وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ما حدث على حدودنا الحنوبية بالأمر المؤسف , وقال سموه: لم نكن نسعى إليه أو نتمناه , لأن ما يربطنا باليمن الشقيق قواسم مشتركة , وتاريخ مشترك , فالدم واحد والمصير واحد. وبالأمس القريب , حل بيننا فخامة رئيس الجمهورية اليمنية ,الأخ علي عبدالله صالح , ضيفاً عزيزاً على أخيه خادم الحرمين الشريفين , كما تلا ذلك عقد اجتماع مجلس التنسيق السعودي اليمني , الذي يعمل بتوجيه القيادتين الحكيمتين لدعم التنمية والأمن والاستقرار . فالعلاقات بين البلدين الشقيقين علاقات راسخة لا يستطيع المرجفون والكائدون الإساءة أو الإضرار بها.وقال سمو ولي العهد فى كلمة ألقاها خلال زيارة تفقدية للقوات المسلحة المرابطة على الحدود الجنوبية بمنطقة جازان عصر أمس. إننا في المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين , نتمنى لليمن العزيز وشعبه الشقيق كل خير وعزة ورفعة فأمن البلدين كل لا يتجزأ وسيستمر العمل المشترك مع الإخوة في اليمن الشقيق لكل ما فيه خير ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. ورفع سموه فى سياق كلمته لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز , القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية ,أسمى آيات التهاني والتبريكات , على ما تحقق بفضل من الله , ثم بالدعم والمؤازرة والتأييد منه حفظه الله إبان العمليات العسكرية التي قمتم بها ,وكللها أيده الله بزيارته الميمونة لكم , في مواقعكم شاداً من أزركم , وموجهاً لكل واحد منكم. وخاطب سمو ولي العهد المرابطين بقوله: أتيت اليوم لأشارككم نصركم , الذي حققتموه بتوفيق العلي القدير , مقدراً لكم رجولتكم , وصدق إقدامكم ,وإخلاصكم الذي يدل على أصالة معدنكم , وقوة إنتمائكم لوطننا الغالي ,ومحبتكم وطاعتكم لقائدكم , خادم الحرمين الشريفين , حيث تقيدتم بأوامره , ونفذتم توجيهاته , كما حددها أيده الله . كما أثنى سموه على أفراد القوات المسلحة المرابطين فى المنطقة الجنوبية بقوله : لقد أثبتم وفي مختلف قواتكم الباسلة قدراتكم العالية في فنون القتال وفي استخدام السلاح وفي التخطيط الجيد لمواجهة مثل هذه العمليات العسكرية الجبلية المعقدة التي انتهت بإخراج المتسللين المعتدين . قاتلتم قتال الأبطال وتفوقتم في تعاملكم العسكري والإنساني بأساليب قتالية حديثة لم يتوقعوها. ولقد ضرب أبناؤنا الشهداء والجرحى أروع صور الشجاعة والإقدام حيث فتحوا صدورهم وعرضوا أجسادهم لرصاص المتسللين لتكون درعا متينا لوطن يفخر بهم وتفخر بهم قيادتهم ومواطنوهم الذين يحفظون لهم هذا العطاء المتميز وهذا الشرف العظيم. وأوصى سموه المرابطين بقوله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله لأن بتمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله سنظل بحول الله أقوياء أشداء على أعدائنا وعلى كل من تسول له نفسه المساس بشبر من أراضي المملكة العربية السعودية. و أعلن سموه فى نهاية كلمته عن تبرعه بمبلغ خمسين مليون ريال للقوات المسلحة المرابطة على الحدود الجنوبية بمنطقة جازان. وكان سموه قد وصل إلى الموقع يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وكان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية المشرف العام على مسرح العمليات ومعالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول الركن صالح بن علي المحيا وصاحب السمو الملكي اللواء الركن خالد بن بندر بن عبدالعزيز نائب قائد القوات البرية وقائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن علي بن زيد خواجي وقائد قوة جازان اللواء الركن حسين بن محمد آل معلوي. وفور وصول سموه عزف السلام الملكي ثم قام رعاه الله بجولة بعربة مكشوفة على وحدات رمزية من القوات المسلحة. بعد ذلك توجه سموه إلى موقع الحفل الخطابي حيث تشرف مجموعة من الضباط بالسلام على سموه. ثم بدىء الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم. عقب ذلك ألقى قائد قوة جازان اللواء الركن حسين بن محمد آل معلوي كلمة رحب خلالها بسمو ولي العهد وقال يشرفني الوقوف أمامكم معبرا باسم جميع زملائي أبنائكم منسوبي القوات المسلحة المرابطين على حدودنا الجنوبية في قطاع قوة جازان عن غاية الغبطة والامتنان والشكر والتقدير , غبطتنا بأن حفظ الله سموكم الكريم وأعادكم إلينا سالما معافى حيث أشرق وجهكم الباسم على أرض الوطن الذي فتح ذراعيه مرحبا ومستبشرا بعودة سموكم الميمونة فلله الحمد والشكر وله الثناء والفضل أولا وأخيرا. وأضاف إن كافة أبنائكم المقاتلين على الشريط الحدودي في قطاع قوة جازان كانت تغمرهم السعادة بالعودة الحميدة والفخر كل الفخر ممزوجا بالامتنان لمقامكم الكريم على الخطوة المباركة التي خطوتموها قبل مرور أربع وعشرين ساعة من مقدمكم الميمون بزيارة أبنائكم الجرحى في مستشفى القوات المسلحة بالرياض التي أعطت أبناءكم المقاتلين دافعا معنويا قياسيا أدى وبفضل من الله إلى تحقيق النصر فلله الفضل من قبل ومن بعد. وأوضح أن مشاعر الجميع اختلطت بالتأثر البالغ والشديد لهذا المنظر المثالي والعظيم من قائد جليل وشخصية غير عادية تستحق منا كل التقدير في خضم المواجهات شاعرين بالاعتزاز والفخر بهذا المثل الرائع من الوفاء لأبنائكم الجرحى وجندكم المخلصين والشكر كل الشكر لكم على هذه اللفتة الكريمة وها أنتم الآن بين أبنائكم المقاتلين الذين يستقبلون سموكم بكل جوارح الحب ومشاعر الوفاء والتواصل في يوم يجسد عمق هذا التلاحم المتبادل. وتابع يقول: لقد جسد في أول أيام الأزمة قائد هذه البلاد ووالد الجميع القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه هذه الرعاية الكريمة بزيارة سامية لهذا الموقع متفقدا أبناءه راسما أرقى وأصدق صور التلاحم بأسمى معانيها وقمة وفائها عندما حرص حفظه الله على تفقد أبنائه المقاتلين ومخاطبتهم في موقف وطني جسد صدق المشاعر ونبل الهدف اتبعها حفظه الله ورعاه بتكريم شهداء الواجب بمبلغ مليون ريال تصرف لأسرة كل شهيد وقد تبع ذلك الإعلان عن مكرمة سموكم بتقديم مبلغ مالي لأسرة كل شهيد ولكل جريح مما كان له دافعا معنويا منقطع النظير. ونوه بمساندة ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان الذي زار أبناء القوات المسلحة ووجه المعنيين في المنطقة بتقديم ما تحتاجه هذه القوات من خدمات ومساندة. وقال نحمد الله حمد الشاكرين أن هيأ لوطننا الغالي قيادة مخلصة وشعبا أبيا وجندا ميامين أولئك الجنود الذين ما أن تلقوا الأوامر بالعمل على إخراج المتسللين من أراضينا إلا وأخذ كل منهم مكانه وأدى كل رجل منهم واجبه بهمة واقتدار منفذين ما خطط لهم بكل بسالة وإتقان وسرعة استجابة حيث شكلت خلية أزمة أشرف عليها وبكل همة واقتدار صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشئون العسكرية المشرف العام على مسرح العمليات حيث كان سموه يوجه أولا بأول ويتفقد لحظة بلحظة وقف بنفسه على كل المواقع وأشرف على كل المرتفعات والسهول والمنخفضات لم يغب عنا لحظة بل كان معنا في كل برهة ولكم أن تتصوروا يا صاحب السمو حجم المعنويات العالية حينما يرى الجند قائدهم معهم في كل المواقع وفي مختلف الأزمنة لقد كسبنا الحرب بفضل الله ثم بفضل توجيهاته السديدة وخبرته العسكرية المديدة. وبين أنه في الوقت الذي نحتفي فيه بما من الله على بلادنا الطاهرة من نصر مبين على يد رجالكم المخلصين فإن لشهدائنا الأبرار الذين أكرمهم الله بالشهادة حق علينا بالترحم عليهم حيث قدموا أرواحهم الطاهرة فداء لله ودافعوا دفاع الأبطال فوق رؤوس الجبال وسفوحها وبطون الأودية والسهول والأحراش ونالوا أغلى ما يتمنى كل إنسان وهي الشهادة أما الأبطال الذين أصيبوا أقول لهم عشتم أيها الأبطال وإن ما أصابكم وساما تحملونه على صدوركم. وأضاف إن أبناءك منسوبو القوات المسلحة لن ينسوا فرحة هذا اليوم المبارك بوجود سموكم الكريم بيننا سليما معافى تعلو الابتسامة محياك وفرحة انتصار القوات المسلحة التي بنيتها يا سلطان البطولة على مدى أربعين عاما أو تزيد. بعدها ألقى الشاعر النقيب مشعل الحارثي قصيدة بهذه المناسبة. إثر ذلك تسلم سمو ولي العهد هدية القوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية تشرف بتسليمها له قائد المنطقة الجنوبية.كما تسلم سموه هدية مماثلة من قائد قوة جازان. عقب ذلك شرف سمو ولي العهد مأدبة الغداء المعدة تكريماً لسموه بهذه المناسبة. ثم التقطت الصور التذكارية مع سمو ولي العهد بهذه المناسبة. بعد ذلك عزف السلام الملكي. بعدها غادر سمو ولي العهد الموقع مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحاب.