تظاهر مايقرب من 3 آلاف شخصا من أبناء الإسكندرية والقوى السياسية المختلفة من أعضاء حركه الجمعية الوطنية للتغيير وحركة الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل وحركة كفاية وأهالى الشاب خالد محمد سعيد الشهير ب "شهيد الطوارئ" وأصدقائه عقب أداء صلاة الغائب عليه أمام مسجد سيدى جابر بميدان كيلوباترا . وردد المتظاهرون شعارات منها "يا خالد نام واتهنا واستنانا فى الجنة" و "القصاص القصاص"، وندد المتظاهرون بسياسة الداخلية والممارسات التى تنتهجها حيال الشعب المصرى مؤكدين أن الإسكندرية هى مدينة الحضارة منذ أقدم العصور إلا أن أبناءها أصبحوا الآن يدهسون تحت أقدام رجال الشرطة. ومن ناحيتها فرضت قوات الأمن كوردونا أمنيا حول المتظاهرين لمنعهم من الخروج إلى ميدان كليوباترا بعدما رفعوا الأعلام المصرية، وطالبوا بسرعة تدخل القوى السياسية، كما توافدت المراكز الحقوقية ووكالات الأنباء نحو مسجد سيدى جابر للتضامن مع أسرة القتيل وللتنديد بممارسات رجال الشرطة. وعلى صعيد متصل وجهت النيابة العامة بمنطقة سيدى جابر بمحافظة الإسكندرية المصرية 7 اتهامات لعدد من النشطاء الذين كانوا قد تظاهروا الجمعة أمام قسم شرطة سيدي جابر للمطالبة بمحاسبة المتسببين في مقتل الشاب خالد محمد سعيد الشهير ب "شهيد الطوارئ" . والاتهامات التى وجهتها النيابة العامة هى تكدير الأمن العام، ازدراء نظام الدولة، تعريض النقل البري والمواصلات للخطر، القيام بأعمال تهديد وتدابير غير مشروعة ومحاولة اقتحام مبنى حكومي "قسم شرطة سيدي جابر"، الاشتراك في التجمهر، القيام وآخرين في تجمهر مكون من 30 شخص، التعدي بالقصف على جهة من جهات الدولة "وزارة الداخلية" وموظفين عموميين، التعدي بالسب على المقدم أحمد عثمان والضابط إلهامي عبد المنعم والرائد أحمد عز والنقيب خالد عبدالفتاح وذلك بترديد عبارات سب تجاه الحكومة. ومن جانبه طالب محامي الدفاع بإخلاء سبيل جميع النشطاء وخاصة الطلبة منهم، كما طلب الدفاع من النيابة عرض النشطاء على مصلحة الطب الشرعي لبيان ما بهم من إصابات أحدثتها بهم أجهزة الأمن. وعلى صعيد أخر انتشر مقطع فيديو على الإنترنت زعم ناشره أنه كان السبب وراء مقتل "شهيد الطوارئ"، ويظهر الفيديو "ضابط شرطة ومعاونوه قال ناشر الفيديو أنهم ضمن قوة قسم سيدي جابر وهم يقومون بتقسيم ضبطية أحراز 80 كيلو من مخدر الحشيش وبعض النقود، وتحديد الكمية التي سيتم تسلميها للنيابة كحرز والكمية الأخرى التي سيتقاسمونها فيما بينهم . كما يظهر في الفيديو اقتطاع "الضابط" لأجزاء من الحشيش، ويسمع صوت أحد الموجودين وهو يقول "لزوم المزاج"، وصوت أخر يقول "مبروك عليك يا باشا" لضابط القسم والذي يعرض عليه أخذ قطعة من الحشيش فيرفضها، ويقول ناشر الفيديو أن أحد المخبرين الموجودين بالمقطع هو الذي قتل الشاب ،إلا انه لم يظهر في المقطع ما يدل على أن هذا الفيديو قد تم تصوير داخل قسم شرطة سيدي جابر أم لا مما قد يثير رفض لربط هذا الفيديو بمقتل الشاب. وكانت السيدة ليلى مرزوق والدة "شهيد الطوارئ" قد قالت إن الأسباب الحقيقية وراء سَحل ابنها أنه كان ينوي فضحهم بعد حصوله على "شريط فيديو يوضح قيام الضابط والمخبرين بالاتجار في الحشيش". ونقلت جريدة "الشروق" المصرية عن والدة الشهيد قولها :"إن خالد حصل على فيديو يتضمن لقطات بالصوت والصورة لأحد ضباط قسم سيدي جابر والمخبرين وهم يقومون بالاتجار في الحشيش" مشيرةً إلى أن المجني عليه قام بنشر الفيديو بين أصدقائه وذلك منذ حوالي شهر. وأضافت ليلى مرزوق : "أن خالد قال إنه سوف يدشن مدونة لفضح الضابط والمخبرين" مشيرةً إلى أن هذا هو السبب الحقيقي وراء ما حدث لابنها، وتتابع والدة خالد : "قمت بتحذيره أكثر من مرة من نشر هذا الفيديو حتى لا يقوموا بإيذائه"، مُبديةً دهشتها من أنهم لم يهددوه قبل يوم الحادث إلا أنهم دخلوا عليه فجأة وانهالوا عليه ضربا. ومضيت والدة الشاب قائلة: "لم يصدر حتى الآن تقرير الطبيب الشرعي وإنما ما صدر هو تقرير الإسعاف الذي زعموا فيه أن خالد انتحر نتيجة بلعه قطعة حشيش وأن به عدة كدمات نتيجة عراكه مع المخبرين".وأوضحت أن المخبرين ادّعوا بأنه عندما شاهدهم قام ببلع قطعه حشيش واستنجد بالناس وقام المخبرون بضربه مشيرةً إلى أن التقرير نفى أن تكون الوفاة نتيجة الضرب. وفي سياق متصل روي صاحب مقهى الإنترنت الذي شهد الحادث تفاصيل سحل خالد موضحاً أن شهيد الطوارئ "خالد" دخل المقهى كعادته إلى صديقه نبيل الذي كان يمارس نشاطه على الإنترنت مشيراً إلى أن الجميع فوجئ بكل مخبر يدخل من باب مختلف للمقهى بحيث حاصروا خالد ومَنعوا الشهيد من الخروج من المقهى . وأضاف : "ثم قاما المخبرون بتكبيل خالد وأوسعاه ضربا وحين حاول الشهيد مقاومتهما ضربا رأسه برخام المحل ما أدى إلى فقدانه الوعي". وتابع صاحب المقهى: "عندما حاولت التدخل لطرد المخبرين ظنا أنهما يحاولان اعتقاله فسحبا خالد معهما للخارج بينما كان غائبا عن الوعي وظلا يضربان رأسه بالبوابة الحديدة المجاورة لمقهى الإنترنت حتى لفظ أنفاسه الأخيرة". ومضى : "ثم قاما المخبرون بإلقاء خالد في سيارة الشرطة وابتعدوا لمدة عشر دقائق قبل أن تعود السيارة محملة بعدد من أفراد الشرطة وتلقي الضحية المجني عليه في الشارع". وأوضح شهود العيان أن سيارة الإسعاف وصلت بعد قليل وحملت الجثة لتكتب تقريرا تدعي فيه أن خالد سعيد توفي نتيجة جرعة مخدر زائدة، وأكد الشهود أن عدداً من معاوني الشرطة حذروا أصحاب المقاهي المجاورة من تقديم أي شهادة لوسائل الإعلام وإلا تعرضوا للاعتقال والتعذيب . من ناحية أخرى أمرت النيابة العامة بمحافظة الإسكندرية باخلاء سبيل ضابط ومساعدا شرطة بعد الاستماع لأقوالهم فى واقعة وفاة شهيد الطوارئ، وأمرت النيابة باستعجال تقرير الطب الشرعي الخاص بتشريح الجثة. وكشفت تحقيقات النيابة عن وفاة الشاب عقب ابتلاعه لفافة بها مخدر البانجو عقب رؤيته لدورية أمنية يقودها ضابط مباحث سيدي جابر وشرطيين, حيث إصيب بحالة من الاعياء فارق علي أثرها الحياة قبل وصوله المستشفي, كما استمعت النيابة لأقوال صديق المتوفي وهو موظف بشركة بترول فقال إنه وصديقه المتوفي تناولا بعض المخدر وأثناء سيرهم بمنطقة سيدي جابر شاهدا قوة من الشرطة فسارع صديقه بابتلاع ورقة مفضضة بداخلها كيس بلاستيك به مخدر البانجو تسبب في وفاته وهو ما أكده رجال الشرطة في أقوالهم كما ذكر المسعف "الذي نقله إلي المستشفي" في أقواله أمام النيابة أنه استخرج لفافة من القصبة الهوائية للمتوفي والتي أصابته بالاختناق واستبعدت التحقيقات وجود شبهه تعذيب بعد مناظرة الجثة . وقد أفادت بعض المصادر الأمنية أنه في أثناء مرور دورية شرطة لتفقد حالة الأمن بشوارع سيدي جابر شاهدوا عاطلا اسمه خالد محمد سعيد وبتفتيشه عثر معه علي لفافة بها مخدر البانجو, ولكنه حاول الهرب بها فتعقبه شرطيان حتي تمكنا من ضبطه, ولكنه ابتلع اللفافة فأصيب بحالة من الإعياء والاختناق فقاما بمساعدة الأهالي بنقله إلي المستشفي الجامعي بسيارة إسعاف وأن تقرير الطب الشرعي أكد أن الوفاة بسبب الاختناق. وأضاف المصدر الأمني أن المتوفي سبق اتهامه في4 قضايا هي سلاح أبيض وسرقة وتعرض لأنثي وهروب من الخدمة العسكرية ومطلوب ضبطه .بحسب ماذكرت صحيفة "الأهرام" . وعلي جانب آخر ذكر بعض الأهالي والشهود رواية مخالفة وأكدوا أن الوفاة حدثت بسبب التعذيب وقالوا إن الشاب المتوفي هو صاحب شركة استيراد وتصدير وكان موجودا بإحدي مقاهي الإنترنت بشارع بوباست بمنطقة كيلوباترا عندما داهمت المقهي قوة أمنية وقاموا بتفتيش الموجودين بالمقهي فاعترض المجني عليه فتعدي عليه أفراد الشرطة بالضرب المبرح وكبلوه من الخلف, لكنه قاومهم فاقتادوه إلي عقار مجاور للمقهي وتولي شرطيان ضربه بالركلات في البطن والصدر حتي فقد وعيه فحاول أحدهما إفاقته بضرب رأسه في جدران العقار والسلالم الرخامية حتي راح ينزف الدماء, ثم حملوه داخل سيارة الشرطة إلي قسم سيدي جابر وسط ذهول الحاضرين, وبعد وقت قليل عادوا به بدعوي طلب سيارة إسعاف لنقله إلي المستشفي, لكنه كان قد فارق الحياة ومازال التحقيق مستمرا لكشف ملابسات وفاة الشاب خالد سعيد .