ساعدني قطريون في الهرب من المستشفى ولم تساعدني سفارة بلادي»، بهذه الجملة بدأ الضابط الكويتي الحميدي الشمري حديثه ل «الأنباء» بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في صنعاء مساء أول من أمس، موضحا انه اتهم ظلما بالتجسس والتزوير ودعم الانفصاليين الجنوبيين في اليمن وأخيرا المخدرات فتمت تبرئته منها جميعا، مستغربا عدم تسليم سفارتنا في اليمن جواز سفره اليه. وقام محاميه الحميدي السبيعي خلال مؤتمر صحافي عقده مع أسرة الشمري في جمعية المحامين امس بتوزيع صور اصابة موكله والتي تثبت ان اصابته عميقة وليست سطحية، مناشدين رئيس الوزراء التدخل لإعادة الشمري للبلاد. من جهتها أصدرت وزارة الخارجية بيانا أوضحت فيه أن الحكم ببراءة الشمري هو حكم ابتدائي وان نيابة أمن الدولة اليمنية استأنفته ورفضت الافراج عنه، وقد بذلت سفارتنا لدى صنعاء جهودا كبيرة أفضت الى تعهدها للسلطات اليمنية بألا تصدر وثيقة سفر للشمري مقابل الإفراج عنه. اما حادث اطلاق النار فقد تعاملت معه السفارة بحرفية، حيث اسرعت لنقل الشمري الى افضل المستشفيات، وبعد خروجه من المستشفى بسرعة نظرا لأن إصابته سطحية أسكنته في احد الفنادق وطلبت من الأمن اليمني تعزيز الحراسة الأمنية عليه. ولفت البيان إلى أن وفدا من الاستخبارات العسكرية الكويتية سيتوجه إلى اليمن اليوم للاطلاع على تفاصيل القضية واستعجال جلسة الاستئناف. (تفاصيل) «هربت من المستشفى الذي نقلت إليه ولم أخرج على مسؤوليتي كما ادعى المسؤولون في الخارجية الكويتية، وخلال عامين من السجن تعرضت للتعذيب على يد رجال الأمن اليمنيين والصعق بالكهرباء وتقليع الأظافر. وأما سبب هروبي من المستشفى أول من امس بعد اصابتي بطلق ناري اثر محاولة اغتيالي فهو خشية على حياتي، لأنه وبعد دخولي المستشفى تلقيت اكثر من تهديد بالقتل وهو ما جعلني أهرب من باب الطوارئ بمعاونة أشقاء قطريين «استفزعت بهم» بعد ان تخلت عني سفارة بلادي» بهذا البوح بدأ الضابط الكويتي الحميدي الشمري حديثه ل «الأنباء»، وشرح خلال حديثه كامل القصة التي أدت الى سجنه الى اكثر من عامين وجعله عرضة للقتل في اي وقت على يد بعض رجال الأمن اليمنيين. موضحا ان حكايته بدأت بطلب احد رجال الأمن اليمنيين رشوة وانتهت الى اتهامه بعدد كبير من القضايا، فقد لفقت له تهمة تزوير ولما لم تثبت عليه، اتهم بالتجسس وبعدها اتهم بدعم الانفصاليين الجنوبيين في اليمن وعندما تمت تبرئته لفقت له تهمة الاتجار بالمخدرات. الضابط الشمري بدأ رواية حكايته ل «الأنباء» منذ بدايتها حتى لحظة اطلاق النار عليه في وضح النهار امس. ما حكايتك بالضبط؟ ولماذا جئت الى اليمن؟ وما الذي فعلته ليحاول أناس اغتيالك؟ قصتي اغرب من الخيال، فقد دخلت الى اليمن قادما من الكويت بتاريخ 2/2/2008، وفي ذات اليوم توجهت الى فندق شيراتون صنعاء وكان معي 50 الف ريال سعودي وجواز سفري ووضعتها في خزنة الفندق في غرفتي وقبل ان اكمل ساعة في الفندق اقتحم علي غرفتي مجموعة من رجال الامن اليمنيين واقتادوني الى احد مراكز الشرطة مدعين انهم مشتبهون بي، وبالطبع تعاونت معهم وكنت اعتقد انه اجراء روتيني حتى فاجأني احدهم وكان يحمل رتبة ضابط قائلا: يا اخي لازم تزكي عن فلوسك، وفهمت انه يريد ان امنحه المال ك «رشوة.. مقابل ان ينهي كامل اجراءات الاشتباه التي احتجزت بسببها ولكنني رفضت وقلت له: الزكاة لا تحل الا على المسلم الفقير وانت لست كذلك، وعندما سمع ردي قال لي بالحرف الواحد: «سأوديكم وراء الشمس»، وبعدها نقلت الى التحقيق وقام بالتحقيق معي مقدم اسمه جميل الخدشي وبعد ان ادخلت عليه قال لي: والله العظيم اعلم انك بريء ولكنهم لن يتركوك في حالك، وبعد انتهاء التحقيق جاءني الضابط الذي طلب مني الرشوة وقال لي اعطني الرقم السري للخزنة التي في غرفتك ورفضت، ولكنه وبحسب ما علمت ذهب الى الفندق وقام بفتحها بمعرفة ادارة الفندق واحضر منها جواز سفري ولم يعد لي النقود، وقد اختفت تماما منذ ذلك الحين، وبعدها احلت الى امن الدولة للتحقيق في تهم لاول مرة اسمع بها في حياتي. ما التهم التي وجهت اليك؟ في البداية احتجزت لمدة 27 يوما، ووجهت لي اتهامات بدأت بتهمة التجسس والتخابر لصالح دول اجنبية وبعدها تهمة دعم الانفصاليين الجنوبيين والاغرب تهمة القتل وبعدها التزوير، وقد برئت منها جميعا ولم تثبت علي اي تهمة منها خاصة انني لم اقض في اليمن سوى ساعة واحدة قبل القبض علي ومن المستحيل ان اتخابر مع اي جهة او ان اكون جاسوسا او داعما للانفصاليين الجنوبيين خاصة انني لم ادخل في حياتي الى اليمن سوى اليوم الذي قبض علي فيه ولم يثبت علي شيء بل انني لم اعترف بأي شيء، رغم انهم خلال ال 27 يوما التي حقق فيها معي تعرضت للصعق بالكهرباء وقاموا بنزع اظافري وضربت واهنت. وماذا عن تهمة المخدرات؟ هذه التهمة تأتي اخيرا في سلسلة الاتهامات التي وجهت الي، وكانت السلطات الامنية اليمنية قد القت القبض على عصابة مخدرات مكونة من 15 شخصا وطلبوا من احدهم ان يشهد علي، وبالفعل قام بالشهادة على انني اعمل مع هذه العصابة، خاصة انهم وعدوه بتخفيف الحكم عليه فيما لو شهد علي، وقد شهد علي الرجل حتى جاءت الجلسة النهائية، وقال امام القاضي بعد ان انطقه الله «لا اعرف الحميدي الشمري» فحكم لي القاضي بالبراءة، رغم ان الشاهد الوحيد علي ظل يكرر طوال جلسات المحاكمة انني شريك غير ان الله اظهر براءتي في النهاية. وما سر العداء بينك وبين المسؤول الأمني اليمني الكبير الذي هددك بأنك لن ترحل الى الكويت الا بتابوت؟ والله العظيم لا اعرف ولكنه اخذ القضية بشكل شخصي. وكيف تمت محاولة اغتيالك؟ بعد ان رفضت سفارتنا في صنعاء منحي جواز سفري لم أتمكن من النزول في فندق راق مشدد الحراسة وعليه اضطررت بعد رفض السفير منحي جواز سفري للسكن في فندق رخيص في حي شارع الزراعة الشعبي في صنعاء، وامس الاول خرجت من الفندق وطلبت من صاحب تاكسي ان يأخذني الى مكان استطيع التريض به وممارسة هواية الجري ونقلني الى شارع رئيسي وما ان نزلت من التاكسي حتى اقتربت مني سيارة بيضاء بداخلها شخصان ترجل احدهما وهو يحمل مسدسا وبدأ بإطلاق النار باتجاهي، واطلق 6 رصاصات استقرت احداها في فخذي ولكني تغلبت على آلامي وحاولت مهاجمته فسقط وبعدها فر هاربا بالسيارة التي ترجل منها. ومن نقلك الى المستشفى؟ نقلتني مجموعة من مرتادي الشارع، وما ان ادخلت الى المستشفى حتى بدأ يدخل اشخاص يعرفونني بأنهم من الأمن ولكنهم كانوا يهددونني بأنني لن أخرج حيا، وحاولت الاتصال بالسفارة ولكن لم يلق لي احد بالا ووعدوني خيرا رغم انني ابلغتهم بأن حياتي داخل المستشفى في خطر ولم أنتظر ولم أخرج على مسؤوليتي كما قال اعضاء سفارتنا، بل هربت من المستشفى. كيف هربت؟ بعد ان وجدت ان اعضاء السفارة وتحديدا السفير لم يأخذ أقوالي على منحى جدي اضطررت للاتصال بأصدقاء لي قطريين وهم من قاموا بتهريبي الى خارج المستشفى بعد ان هربت من باب الطوارئ حتى لا يراني رجال الأمن او من يدعون انهم رجال أمن. هل حقا القضية مجرد عداء شخصي هو ما جعل الأمور تتطور معك بهذا الشكل الغريب؟ أولا انا أملك أوراقا وتقارير طبية تفيد بانني تعرضت للتعذيب والصعق بالكهرباء وهددت سابقا بأنني سألجأ الى حقوق الانسان وأفضح وسائل التعذيب التي تعرضت لها لأعترف بما لم أفعل، وقد عرض علي بعد تبرئتي من قبل بعض الضباط ان أتوقف عن المطالبة بالتحقيق في واقعة تعذيبي مقابل ان يغلقوا ملفي ولكني صاحب حق ولن أتركه، هكذا بلغتهم، ولكنهم الآن يريدون قتلي. لماذا ذهبت الى اليمن أصلا؟ أنا أدير 3 مكاتب للعمالة واستقدم العمالة اليمنية الفنية والمتخصصة وجئت الى اليمن لهذا الغرض ويعلم الله انها المرة الأولى التي أدخل فيها الى اليمن. كم قضيت في السجن؟ منذ 2/2/2008 وحتى 17/10/2009 وأنا رهن الاعتقال، وطوال هذه الفترة وأنا مسجون بشكل انفرادي وهذا مثبت في سجلات سجن صنعاء المركزي. هل لاتزال تخشى على حياتك؟ نعم، لاازال تحت التهديد ولكن الله معي وانا صاحب حق واطالب حكومة بلادي بالتدخل لاخراجي من اليمن، فلا أنا بتاجر مخدرات ولا أنا بإرهابي ولست جاسوسا ولا مزورا، الا يكفيهم حكم البراءة الصادر من محكمة يمنية. ولكنهم يريدون ان ينتظروا حكم الاستئناف؟ حكم الاستئناف سيأخذ على الأقل عاما، هل من المعقول ان انتظر عاما وأنا لا أزال تحت التهديد، لماذا لا يسلمونني جواز سفري؟!