أجهز أبٌ على ابنته البالغة من العمر 19 عاما في ساعة متاخرة من مساء أمس الأول «الأربعاء» بحي الفيصلية بجدة، بعد أن غرز سكينا على عنقها وقام بتوجيه عدة طعنات في أجزاء متفرقة من جسدها فأرداها قتيلة. وكانت الفتاة قد تحدثت مع والدها بغية الحصول على موافقته لدخولها كلية الطب ولم يدر بخلدها أن الأب قد بيَّت النيَّة لحرمانها من الحياة لا من الكلية وحدها. ومع هول الفاجعة تزداد المأساة بتوقف قلب جدة الفتاة لأمها حزنا ووفاتها فور سماع الحادثة بعد ساعة من وقوعها.. وألقت الجهات الأمنية القبض على الجاني وتم نقله لقسم شرطة الشمالية وإخضاعة للاستجواب الفوري. تعود تفاصيل الجريمة التي شهد حي الفيصلية فصولها عندما اتجه الأب الجاني والذي كان تحت تأثر جرعات المخدرات لزيارة ابنته التي تقيم بمنزل جدتها لأمها بعد أن انفصل الأب عن الأم قبل 18 عاما وارتبطت أم الفتاة بشخص آخر، وهناك دار الحديث وتطور النقاش حول موضوع تسجيل ابنته بإحدى كليات الطب ورفض الأب لذلك ورجوعه عن الموافقة التي أبداها من قبل، وخرج الأب أثناء النقاش عن طوره وأخرج سكينا كان يخفيه داخل ملابسه وقام بتوجيه عدة طعنات على جسد ابنته التي تركزت في الرقبة واليدين والصدر، وقام بعد ذلك بجز عنقها بالسكين، ثم حاول الهرب من المنزل غير أن زوج والدة الفتاة وسكان العمارة تمكنوا من الإمساك به واعتقاله وإبلاغ الدوريات الأمنية التي ألقت القبض عليه، فيما سارع زوج الأم إلى نقل الفتاة إلى أحد المستشفيات الخاصة محاولا إسعافها غير أن الفتاة لفظت أنفاسها قبل الوصول إلى المستشفى. توجهت دوريات الأمن على الفور إلى مكان الحادث واعتقلت الجاني الذي كان في حالة هيجان شديدة فيما استدعي المحققون بشرطة جدة والذين فتحوا ملفا موسعا للتحقيق في الجريمة بمتابعة مباشرة من مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي، ومساعده للأمن الجنائي حيث فرض رجال الأمن طوقا أمنيا على مدخل العمارة ومنعوا الخروج أو الدخول إلى العمارة والشقة التي وقعت بها الجريمة، واستدعى المحققون خبراء الأدلة الجنائية لمباشرة الحادثة ومعاينتها حيث تولى خبير الأدلة رفع البصمات والآثار الموجودة بمكان الجريمة والتحفظ على أداة القتل، كما باشر الطبيب الشرعي الحادثة والذي انتقل إلى المستشفى الذي وصلت إليه جثة الفتاة وشرع في الكشف عليها والتقاط الصور الخاصة بالجثة والعمل على إعداد التقرير الطبي الخاص بالحادثة.مصادر أكدت أن الأب حضر ومعه السكين وكان مبيِّتا النية لارتكاب جريمته.