هددت جماعة أنصار عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يتزعم التمرد في محافظة صعدة شمالي اليمن بنقل المعارك إلى الأراضي السعودية، زاعمة ان الرياض شاركت فعليا في الحرب الدائرة بينها وبين الجيش اليمني والتي أودت بحياة المئات وشردت الآلاف منذ بدايتها عام 2004. ونشرت الجماعة تهديدها في بيان للمكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي، على موقع الجماعة "صعدة أون لاين"، زاعمة أن "كتيبة عسكرية من الأمن المركزي اليمني قامت بالدخول إلى الأراضي السعودية عبر منطقة الخوبة، بتنسيق مسبق مع قائد المنطقة، متجهةً إلى محاذاة منطقة الحصامة في محاولة للالتفاف عليها وبهدف مهاجمة الأراضي اليمنية من الأراضي السعودية". وأضاف البيان: "إننا نعتبر أن أي اعتداء يأتي من الأراضي السعودية على أراضي يمنية اعتداء على الشعب اليمني وتفريط كبير في سيادته، كما أنه سيتم الرد على أي عدوان يأتي علينا من أي مكان أو جهة يأتي الاعتداء منها". وأكد القيادي من جماعة الحوثيين صالح هبرة أن "السلطات اليمنية دفعت بكتيبة عسكرية من قوات الأمن المركزي لدخول الأراضي السعودية عبر منطقة الخوبة الحدودية، بعد التنسيق بين الطرفين، بغرض الالتفاف على منطقة الحصامة التي ما زالت المواجهات المسلحة مستمرة فيها بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين". واعتبر هبرة سماح السعودية للقوات اليمنية بالدخول إلى أراضيها لضرب الحوثيين في الأراضي اليمنية من الخلف، اشتراكا فعليا لحكومة الرياض في هذه الحرب، التي تصعد لها السلطة، وبادرة خطيرة. ويأتي هذا التهديد في وقت تشهد مناطق متفرقة في محافظة صعدة منذ أسبوعين تقريباً معارك عنيفة بين قوات الجيش والحوثيين، وتمكن خلالها أنصار الحوثي من السيطرة على مواقع عسكرية ومناطق أخرى، كان أخرها موقع عسكري في منطقة الحصامة المحاذية للمملكة العربية السعودية الذي لا يزال الحوثيون يفرضون سيطرتهم عليه منذ أربعة أيام، رغم محاولات الجيش لاستعادته. وسقط في مواجهات منطقة الحصامة 20 جندياً على الأقل و11 متمرداً من الحوثيين. غير أن مراقبين وصفوا تهديدات الجماعة الإرهابية بأنها "محاولة سخيفة وفاشلة لتضليل الرأي العام اليمني وإعطاء حركة التمرد حجماً أكبر من حجمها الحقيقي". واندلعت شرارة الحرب الأولى بين القوات الحكومية والحوثيين في 28 يونيو/ حزيران عام 2004 واستمرت حتى 17 يوليو/ تموز 2008 وانتهت بمقتل نحو 6 آلاف شخص وضعفهم من الجرحى وتشريد آلاف الأسر من محافظة صعده وفق إحصائيات مستقلة.