فاز مشروع بحثي قدمته الطالبة السعودية مي بنت عبد الرحمن الحبيب في جامعة بوسطن (أمريكا) عن كيفية استخدام الخلايا الجذعية في معالجة الأسنان، بأعلى دعم مادي في تاريخ الجمعية الأمريكية لأطباء علاج أعصاب الأسنان، يمنح لطالبة دكتوراة على مستوى العالم. وجاء الدعم المادي لبحث الطبيبة السعودية خلال المنافسات السنوية للبحوث العلمية المقدمة للجمعية هذا العام، إذ ستقدم مي الحبيب بحثها بعد إكماله علميا في المؤتمر العلمي السنوي للجمعية، كما سينشر في المجلة العلمية لعلاج أعصاب الأسنان التي تعبتر أحد المراجع الرئيسة المهمة في هذا المجال. وبحسب خبراء الأسنان العالميين، فإن اكتشاف الطبيبة السعودية أحدث ثورة في مجال طب الأسنان، وسيحل مكان العلاج التقليدي لأعصاب الأسنان، فيما أكدت ل«عكاظ» الطبيبة مي الحبيب أنه «من الآن وصاعدا لن نتجاهل ضروس العقل وأسنان الأطفال بعد الخلع، وسنؤكد أهمية الحفاظ عليها لاستخدامها لاحقا في علاج الأسنان ومختلف الأمراض المستعصية». وتشير الحبيب التي ابتعثتها جامعة الملك عبد العزيز، (معيدة في شعبة أعصاب الأسنان- قسم العلاج التحفظي في كلية طب الأسنان)، إلى أن بحوث طب الأسنان على أبواب اكتشاف جديد باستخدام الخلايا الجذعية. وزادت الطبيبة السعودية، التي تدرس في كلية طب الأسنان في جامعة بوسطن: أن الخلايا الجذعية (Stem Cells)، باعتبارها الخلايا الأم في جسم الإنسان، تتميز عن سائر خلايا الجسد بقدرتها المتناهية على التجدد والتكاثر لتكوين مختلف الأنسجة؛ مثل أنسجة القلب، العظام، والجهاز العصبي، وتتميز الخلايا الجذعية في نوعين (جنينية، وبالغة). وبينت أنه من الممكن الحصول على الخلايا الجنينية من الأجنة، بينما تستخرج الخلايا الجذعية البالغة من نخاع العظم، الحبل السري، أسنان الأطفال والبالغين على حد سواء. وبحسب الحبيب فإن أهمية هذه الخلايا تكمن في دورها الفعال لعلاج عدد كبير من الأمراض المستعصية كداء السكري وسرطان الدم، كما يمكن استخدام أسنان الأطفال التي ترمى عادة بعد الخلع في ترميم الأجزاء التالفة من الأسنان كالعصب دون الحاجة إلى حشو قناة العصب. وتفيد الطبيبة السعودية أن الخلايا الجذعية السنية، تعتبر مصدرا غير محدود لترميم أنسجة الجسم الأخرى كالجلد والكبد والكلى، مشيرة إلى أن فريقا علميا في جامعة بوسطن نجح ولأول مرة في ملء قناة عصب فارغة بنسيج جديد مكون من عصب العاج والعصب والدورة الدموية داخل السن، كما يتم حاليا اختبار نجاحها وسلامتها في أبحاث عدة على حيوانات التجارب في جامعة بوسطن. من جانبه، أوضح ل«عكاظ» عميد كلية طب الأسنان في جامعة بوسطن البروفسور جيفري هتر، أنه ليس لديه أدنى شك في نجاح الدكتورة مي الحبيب في تنفيذ البحث، الذي يحظى بأهمية كبيرة لدى الباحثين في مجال طب أعصاب الأسنان، مشيرا إلى أن جامعة بوسطن تقدم دعمها الكامل لهذا المشروع، خصوصا بعد أن اختارتها الجامعة بعد طلبات عديدة منافسة وعالية. من جهته، أوضح رئيس قسم أعصاب الأسنان في جامعة بوسطن والمشرف على بحث الدكتورة مي الدكتور جورج هوانج، أنه رغم أن الطبيبة مي لا تملك خبرة طويلة في مجال البحث العلمي، إلا أنها تعلمت ذلك بشكل سريع ولافت للنظر، مشيرا إلى أنها (مي) تبحث حاليا في عزل الخلايا الجذعية من الأنسجة واستخدامها في تطوير علاج جذور الأسنان. وخلص هوانج إلى أن مي من العاملات بجد وذكاء ومهارة وتملك قدرات عالية في التحفيز الذاتي للتعلم والبحث والاكتشاف العلمي، متوقعا لها مستقبل مشرق في مجال علم أعصاب الأسنان، «وليس لدي أدنى شك في قدرتها على إكمال مشروع بحثها بنجاح».