عثر سكان قرية رحبة الحسنى (محافظة خيبر)، على السائح الألماني وزوجته، بعد يومين كاملين من ضياعهما في الصحراء، كثفت فيهما الجهات الأمنية عمليات البحث بمساندة طائرة مروحية تابعة للدفاع المدني. وبحسب صحيفة عكلظ مشطت أجهزة الأمن المنطقة البرية الواقعة بين محافظة الحناكية ومنطقة حائل على مساحة تقدر بنحو 400 كيلو متر، بحثا عن السائحين اللذين كانا في طريقهما إلى محافظة العلا، وأعاد اختفاء السائحين الألمانيين إلى الأذهان حادثة اختفاء أربعة سياح فرنسيين في المنطقة الصحراوية نفسها قبل ثلاثة أعوام، والتي انتهت في حينها بمقتل ثلاثة منهم وإصابة الرابع في قرية بواط، شمالا عن المدينةالمنورة 50 كلم ووجد سكان القرية السائح وزوجته يستقلان سيارة جيب ، قرب قرية العشاش التابعة لمحافظة خيبر (60 كيلو مترا شمال المدينةالمنورة)، إذ عاد الألماني أدراجه عندما وجد طريقا معبدا، مكنه من أن يسلك الطريق الصحيح وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة حائل الرائد عادل الخريضي أن السائحين خرجا من المدينةالمنورة وعبرا طريقا صحراوية، أفقدهما الطريق الصحيح، إذ تلقت الجهات الأمنية بلاغا يفيد بفقدهما في منطقة صحراوية قرب المدينةالمنورة. كما أبلغ مركز عمليات الدفاع المدني في المدينةالمنورة مديرية الدفاع المدني في منطقة حائل عن فقدان الألماني وزوجته، وتحركت على الفور فرق من حائل والغزالة بحثا عن السائحين، وأكملت الشرطة إجراءات الاطمئنان على صحتهما ومتابعتهما. وأبلغ سكان قرية رحبة الحسني قسم الشرطة صباح أمس، بوجود سيارة تحمل لوحات أوروبية، يستقلها رجل وامرأة، وتحركت فور البلاغ فرقة من شرطة محافظة خيبر إلى الموقع وتحققت من هوية السائح وزوجته، واصطحبهما رجال الأمن إلى مقر شرطة خيبر، إذ استدعي فريق طبي لتشخيص حالتهما الصحية، وتبين أنهما بحالة جيدة. وقال مدير شرطة خيبر العقيد سلاف العياضي أن السائح الألماني أبلغه «أنه كان ضمن مجموعة سياحية استكشافية، جاءت برا من ألمانيا إلى المملكة، مخترقين طرقا برية وصحراوية». ويتابع السائح أنه لدى رغبتهم في الاتجاه من محافظة الحناكية إلى منطقة الرأس الأبيض في حرة خيبر (فوهة بركانية كلسية ذات لون أبيض)، فقد إشارة الاتصال بزملائه في المجموعة، وحاول الخروج من المأزق باستخدام أجهزة الملاحة، حتى وصل إلى قرية رحبة الحسني. ويروي السائح الألماني (45 عاما) برفقة زوجته (40عاما) كيفية تجاوزه للمخاطر أثناء ضياعه في الصحراء بالقول: «جهزت سيارتي بالمأكولات والمشروبات والمياه والعصيرات وأدوات الطبخ وحقيبة إسعافات أولية ووسائل السلامة، ما جعلني أعيش يومين في الصحراء دون عناء»، وعن طريقة النوم قال السائح: «معي سرير معدني فرشته بجانب السيارة، وكنت أرش المنطقة المحيطة بنا بسوائل كيميائية تمنع وصول الزواحف والحشرات إلينا». وفي تلك الأثناء، كانت الجهات الأمنية في منطقة المدينةالمنورة تساندها طائرة مروحية تمشط المنطقة البرية المتوقع تواجد السائحين فيها، إذ أبلغ «عكاظ» الناطق الإعلامي لشرطة منطقة المدينةالمنورة العميد محسن الردادي والمتحدث الرسمي للدفاع المدني العقيد منصور بطيحان الجهني بتكثيف عمليات التمشيط قرب محافظة الحناكية.