحدثة شاني كوبر-زبيدة لرويترز "اختارت إسرائيل التعقيب على هذا الكاريكاتير تحديدا بسبب المقارنة بين إسرائيل والنازية." وقالت في رد جاء في رسالة بالبريد الالكتروني "توجد كثير من التعقيبات ورسوم الكاريكاتير المعادية للسامية في وسائل الاعلام المصرية التي نفضل عدم التعقيب عليها. وهذا الرسم لا يمثل معارضة مشروعة للسياسة الاسرائيلية ولكنه تشويه للسمعة." وقال رسام الكاريكاتير كارلوس لاتوف -وهو برازيلي- في رسالة بالبريد الالكتروني إلى رويترز "السفير الاسرائيلي يمكنه أن يظهر نفس الاهتمام الذي يظهره لرسومي لارواح النشطاء التي ازهقت في قافلة الحرية." وأضاف قوله "مزاعم معاداة السامية استراتيجية معروفة جيدا للحكومة الاسرائيلية وانصارها بهدف ابطال اي انتقاد لسياسة الفصل العنصري الاسرائيلية. وهذه المزاعم المغرضة لن تمنعني من الاستمرار في صنع رسومي من أجل الشعب الفلسطيني الباسل." وفي عام 1979 أصبحت مصر أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل لكن العلاقات اتسمت في معظم الاحوال بالفتور. وأدى هجوم شنته قوات اسرائيلية على قافلة مساعدات متجهة الى غزة في مايو ايار سقط فيه تسعة نشطاء قتلى الى اثارة انتقادات مصرية وعالمية. وسعت القافلة الى كسر حصار اسرائيلي على غزة. ومصر هي الدولة العربية الوحيدة التي وجهت اليها انتقادات من جانب الرأي العام العربي لفرضها قيودا على المعابر. وتم رفع القيود جزئيا عن هذه المعابر . وجاء في الرسالة التي بعثت بها السفارة الاسرائيلية الى الصحيفة وارسلتها السفارة لرويترز "ان ضرب رمز النازية - الصليب المعقوف - في صدر الكاريكاتير ومجرد الفكرة باستعماله هي اهانة للبشرية وبمثابة عباره معادية للسامية." ودافع رئس تحرير صحيفة الوطني اليوم محمد حسن الالفي عن وضع صحيفته في مقال افتتاحي قائلا انها مسألة تتعلق بحرية التعبير. ويعقد الرئيس مبارك ومسؤولون اخرون اجتماعات من وقت لاخر مع كبار المسؤولين الاسرائيليين لكن الحكومة كثيرا ما تنتقد السياسات الاسرائيلية. ووسائل الاعلام المصرية والرأي العام أكثر انتقادا وخاصة بشأن معاملة اسرائيل للفلسطينيين. واثار الهجوم على قافلة المساعدات انتقادات عديدة اوردتها مقالات في الصحافة المصرية