يعد حليب الإبل الغذاء الأساسي والرئيسي لسكان الصحراء منذ القدم حيث كان غذائهم في حلهم وترحالهم وكان يستغنون به عن الماء والطعام عند عدم توفرهما لفترات قد تمتد إلى ثلاثة أشهر أو تزيد مما يعني أن للحليب قيمة غذائية عالية. وتشير العديد من الدراسات العلمية والطبية أن لحليب الإبل فوائد طبية وصحية كثيرة خصوصا عندما تتغذى الإبل على الأعشاب والنباتات الطبيعية بعد هطول الأمطار في المراعي البرية ومن أهم تلك الفوائد أن حليب الإبل يقي الإنسان من أمراض هشاشة وتآكل العظام لدى المسنين والكساح عند الأطفال وذلك لاحتوائه على نسبة كبيرة من أملاح الكالسيوم والفسفور وسكر حليب الإبل يدخل في تركيب وبناء الخلايا العصبية وخلايا الدماغ. ويسهم حليب الإبل في تنظيم السكر حيث تم اكتشاف بروتين خاص في حليب الإبل ذي فاعلية مشابهة لعمل هرمون الأنسولين وبتركيز 40 وحدة لكل لتر من الحليب بالإضافة إلى أنه بطيء التجبن تحت تأثير حموضة المعدة أو إنزيم الرنين حيث يصل الحليب الحاوي على البروتين إلى الأمعاء بشكله الفعال ويتم امتصاصه فيعمل عمل الأنسولين. ويستخدم حليب الإبل كملين للمعدة ومدر للبول فضلا عن استخدامه كعلاج لكثير من حالات الضعف العام إذ يعد من أهم المقويات الجنسية فقد تبين أن رعاة الإبل الذين يتغذون على حليب النوق يتمتعون بصحة جيدة عالية ونشاط كبير عن غيرهم الذين لا يشربونه . ويستعمل حليب الإبل كعلاج متمم لكل من الغذاء والدواء لمرض السل حيث وجد أن المرضى الذين يتناولون حليب الإبل هم أسرع شفاء وأعلى وزنا من المرضى الذين لم يتناولوا أو يشربوا حلب الإبل مع غذائهم ودوائهم . ويمتاز حليب الإبل بمقاومته لعمل البكتيريا حيث يقوم على إضعافها ويحمي الأمعاء بمقاومته لبعض أنواع البكتيريا التي تسبب فسادا للأطعمة داخل الأمعاء كما يمتاز بمضادته للتخثر والتجرثم والتسمم فمن الصعب تحويل حليب الإبل إلى زبادي أو جبن بالطرق العادية كما يمكن حفظ حليب الإبل طازجا لفترة طويلة نسبيا بعكس حليب الحيوانات الأخرى وذلك لاحتوائه لعنصر اللايسوزايم المقاوم للبكتيريا حيث أثبتت التجارب أنه يحتفظ بجودته لمدة 12 يوما في درجة 54 وأكثر من 48 ساعة في درجة حرارة الغرفة في حين يفسد حليب الأبقار خلال 36 ساعة في حرارة 54 وبعد 12 ساعة في حرارة الغرفة . كما يمتاز باحتوائه على أعلى نسبة من فيتامين / ج / بين كافة أنواع الحليب وهذا الفيتامين عادة ما يتواجد في الخضروات والفواكه التي لا تتوفر في المناطق الصحراوية كما أنه يحتوي على أقل نسبة دهون مقارنة بحليب الحيوان الأخرى مما يجعله سهل الهضم.