استمرت قوافل احتجاجات رجال ممن يطلق عليهم اسم "محتسبين"، في توافدها على أبواب بعض الوزارات في المملكة، واستمرت قوافل احتجاجاتهم خاصة على باب وزير العمل عادل فقيه، لكن كانت هذه المرة بجرعة أكبر . انطلاقات وتكرار زيارات "المحتسبين" تأتي على خلفية قرارات وزارة العمل بتوطين عدد من الوظائف، إضافة إلى تأنيث محال بيع الملابس والاحتياجات النسائية، وهو الأمر الذي يرفضونه مع عموم الطبقة المحافظة السعودية. وقال "المحتسبون" الواقفون على باب وزير العمل الذي غالبًا ما يستجيب لهم بلقائهم إنهم سيمهلونه 30 يومًا للتراجع عن القرار وإلا فإنهم "سيدعون عليه بالسرطان كما دعوا على وزير العمل السابق، غازي القصيبي". ورغم رد الوزير فقيه عليهم بقوله: "إن عمل المرأة في الأصل أجازه الدين الإسلامي" معتبرًا أنه من حق السعوديات العمل، مضيفًا في ردوده التي لم تجدِ صدى لدى المحتجين الغاضبين، أن وزارة العمل نقلت النساء من قارعة الطريق حيث كنّ يعملن هناك نحو محال تحفظ لهن وجودهن وتدعم عملهن. وطالب الوزير السعودي منتقديه، الذين عزموا النية في الدعاء عليه بمرض السرطان، بالتوجه نحو القضاء، بعد أن ضاق ذرعاً بكل التهم والتدخل في النوايا وفق حديثه، طالبهم بالتوجه نحو القضاء، مؤكداً تقبله الحكم الصادر مهما كان. وانتقدت جموع رجال الدين المقتحمة لوزارة العمل والقادمة هذه المرة من عدد آخر وأكبر من مناطق المملكة، سماح الوزارة للعمالة الأجنبية بالعمل مع السعوديات وفق حديثهم، وأن ذلك سينشر في المجتمع "الرذيلة" الوزير فقيه لم يدم الكثير من الوقت في نقاشهم، وهو ما اعتبره رجال الدين القادمون محاولة للهروب من مواجهة خططه التي يرونها تهدف إلى نشر الرذيلة عبر بوابة "الاختلاط" بين الذكور والإناث، وهو ما يعتبره طيف كبير من السلفيين السعوديين يقع في دائرة "المحرمات". وإن حاول وزير العمل السعودي إقناع الجموع الدينية بأرقام عن نسب البطالة وأهداف وزارته إلا أنها لم تفلح أمام قوة ضاربة حضرت وتكرر حضورها الاعتراضي مع كل قرار يهدف إلى توفير العمل.