أسرّ مهاجم الهلال سعد الحارثي للعديد من أصدقائه المقربين أن فكرة اعتزال الكرة بشكل نهائي تراوده في ظل الغموض الذي يحيط مستقبله المهني إذ لم يضعه مدرب الهلال سامي الجابر في الخارطة الأساسية خلال المباريات التجريبية ويبدو الحارثي الخيار الأخير مع تواجد ياسر القحطاني وناصر الشمراني ويوسف السالم. الحارثي انتقل من النصر إلى الهلال في منتصف ديسمبر 2011 برغبة من سامي الجابر الذي كان يعمل مديراً سابقاً للكرة الذي راهن على اللاعب لدى الإدارة, وحدث ذلك في صفقة ضخمة تفاعلت معها وسائل الإعلام مع تحويل الجماهير الهلالية لقب اللاعب من «الذابح» إلى «الرابح» ورفع الدولي السابق كأسين من بطولة ولي العهد مع الفريق الهلالي، وفي منافسات الدوري من العام الفائت لعب ما يقارب 187 دقيقة طوال ثماني مباريات لم ينجح من خلالها في إحراز هدف واحد، وربطت بعض التقارير الصحفية عن رغبة مدرب الفيصلي الأردني علي كميخ جلب اللاعب محترفاً لدى الفريق الملقب ب»النشامى». وكيل أعمال اللاعب ذيب الدحيم يحاول إقناع الحارثي برؤية العروض المحلية والخليجية التي لديه من أجل خوض تجربة رابعة في مشواره الكروي وبحسب المصادر فإن اللاعب محبط تماماً بعدما اقتنع أن تلك العروض لا تناسب نجوميته التي أوشكت على الانتهاء مع تفكيره جدياً بالسفر إلى الخارج لدراسة مرحلة الماجستير في عاصمة الضباب لندن على الرغم من أنه لم يتجاوز ال29 عاماً. ترك الكرة في سن مبكر بداعي الاحباط والذهاب إلى مقاعد الدراسة عمل بها سابقًا بدر مبارك الميمني المولود في 1984م بمشفى الرستاق الواقع في العاصمة العمانية مسقط. الميمني أحد النجوم البازغين في نادي المصنعة كان حلمه أن يلعب ضمن صفوف فريق كبير في دوري النخبة الممتاز وتحقق الحلم لاحقاً حين انضم لنادي مسقط الرياضي وساهم في تحقيق بطولة الدوري ضمن موسمه الأول فيما بدأت نجوميته تزداد وهو ما جعل المدرب الشهير ميلان ماتشالا يعلن عن ضمه لصفوف المنتخب العماني ليشارك في العديد من المباريات الدولية قبل أن ينفجر أمام منتخب سنغافورة ويسجل ثلاثة أهداف في المجمع الرياضة بولاية بوشر. في يونيو من عام 2004 انتقل الميمني الى نادي الرياض السعودي كأول تجربة احترافية خارج البلاد وبعدها بعام غادر إلى قطر مع العريق النادي الأهلي ودافع عن ألوانه موسمين ثم تعاقد معه السيلية لنفس المدة، انتهت التجربة القطرية بعد ذلك وقرر العودة إلى بلاده حيث نادي مسقط ورفاق الطفولة, وفي فترة الانتقالات الشتوية من عام 2010 وسط شتاء قارس قررت إدارة نادي الاتفاق السعودي التعاقد مع اللاعب العماني لتدفئة شباك الخصوم بالأهداف وحين انتهى الموسم تم توقيع مخالصة مادية معه في تجربة غير ناجحة بشهادة المختصين آنذاك. عاد الشاب الموهوب إلى منزله وهو يحمل خفي حنين، بدأت نفسه تضيق ذرعاً بكرة القدم، أقسم أن يعود لمقاعد الدراسة وهو في سن ال27, استيقظ في الصباح الباكر وذهب إلى كلية الحاسب ليدرس من جديد ورفع سماعة الهاتف ليطلب العودة من جديد لنادي مسقط لاعباً هاوياً، كان الميمني يدرس في الصباح البرمجة وشبكات الإنترنيت فيما يقوم بركل الكرة في المساء على ملعب النادي. أصر الميمني اعتزال اللعب دولياً مع الأحمر العماني واعتبر رفيق دربه الهداف عماد الحوسني ذلك القرار بالخسارة المؤثرة للكرة في عمان وسط مطالباته بعودته مجدداً، إلا أن الميمني أصر على موقفه ونال بعد ذلك شهادته الجامعية وسط احتفالية جمعت الأهل والأصدقاء واتفق الموسم الفائت مع إدارة فنجاء على اللعب معهم محترفاً وحقق وصافة الدوري العماني.