فاز البريطاني بول بونهوم بسباق ريد بُل الجوّي الأول في نيو يورك بعد أداءٍ رائع قدّمه تحت الضغط الشديد وفي أكثر المواقع روعةً في تاريخ هذه الرياضة. وحلّ نايجل لامب في المركز الثاني بعد معركةٍ رباعية جرت ما بين تمثال الحريّة ومانهاتن الدنيا، فيما حلّ الأمريكي كيربي تشامبليس في المركز الثالث، معتلياً منصّة التتويج للمرّة الثانية على التوالي. سيطر بونهوم البطل المدافع عن لقبه، على مجريات السباق امام حشدٍ من 75000 متفرّج أتوا لمتابعة الحدث من على ضفّتي نهر هدسون، بالإضافة إلى عدد كبير من المشاهدين الذين تابعوا الحدث مباشرةً على شاشات التلفزيون. حلّ بونهوم خلف آرتش خلال السباقات الثلاثة الأخيرة، وكان توّاقاً لاستعادة صدارة البطولة بعد أن حرمه إيّاها طيّار فريق أبو ظبي بفارق نقطة واحدة فقط. وقد دفع آرتش بونهوم إلى تجاوز حدوده إلاّ انّ سلسلة انتصاراته توقّفت بطريقة ماساوية عندما اصطدم بعامود هوائي خلال النهائيات، ممّا أزال لديه كلّ أمل باعتلاء منصّة التتويج. سجّل بونهوم 1:10:01 دقيقة وهو الوقت الأسرع لهذا اليوم على المسار الذي يبلغ طوله 5.5 كم ويتألّف من 13 بوابة هوائية تمّ نصبها على نهر هدسون، بين تمثال الحرية وأفق نيو يورك الخلاّب. والجدير بالذكر انّ بونهوم كان مثال الثبات في الوقت خلال هذا السباق حيث سجّل 1:10:09 خلال جولة أفضل 12، و1:10:07 في جولة أفضل 8، قبل أن يتمكّن من تحقيق الوقت الأسرع في النهائي 1:10:01، أي بفارق 2.05 ثانية عن لامب و2.08 ثانية عن تشامبليس، فيما ابتعد آرتش 5.34 ثانية بسبب تلقّيه عقوبة 6 ثوانٍ إضافية لاصطدامه بعامود هوائي. وبهذا الفوز، يعتلي بونهوم منصّة التتويج للمرّة 12 على التوالي وهو رقم قياسي. كما أنّه الآن يتصدّر البطولة ب 53 نقطة يتبعه آرتش ب 48 نقطة فيما يحتلّ نايجل لامب من فريق بريتلينغ المركز الثالث ب 47 نقطة فتشامبليس ب 35 نقطة. وعلّق بونهوم على السباق قائلاً: "هذا جيّد جداً ويا له من موقع! يمكنني أن أستمتع بالمنظر الآن وقد أنهيت السباق. إنّه يومٌ رائع. لقدّ ركّزت على نفسي وعلى طائرتي والمسار. وأعتقد الآن أنه بإمكاننا الاحتفال قليلاً." امّا لامب الذي حلّ ثانياً للمرّة الثالثة هذا العام وحقق النتيجة نفسها كما في أبو ظبي وريو دي جينيرو فاعتبر إنّها "نتيحة رائعة". وفرح بطل عام 2006 تشامبليس باعتلائه المنصة على أرضه الأم فقال: "كوني امريكياً، أنا فخور للغاية. كما عليّ أن أشكر هانس شخصياً لأنّه اصطدم بتلك البوابة. شكراً هانس!" ومن جهته، تقبّل آرتش الخسارة بروح رياضية في الموقع الأكبر المخصص للسباق في تاريخ سباق ريد بُل الجوّي. فقد حلم المنظّمون باستضافة السباق في هذه المدينة منذ انطلاقة رياضة المحركات الأسرع في العالم عام 2003. وقال آرتش إنّه حاول التغلّب على بونهوم وتسجيل رقم قياسي بالفوز 4 مرات على التوالي، وغنّه بالكاد لمس البوابة الهوائية التي علقت في جناح الطائرة. وافاد آرتش، بطل عام 2008، قائلاً: "كان سباقاً جيداً. اقتصر الفرق على بعض سنتيمترات. وأفضّل ان أخسر هنا بطريقة مشرّفة على أن أفسد الأمر كليّاً." كان سباق نيو يورك الخامس من 8 سباقات في البطولة، وقد جاء بمثابة خيبة الأمل بالنسبة إلى الأمريكي مايكل غوليان، من ماساشوستس، الذي حلّ في المركز السابع. وفي المقابل، خاض الكندي بيت مكلود سباقاً ممتازاً فحلّ في المركز الخامس، لينقل إلى المركز الخامس أيضاً في الترتيب العام للبطولة مع 29 نقطة.