تناولت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وغير الرسمية الأحداث التي جرت على هامش المباراة التي أقيمت يوم أمس الأربعاء 28-4-2010 بين فريقي الاتحاد السعودي و"ذوب آهن" الإيراني في ملعب مدينة أصفهان، ثاني أكبر المدن الإيرانية، فيما حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية العرب من إطلاق وصف "الخليج العربي"، واعتبر ذلك تزويراً للوثائق التاريخية. وأشارت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إلى أن مراقب المباراة الأردني عيسى منعم أصر على إزاحة كافة اللافتات التي كتب عليها عبارة "الخليج الفارسي" باللغتين الإنجليزية والفارسية، الأمر الذي تسبب في تأخير المباراة بين الفريقين لدقائق حتى التأكد من ذلك، إلا أن اللافتات انتقلت إلى وسط الجمهور الذي صار يرفعها مع ترديده شعار "يا أيها العربي تذكر أن الخليج سيبقى فارسياً إلى الأبد" . وحسب ما أشارت إليه الوكالة، ظل المشجعون يرددون شعارات تتضمن عبارة "الخليج الفارسي" طوال المباراة. وتناولت معظم وسائل الإعلام الإيرانية هذا الخبر بإعتزاز، وذهب موقع "عصر إيران" القريب من الأصوليين المنتقدين لحكومة أحمدي نجاد إلى أبعد من ذلك، عندما قارن تاريخ استقلال بعض الدول العربية بعمر أحد الشوارع في إيران، مدعياً أن البلدان العربية كانت خاضعة إما لإيران أو للإمبراطورية العثمانية. المعروف أن إيران باكملها خضعت لخلافة بغداد ودمشق لمئات السنين بعد الفتح العربي الإسلامي الذي أسقط الإمبراطورية الساسانية في السنة ال17 الهجرية. وتشتد بين الحين والآخر نبرة معاداة العرب خصوصاً في الآونة الأخيرة عبر وسائل إعلام قريبة من الحكومة الإيرانية خلال تعاطي مسألة تسمية الخليج. ويرى بعض الخبراء في الشأن الإيراني أن طهران التي تتبنى الفكر الديني ترى نفسها اليوم بأمس الحاجة إلى الشعور القومي الفارسي لحشد أكبر عدد من المؤيدين لها في صراعها مع الغرب على ملفها النووي المثير للجدل. ومن ناحيته تناول المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "رامين مهمانبرست" في مقابلة له مع موقع "عصر إيران" موضوع تسمية الخليج متهماً الدول العربية التي أشار إليها "بالبعض" بأنها تسعى "لتشويه الوثائق التاريخية من أجل اكتساب هوية لها". وأضاف "إن شباب إيران الإسلامية وكما أنهم لم يسمحوا بالمساس حتى بشبر واحد من أرض الوطن، فإنهم لن يسمحوا أيضاً بالتعرض والإساءة إلى اسم الخليج الفارسي التاريخي." وأضاف مهمانبرست الذي كان يتحدث بمناسبة اليوم الوطني "للخليج الفارسي" أن "منطقة الخليج الفارسي هي من ضمن المناطق التي توجد بشأنها الكثير من الوثائق التاريخية، وأن هذا الاسم مصدق عليه لدى الأممالمتحدة." واصفاً تسمية "الخليج العربي" بالمُزور. وهدد أن بلاده "لن تسمح أبداً لأي بلد باستخدام أسماء مزورة لهذه المنطقة المتعلقة بالقوميات الفارسية، وإذا ما أصر البعض على اتباع مثل هذه الأساليب والتصريحات لتزوير التاريخ وانتهاك القانون الدولي، فعليهم أن يعلموا أننا سنعتمد جميع الإمكانات والطاقات لمواجهة مثل هذه التوجهات والسلوكيات". وبعد أن اتهم الموقع العرب بصورة غير مباشرة بأنهم يبحثون عن هوية ضائعة، نقل أقوال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية التي أطلق عليها الموقع "نصائح لأولئك الذين يحاولون إيجاد هوية لهم من خلال تزوير الأسماء"، حيث قال إن "عليهم أن يسلموا بقوة بلادنا، وليعلموا أن تزوير الأسماء التاريخية لا يمكن له أن يجلب قوة زائفة لبلادهم". وبعد أن حذر من استخدام تسمية "الخليج العربي" انتقل إلى تحذيرهم من الخطر الإسرائيلي، وقال "إن تحركوا باتجاه الدفاع عن الحقيقة، وأن تكون وحدة العالم الاسلامي مهمة لهم، فإنهم سيحظون باحترام الشعوب ويتمتعون بالقوة المعنوية، وهذا الأمر يجعلهم يحققون ما يريدونه بشكل أسرع، بدلاً من استخدام حقوق سائر الدول بصورة مزيفة لإيجاد قوة لهم." وخلال نظرة عابرة على الصفحة الأولى للموقع المذكور القريب من أوساط في السلطات الإيرانية يشاهد المتصفح تناوله لمختلف العناوين ومقالات الرأي التي تستخدم لغة عدائية في التعاطي مع الشؤون العربية والعلاقات الإيرانية العربية.