مازال الجدل الإعلامي محتدما بين اليمن وبعض الدول الخليجية بخصوص قدرة اليمن على استضافة بطولة خليجي20 المقرر إجراؤها العام القادم في محافظات لحج وعدن وأبين جنوب البلاد ، ففي حين يصر المسئولون في اليمن القدرة على استضافة البطولة، ويشكك الخليجيون في ذلك بسبب عدم تجهيز الملاعب الرياضية والفنادق المخصصة للضيوف وتوفير البنية التحتية ومستوى تنفيذ المشاريع المرتبطة بالبطولة، ومما زاد الطين بلة البيان الصحفي الصادر عن ما يسمى ب "الحراك " الذي دعا كل المنتخبات الخليجية المشاركة في "خليجي 20" إلى سحب البطولة من اليمن، وتجنب مشاركتهم فيها، أو حضورهم إلى مدينة عدن التي وصفها البيان بأنها تعيش حالة من الحرب والمظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالأنفصال الجنوبيين عن الشمال. تراجع غير ممكن من جهته، سخر مسئول يمني رفيع من ما وصفها الادعاءات الكاذبة للعناصر الانفصالية المقيمة في الخارج والتي زعمت فيها وجود مخاطر وتهديدات ستواجه المنتخبات الخليجية المشاركة في دورة كأس الخليج العربي. وقال المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريح لصحيفة "الاقتصادية" السعودية، وهو أحد أعضاء اللجنة العليا للإعداد والتحضير لاستضافة خليجي 20 ، قال: إن هذه الافتراءات والمزاعم كاذبة لا أساس لها من الصحة. وأضاف: لقد أصبح من المألوف ترديد مثل هذه الأكاذيب من قبل هذه العناصر الانفصالية وبعض الأبواق الإعلامية التي تقوم بدعمها في الخارج في محاولة مكشوفة لبث الذعر والخوف لدى الأشقاء الخليجيين بأن اليمن على حافة الانهيار الأمني والاقتصادي وان البطولة الخليجية في اليمن مهددة بالفشل. وأكد المسئول أن اليمن لا يمكن أن تتراجع في أي حال من الأحوال عن قرار الاستضافة أو الاعتذار عنها، وهي مصرة على احتضان هذا الحدث الخليجي المهم في موعده المحدد بصورة تليق بمكانة اليمن وشعبها العريق، وإن التخوفات من فشل اليمن في الاستضافة لا داعي لها لأننا سنكون على قدر المسؤولية، وقال إن عمليات مراحل التجهيز للاستضافة من مشاريع بنية تحتية وخلافه تسير بوتيرة عالية بحسب ما هو مخطط ومبرمج والتي وصلت فيها نسبة الإنجاز حاليًا إلى نحو 50 في المائة. وحدد شهر سبتمبر من العام 2010 كموعد أخير للانتهاء من تنفيذ وتأهيل ملاعب ومنشآت خليجي 20 في كل من محافظتي عدن وأبين الساحليتين المقرر لهما استضافة منافسات البطولة الإقليمية العريقة للمرة الأولى في تاريخ اليمن خلال الفترة من 18 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2010. وفي سياق متصل، ناقش مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي قبل أكثر من أسبوعين الذي عقد في محافظة عدن برئاسة الدكتور علي محمد مجور، ناقش تقرير نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة الإشرافية العليا لخليجي 20 حول الأنشطة والفعاليات المختلفة في إطار الإعداد والتحضير لاستضافة خليجي20. وتضمن التقرير حصلت (شرق) على نسخة منه الذي تمت مناقشته بحضور محافظي كل من عدن ولحج وأبين سير تنفيذ المشاريع المرتبطة بالاستضافة ومستوى الانجاز سواء ما يتعلق بالأعمال الإنشائية الجارية في الملاعب الرئيسية المخصصة لاحتضان البطولة وتلك المخصصة لتدريب المنتخبات المشاركة أو جانب الإيواء والفندقة والبنية التحتية وإعداد المنتخب الوطني وإدارة وتنظيم البطولة. وأكد التقرير أن جميع الخطوات الإجرائية والمشاريع الميدانية المرتبطة بتلك الجوانب تسير وفقا للبرنامج الزمني المقر من قبل اللجنة الإشرافية وعلى مستوى كل مكون لاسيما ما يخص الملاعب الرياضية والمنشآت الجديدة التي من أبرزها ملعب الوحدة في زنجبار محافظة أبين وأعمال إعادة التأهيل لملعب 22 مايو وملاعب التدريب في عدن ولحج. ردود وتجارب ووصف محللون رياضيون أن عقد اجتماع خاص من قبل مجلس الوزراء في عدن بدلا من صنعاء من أجل الإعداد لخليجي 20 ، وتأكيد الاستضافة من موقع الحدث، يأتي ردا صريحا على المتشككين بعدم قدرة بلادنا على الاستضافة. ووجه المجلس الذي استمرت جلساته ساعات وزير الداخلية بإعداد خطة أمنية متكاملة لتعزيز الأجواء الأمنية السابقة والمرافقة واللاحقة للبطولة والاستفادة من تجارب الدول الخليجية التي سبق أن استضافت هذا الحدث. ونقلت مصادر صحفية عن مصادر مطلعة القول أنه سيتم التواصل مع الجانب السعودي لأجل الاستعانة بتجربتهم حول الخطة الأمنية التي نفذت خلال استضافة خليجي 20 ، كما سيتم الاطلاع على التجارب العمانية. على صعيد متصل، قال وزير الشباب والرياضة، حمود عباد، إن بلادنا مصرة على استضافة بطولة خليجي عشرين في موعدها المحدد في نوفمبر من العام المقبل، وذلك ردا على تشكيك البحرين بقدرة اليمن على الاستضافة بسبب الأوضاع الأمنية باليمن. وقال عباد، في تصريح نشرته صحيفة" السياسية " الرسمية، ردا على ما تردد من مطالبة البحرين استضافة الفعالية الرياضية الخليجية بسبب الأوضاع الأمنية باليمن: لا يهمنا ما يقوله الآخرون، بل يهمنا ما نفعله نحن، ونحن وبعون الله سنكون في أتم الجاهزية قبل انطلاق هذا العرس الخليجي في نوفمبر 2010 . وأضاف أن كافة الترتيبات الخاصة باستضافة الفعالية تتم على أكمل وجه، من خلال استكمال البناء في العديد من المنشآت الرياضية المخصصة للمسابقة الخليجية. ومع بداية الشهر الحالي، وافقت اللجنة الإشرافية العليا المكلفة بالتحضير لاستضافة خليجي 20، في اجتماعها برئاسة نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي على نموذج شعار بطولة كأس الخليج العربي في دورته العشرين المزمع إقامتها بمدينة عدن نهاية العام القادم. واختارت اللجنة الشعار الفائز من بين عدد من النماذج المتنافسة التي استعرضها وزير الشباب والرياضة حمود عباد وأقرت بعد ذلك اعتماده شعاراً للبطولة القادمة وإشهاره في مختلف وسائل الإعلام. ووافقت بعد أن استعرضت لائحة كأس الخليج العربي العشرين على استضافة اليمن لاجتماع أمناء عموم ورؤساء اتحادات كرة القدم للدول المشاركة في دورة كأس الخليج القادم في موعده المحدد بصنعاء، مؤكدة استكمال كافة التجهيزات اللازمة لإنجاح فعاليات الاجتماع في سبيل تحقيق الأهداف والغايات المرجوة منه. واستعرضت اللجنة تقرير مدير البطولة المقدم من رئيس الاتحاد العام لكرة القدم أحمد العيسي والذي تناول مستوى سير البرامج الخاصة بإعداد وتدريب المنتخب الوطني، والخطة الإعلامية بالإضافة إلى مستوى تنفيذ مشاريع البنى التحتية من الأندية والملاعب القادرة على استضافة منافسة البطولة. وأشار التقرير إلى ضرورة تكثيف البرامج الإعلامية وتركيزها على الكشف عن مستوى التجهيزات الجارية لاستضافة خليجي20 بعدن، واستغلال هذه المناسبة لإبراز الوجه الحضاري المناسب لليمن، ملفتاً أن العمل الميداني في تجهيز المنشآت الرياضية والخدمية يسير وفقاً لما هو مخطط له في برامج الإعداد والتحضير لخليجي عشرين مسبقاً. من جهته، ناقش مجلس الشورى تقرير اللجنة التي يرأسها عبدالله البار نائب رئيس المجلس، حيث تطرق التقرير إلى مجمل التحضيرات الجارية من قبل اللجنة اليمنية العليا لاستضافة خليجي 20 من خلال إعداد الملاعب الرئيسية وملاعب للتدريب، بالإضافة إلى إعداد الفندقة الملائمة لوفود المنتخبات المشاركة بواقع 750 غرفة وبمواصفات خمس نجوم وفقا للائحة الخاصة بالبطولة فضلا عن إعداد نماذج الشعار والتعويذة وعمل المواكبة الإعلامية المناسبة لها . وخلص التقرير الصادر عن لجنة الإعلام والشباب والرياضة إلى جملة من التوصيات التي ركزت على أهمية تشكيل لجنة فنية للمتابعة الميدانية تعنى بعقد اجتماعات موسعة مع مختلف الجهات التنفيذية المعنية بتنفيذ مشاريع خليجي 20 وبهدف مقاربة العلاقة بين المركز والفروع والإطلاع ميدانيا على سير أعمال المشاريع والاستعدادات اللازمة ومعالجة ما قد يعترضها من معوقات مالية وإدارية وفنية . وأكدت التوصيات على حتمية إلزام كل جهة بوضع جدول زمني فيما يخص مسؤولياتها التنفيذية منوهة بضرورة الشروع في تنفيذ المشاريع الخاصة بتحسين مدن محافظات (عدن، أبين، لحج) وفق ما تم إقراره من الاعتمادات المخصصة لها، ومشددة على متابعة مراحل إعداد المنتخب الكروي الأول لخوض منافسات خليجي 20 ليكون في مستوى الآمال . كارثة الكرة وفي سياق متصل، خاض النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة اليمني الشيخ حسين الشريف والأمين العام الدكتور حميد شيباني جولة جديدة بينهما من التراشق الإعلامي اثر تجديد الأول وصفه في حوار مثير مع صحيفة (الرياضة) للثاني بأنه كارثة على الكرة اليمنية، مؤكداً أن شيباني لم ينتصر عليه كما يقال لكن الشريف برر ابتعاده عن اتحاد اللعبة مؤخرا لانشغاله بمهام منصبه الجديد كوكيل في وزارة الشباب. وفي مواجهة ذلك، تخلى الدكتور حميد شيباني عن دبلوماسيته المعهودة وهو يصرح ليومية (السياسية) عندما قال أن الإحباط يلفه بعدم قدرته على العمل المؤسسي في ظل عدم تحمل اللجان مسؤولياتها وإلقاء التهم على الأمانة العامة، ونوه بأن بعض الأعضاء لا يعرفون بوابة الاتحاد إلا فيما ندر لكنهم يتهربون من المسؤولية بإلقاء التهم على الآخرين، مشيدا بالمساندة الكبيرة التي يتلقاها من رئيس الاتحاد الشيخ احمد العيسي والتي لولاها لما بقي في الاتحاد لدقيقة واحدة. وأبدى شيباني أسفه الشديد من تصريحات الوكيل ونائب رئيس اتحاد الكرة مضيفاً بالقول: أنا مجرد موظف وهذا يعكس وجود جو غير صحي لا يساعد على النجاح، غير أن الصدمة تمكنت من الجميع بإعراب أمين اتحاد الكرة اليمني عن اعتذاره الشديد لكل الجماهير اليمنية للتصريحات التي أدلى بها سابقا والتي تتعلق بجملة من الأمور الخاصة بتطوير كرة القدم في اليمن. وعلى الضفة الأخرى، أكد رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، نائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الشيخ سلمان بن إبراهيم، إن التصعيد الأمني الخطير في اليمن ربما يؤثر على استضافة اليمن لدورة الخليج في نسختها ال (20) والمقرر لها أن تقام في مطلع ديسمبر 2010م. وأضاف الشيخ سلمان بن إبراهيم في تصريح خاص لصحيفة "البلاد سبورت" البحرينية ": يجب دراسة الأوضاع الأمنية في اليمن وتقييمها بشكل جاد، والسعي لتوفير مختلف عوامل النجاح لاستضافة الدورة، فما يهمنا هو خروج البطولة بصورة جيدة تليق بالحدث الخليجي الكبير، كما يتعين على الأشقاء اليمنيين أن يقدموا المزيد من التطمينات التي من شأنها أن تؤكد عدم وجود مخاطر أمنية تترتب على الاستضافة، ونحن سنبقى داعمين لها لاحتضان خليجي 20. وقال الشيخ سلمان بن إبراهيم إنه لا يمكن للبحرين وهي الدولة البديلة لاستضافة خليجي 20 بحسب نظام المداورة أن تقوم بمبادرة لإثناء الأشقاء الخليجيين لنقل استضافة البطولة من اليمن إلى البحرين حتى لا يتسبب ذلك في تعكير صفو العلاقة الوطيدة بين اليمن ومملكة البحرين قيادة وحكومة وشعبًا، مؤكدًا دعم ومساندة المملكة لها لتنظيم البطولة. ورغم ذلك، أكد سلمان بن إبراهيم جاهزية البحرين لاستضافة الدورة متى ما قرر الأشقاء الخليجيون إسناد المهمة لها، مبيناً أن تنظيم المملكة للدورة الأولى للألعاب الشاطئية التي ستقام في أكتوبر 2010م، ودورة الألعاب الرياضية التي ستستضيفها عام 2011م لن يثنيها عن احتضان خليجي 20 لتوفر البنية التحتية من ملاعب ومنشآت بجانب الكوادر البشرية المؤهلة. تشكيك إقليمي وفي السعودية، أكد الأمير نواف بن فيصل بن فهد -نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم- عدم تلقي أي طلب للتغيير بهذا الخصوص (استضافة البحرين لخليجي20)، مجدداً الإعلان عن موقف المملكة الرسمي حيال المنظم للدورة العشرين الذي لم يحدث فيه أي جديد كما قال لصحيفة "الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أن الاتحاد السعودي ملتزم بما تم الاتفاق عليه بشأن استضافة الاتحاد اليمني لدورة الخليج العربي المقبلة . من جهته، أعلن العراق دعمه لاستضافة البحرين دورة كأس الخليج العشرين لكرة القدم إذا قرر اليمن الاعتذار بسبب ظروفه الأمنية. وجاء في بيان لوزارة الشباب والرياضة العراقية: الجميع يعلمون الظروف التي يمر بها اليمن مما يجعله غير قادر على استضافة بطولة خليجي 20. وأضاف أن ذلك ما دعا فعلا دولة البحرين لإبداء استعدادها لاستضافة البطولة بدلا من اليمن. وأكدت الوزارة أنها ستتخذ الإجراءات الداعمة لإقامة خليجي 20 في البحرين التي تعد من الدول التي تمتلك المقومات والاستعدادات اللازمة لاستضافة البطولة. وأشارت إلى أن دعم البحرين في استضافة خليجي 20 يعد الموقف الرسمي للعراق، وعلى المعنيين في الشأن الرياضي لا سيما اتحاد كرة القدم الالتزام به ودعم هذا الموقف وعدم اتخاذ أي موقف مناقض للموقف الحكومي. وفي الكويت، دعا رئيس اللجنة الانتقالية للاتحاد الكويتي الشيخ احمد اليوسف إلى التأكيد على عدم قدرة اليمن على الاستضافة، مستشهداً بأن عدن التي ستستضيف البطولة تخلو حتى من وجود فندق بدرجة "5 نجوم". وكانت صحيفة "الرياض" السعودية قد نقلت عن مصادر موثوقة لم تسمها قولها أن أسباب نقل البطولة تعود بالدرجة الأولى إلى ضعف البنية التحتية في اليمن وقلة الملاعب المؤهلة لاستضافة مباريات البطولة بالإضافة إلى تدني مستوى الخدمات من فنادق ووسائل نقل. كما أشارت المصادر إلى أن الاتفاق على توقيت انطلاق الدورة التي فازت سلطنة عمان في دورتها السابقة لم يحدد نهائياً بعد، إذ ترغب بعض الدول المشاركة بإقامتها في شهر نوفمبر 2010 بدلاً من الموعد المقترح ديسمبر 2011 ، وذلك لمنح الفرصة للمنتخبات الخليجية للاستعداد لكأس الأمم الآسيوية التي ستستضيفها قطر من 7 - 28 من شهر يناير 2011. وكانت مملكة البحرين سبق أن استضافت البطولة ثلاث مرات، إذ نظمت البطولة الأولى عام 1970، على إستاد مدينة عيسى الرياضي، كما استضافت النسخة الثامنة للبطولة عام 1986 على إستاد البحرين الوطني، أما المرة الثالثة فكانت في الدورة الرابعة عشرة وعلى الإستاد الوطني أيضاً.