ذكرت صحيفة بيلد أم سونتاح يوم الأحد أن الحكومة الألمانية توشك على إبرام صفقة سلاح قيمتها 100 مليون يورو مع السعودية لبيع 30 مركبة مصفحة وأن مجلس الأمن القومي في برلين أبدى بالفعل دعمه للصفقة. ونقلت الصحيفة عن مصادر ذكرت أنها اشتركت في المفاوضات قولها إن السعودية تريد في الإجمالي شراء 100 مركبة مصفحة من نوع "دينجو" على المدى الطويل. وأضافت الصحيفة أن مجلس الأمن القومي الألماني الذي يضم في عضويته المستشارة أنجيلا ميركل ووزراء الدفاع والتنمية والاقتصاد والشؤون الخارجية ما زال يتعين أن يوافق بصفة نهائية على الصفقة بعد استكمالها. ولا تعلق الحكومة قط على قرارات المجلس الذي تحاط اجتماعاته بإطار صارم من السرية. وكانت مجلة دير شبيجل قد ذكرت في وقت سابق الشهر الجاري أن السعودية تريد شراء مئات من مركبات القتال المصفحة من نوع "بوكسر" وهو طراز آخر من العربات المصفحة ينتج مشاركة بين راين ميتال جيفينس وكراوس مافاي فيجمان. وأشارت المجلة إلى أن المركبات يمكن استخدامها لمواجهة احتجاجات محتملة. بينما أشارت تقارير إعلامية أخرى غير مؤكدة إلى أن الحكومة الألمانية وافقت مبدئيا على تصدير 270 دبابة طراز ليوبارد2 للسعودية في عام 2011. ويساور القلق زعماء المعارضة من احتمال استخدام الأسلحة الألمانية ضد محتجين في السعودية وفي المنطقة. وتملك السعودية خمس الاحتياطيات العالمية من النفط لكنها لا تخلو من تونر بين الذين يريدون المزيد من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية ومنها توسيع نطاق حقوق النساء وبين المحافظين الذين يتمتعون بنفوذ قوي ويعتبرون تلك الإصلاحات مخالفة للإسلام. وشهدت بعض الدول العربية الحليفة للسعودية احتجاجات في أعقاب انتفاضات الربيع العربي. كما أسفرت احتجاجات للأقلية الشيعية في المملكة عن مقتل 12 محتجا وأحد أفراد الشرطة في وقائع أطلقت فيها النار خلال العام الجاري. ويشكو الشيعة في السعودية من التمييز ضدهم لكن الرياض تنفي ذلك. وصادرات الأسلحة قضية حساسة بالفعل في ألمانيا نظرا لماضيها خلال حقبة الحكم النازي ودور شركات صناعة السلاح مثل كروب في إمداد أطراف الصراعات بالأسلحة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. وامتنعت ألمانيا عن تصدير أسلحة ثقيلة إلى دول الخليج في الماضي بسبب علاقة برلين بإسرائيل ثم حديثا بسبب انتفاضات الربيع العربي. لكن جاء في تقرير حكومي أن برلين وافقت على تصدير أسلحة قيمتها 5.4 مليار يورو في عام 2011 بزيادة 14 في المئة عن العام السابق بعد أن درست طلبات من عدة دول مختلفة. وذكرت مصادر أمنية سعودية في عام 2011 أن المملكة ستشتري مئات الدبابات من ألمانيا في إطار صفقة قيمتها عدة مليارات من اليورو وصفها مشرعون من المعارضة في ألمانيا في ذلك الحين بأنها مخالفة للقواعد العامة لتصدير العتاد العسكري. وكان بير شتاينبروك أحد زعماء الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض والذي سينافس ميركل في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل قد انتقد الحكومة لسماحها بزيادة كبيرة في صادرات الأسلحة وقال إنه سوف ينهي ذلك إذا فاز تحالف يسار الوسط الذي ينتمي إليه. وكانت الحكومات المتعاقبة بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانياالغربية ثم بعد ذلك في ألمانيا الموحدة تفرض قيودا مشددة على تصدير الأسلحة خصوصا إلى مناطق لا تحظى فيها حقوق الإنسان باحترام يذكر. وقال شتاينبروك "إنها فضيحة وخطر بالغ ان ألمانيا أصبحت ثالث أكبر مصدر للسلاح. نحن نصدر أسلحة حتى إلى مناطق صراع ومناطق لا تحترم فيها حقوق الإنسان."