أعلن وزير الصحة الاردني الدكتور نايف الفايز في وقت متأخر من مساء أمس عن اكتشاف أول اصابتين بإنفلونزا الخنازير في الأردن. وقال الفايز إن الإصابتين لفتاتين قدمتا من الولاياتالمتحدة الأميركية، تتلقيان حاليا العلاجات اللازمة في عمان، مبينا أن حالتهما العامة جيدة، ولكنهما في حالة عزل تام عن المرضى في مستشفى الأمير حمزة وذلك كإجراء وقائي. وتبلغ الطفلة الأولى، وهي مقيمة في أميركا (11 عاما)، فيما تبلغ الثانية، التي تربطها بها قرابة قوية (17 عاما) عادتا إلى الأردن قبل يومين ولم تكن لديهما أعراض انفلونزا عندما عبرتا المطار، لأن المرض كان في حالة حضانة، بحسب الفايز. وقامت الفتاتان أمس بمراجعة مستشفى خاص بعد ظهور أعراض الإنفلونزا عليهما، وتلقتا علاج الانفلونزا الموسمية، لكن المستشفى أبلغ في الوقت نفسه الوزارة أنه يشتبه بإصابة الفتاتين بإنفلونزا الخنازير كونهما قادمتين من أميركا، وفق الفايز. واضاف وزير الصحة أن فحوصات مخبرية تأكيدية أجريت للحالتين في مختبرات وزارة الصحة "نمرو 3"، وهي جناح خاص مجهز من قبل منظمة الصحة العالمية للكشف عن أمراض وبائية من بينها إنفلونزا الخنازير. وبيّن أن الفتاتين أدخلتا بعد ذلك مستشفى الأمير حمزة ووضعتا في الجناح الخاص، وهو جناح معزول مجهز ب 52 سريرا، وكان معدا مسبقا لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بإنفلونزا الخنازير والحالات التأكيدية المصابة بالمرض. وأفاد الفايز أن الحالتين تلقتا العلاج المناسب. وتوقع أن تتماثلا للشفاء خلال ثلاثة أيام على اعتبار أن الإصابة بالمرض في بدايتها. وأكد الفايز حرص الوزارة على متابعة التطورات المتعلقة بمرض إنفلونزا الخنازير في العالم كله، للحيلولة دون انتقاله إلى الأردن، مشيرا إلى أن هناك تجهيزات واسعة أعدت لمواجهة حالات الإصابة بهذا المرض. وأمضى وزير الصحة ليلة أمس في مستشفى حمزة، متابعا الحالتين، فيما قال الفايز إنه سيعقد مؤتمرا صحافيا صباح اليوم يعلن فيه سائر التفاصيل المتصلة بهذه القضية. وتعد هاتان الحالتان أول إصابتين تسجلان في الأردن الذي أعلنت تقارير منظمة الصحة العالمية عن خشيتها من احتمالية إصابة زهاء 35% من سكانه بالمرض في حال تحوله إلى جائحة. وكانت وزارة الصحة الاردنية عمدت إلى استخدام ماسحات حرارية في المنافذ الحدودية، بهدف الكشف عن مرضى إنفلونزا الخنازير. كما تم وضع خطة لمكافحة انتشار الخنازير البرية على الحدود بين الأردن وإسرائيل التي جرى اكتشاف حالات من المرض فيها، إضافة إلى أخذ عينات من الخنازير التي يتم اصطيادها. وخلال الأيام الماضية قتلت فرق تابعة للجهات المعنية أكثر من 600 خنزير بري في المناطق الشمالية من المملكة. وكانت لجنة الأوبئة التابعة لوزارة الصحة أوصت بتوفير مطعوم أنفلونزا الخنازير على مرحلتين، بحيث يتم في النهاية تطعيم 80% من سكان المملكة "لإحداث مناعة مجتمعية"، بحسب تصريحات سابقة لمدير إدارة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي. واقترحت اللجنة إعطاء المطعوم في المرحلة الأولى ل 15 % من السكان بكلفة 15 مليون دينار وهي الفئة اللازمة لإدامة العمل في المرافق الحيوية في المملكة كالعاملين الميدانيين في القوات المسلحة والأمن العام والدفاع المدني، فضلا عن الكوادر الصحية العاملة اللازمة لتسيير العمل في المستشفيات والمراكز الصحية وميسري الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والمواصلات وعمال النظافة والمخابز. كما ستشمل هذه المرحلة الفئات الأكثر احتمالية للتعرض للخطر مثل الحوامل والأطفال من عمر 6 شهور إلى ثلاثة أعوام، وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. أما المرحلة الثانية فتستهدف التوسع في التطعيم للوصول إلى الهدف الرئيس، حسب المستجدات الوبائية للمرض عالميا ومحليا ومدى إمكانية تطوير المطعوم.