تسجيل محفوظ في شريحة هاتف جوال يظهر فيه نائب قائد تنظيم القاعدة في اليمن يوجه رسالة يطلب فيها الدعم المالي. وتحدث في التسجيل المطلوب السعودي سعيد الشهري، وظهر إلى جواره أحد المطلوبين اليمنيين. ويقول الشهري في الرسالة التي تهدف إلى جمع التبرعات المالية "إن ما يقوم به إخوانكم في أرض اليمن، من جهاد مبارك ضد أعداء الدين والملّة من اليهود والنصارى يحتاج إلى عصب الحياة وعصب الجهاد، وهو المال، والله قد أمر بذلك فقال (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم)". ويتابع "قال صلى الله عليه وسلّم: قاتلوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم. وهذا أخانا حامل هذه الرسالة هو من الثقاة لدينا، ذهب إليكم يدعوكم لما أمركم الله به بالإنفاق في سبيله والجهاد بأموالكم". وشرح مراسل "العربية" في جدة خالد المطرفي أن الرجل الظاهر إلى جانب الشهري اسمه محمد عبدالكريم الغزالي، وقد تم إضافته إلى قائمة المطلوبين للسلطات السعودية في اليمن، مع الاعتقاد بأنه هو الذي سهّل دخول عبدالله العسيري، الذي نفّذ محاولة الاغتيال الفاشلة ضد مساعد وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف. وتابع المراسل أن الغزالي حاول استخدام هذه الرسالة لجمع تبرعات من المواطنين لصالح القاعدة، علماً أنها المرة الثانية التي يستخدم فيها التنظيم هذه الطريقة، إذ إنه، وخلال موسم الحج الماضي، ضبطت القوات السعودية أشخاصاً يحملون رسائل مرئية على جوالاتهم من أيمن الظواهري، تدعو إلى التبرع للتنظيم. من جهته، اعتبر الداعية الإسلامي راشد الزهراني أن هذا الأسلوب ليس جديداً على القاعدة، مشيراً إلى الحاجة للحديث عن حكم جمع هذه التبرعات وأهمية المال، وهو أنه غير جائز بهذه الطريقة، مبرراً ذلك بعدة أمور، أهمها أن المال أمانة، ولا يجوز التبرع به لجهات مجهولة. "كما أن التبرعات التي يحبها الله هي التي تؤلف ولا تفرّق، لكن هذا النوع من التبرعات لا يحبها الله ولا يرضاها رسوله". وتابع الزهراني أن "أوجه الخير واضحة، إذ توجد قائمة بالجمعيات الخيرية التي يمكن أن يتبرع لها الشخص، والتي تستحق التبرع".