اعترفت مطلقة كويتي تحول حفل زفافه إلى كارثة السبت الماضي بأنها أضرمت الحريق الذي أودى بحياة 45 شخصا في خيمة الضيوف، موضحة أنها أرادت بذلك الانتقام من زوجها السابق. واكتفى متحدث باسم وزارة الداخلية بالقول للتلفزيون الكويتي أمس إنه "تم التعرف على مفتعل الحريق واعترف بأنه عمل لأسباب شخصية"، دون أن يذكر المطلقة البالغة من العمر 23 عاما. وأكدت مصادر أمنية كويتية أن الجانية المعتقلة هي الزوجة الأولى للعريس وأنها اعترفت بإحراقها للخيمة بالفعل، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة ارتفاع ضحايا الحريق إلى 45 قتيلا بوفاة 3 سيدات أمس كن في العناية المركزة في مستشفى البابطين المتخصص في علاج الحروق. إلى ذلك، قال المحامي الكويتي عادل العبدالهادي إن الاتهامات التي ستوجه للجانية ستكون كفيلة بإيصالها لحبل المشنقة. يشار إلى أن النساء المتوفيات في الحادث والمصابات وكذلك الأطفال يوجد بينهم من يحملون الجنسية السعودية بحكم بعض العلاقات الأسرية بين الكويتيين والسعوديين. وعن مجريات التحقيق مع الجانية نقلت مصادر أمنية ل"الوطن" بعض أقوال الزوجة المنتقمة التي انهارت عندما أبلغت بعدد ضحايا الحريق، وقالت إنها لم تقصد من إضرامها للنار في الخيمة إلحاق الأذى وقتل المدعوين بل تخريب حفل الزفاف". وأقرت المرأة للشرطة بأنها أضرمت النار في خيمة الضيوف المخصصة للنساء والأطفال بواسطة البنزين انتقاما "لسوء معاملة" تعرضت لها من زوجها السابق. وذكرت المصادر أن العروس أصيبت بجروح وأن أمها وشقيقتها قتلتا في الحريق. ونقلت ذات المصادر أمنية أن المحققين "تلقوا إفادة من شاهدة عيان هي خادمة آسيوية تعمل لدى منزل جار المعرس (العريس)، تؤكد أنها شاهدت المتهمة بالقرب من الخيمة". وأضافت الصحيفة أن طليقة العريس "اعترفت لرجال المباحث بأنها أشعلت النيران في الخيمة بأن سكبت البنزين وأشعلت النار انتقاما من طليقها الذي كان يسيء معاملتها عندما كانا متزوجين". وأنكرت المتهمة في بداية التحقيق معها في الإدارة العامة للمباحث الجنائية بأن تكون هي الجانية، مؤكدة أنها لم تغادر منزل ذويها. لكن رجال المباحث كانوا يملكون أدلة قبل التحقيق معها ومنها شهادة الخادمة. من جهة أخرى أعلن قائد جهاز الإطفاء اللواء جاسم منصوري أنه لا يمكن التعرف على معظم الجثث بسبب احتراقها وأن خبراء الطب الشرعي يعملون للتعرف على الضحايا. وجرى دفن 16 من ضحايا الحريق أول من أمس فيما لا يزال مسؤولو الطب الشرعي يعكفون على تحديد هويات باقي الضحايا. ومن بين القتلى سبعة أطفال على الأقل. ولا يزال خمسة من الجرحى التسعين في حالة خطرة بسبب الحروق. وذكر مسؤولون طبيون أن فرقاً طبية خاصة من ألمانيا وبريطانيا وصلت إلى الكويت أمس لمعالجة الجرحى. وشكلت حكومة الكويت لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في الحادث وسط انتقادات من النواب بأن عمليات الإنقاذ التي قامت بها الحكومة كانت بطيئة. وطالب عدد من النواب بإجراء تحقيق حول فشل السلطات في تطبيق قواعد السلامة والأمن على خيم الزفاف. ونصحت وزارة الداخلية المواطنين بعدم نصب الخيام في المناطق السكنية لأن ذلك يعيق عمليات الإنقاذ.