اعتقلت الشرطة الفرنسية 150 شخصا في تظاهرة غير مرخصة تخللتها اعمال عنف السبت قرب السفارة الاميركية في باريس للاحتجاج على الفيلم المسيء للاسلام الذي اثار غضب العالم الاسلامي. وباريس وانفير (شمال بلجيكا) من بين المدن الغربية النادرة التي شهدت تحركات من هذا النوع ضد فيلم "براءة المسلمين". وقال مصدر في الشرطة ان بين الموقوفين مصريين وتونسيين وسوريين. وأوضح ان الشرطة رصدت خلال النهار دعوات الى التظاهر على شبكات التواصل الاجتماعي يرتدي بعضها "طابعا سلفيا". وأوقف 150 شخصا ونقلوا الى مراكز للشرطة للتحقق من هوياتهم، ووضع واحد او اثنان منهم في الحبس لتعديهم على موظفيهم وقيامهم باعمال عنف. وقال مصدر امني ان المتظاهرين وبينهم نساء واطفال "قريبون من السلفيين" على ما يبدو عمدوا الى "التظاهر بطريقة عنيفة في محيط السفارة الاميركية ثم اشتبكوا مع قوات الشرطة". وشارك حوالى مئتي شخص في التظاهرة التي لم تبلغ بها السلطات مسبقا. وعبر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد موسوي عن اسفه لهذا التجمع، داعيا الى "عدم اشراك كل مسلمي فرنسا في حوادث هامشية كهذا". من جهته، قال امام مسجد باريس دليل بوبكر لقناة التلفزيون الفرنسية "اي-تيلي" ان "نجاح السلفيين في تعبئة مئات الاشخاص" في باريس امر "خطير". من جهته، قال شاب آخر في العشرين رفض الكشف عن اسمه ان "السفارة الاميركية مجرد رمز ولم نأت لنحرقها". وكان ايريك شومون المكلف البحث في مركز فرنسي للابحاث والخبير في الشؤون الاسلامية توقع حدوث تظاهرات في فرنسا. وقال ان "رجال الدين اطلقوا دعوات الى الهدوء ولا يمكنهم ان يفعلوا غير ذلك. لكن بالتأكيد هناك عناصر غير منضبطين ولا يمكن السيطرة عليهم". وفي مدينة انفير البلجيكية اعتقل حوالى 120 شخصا بعد تظاهرة احتجاجا على الفيلم تخللتها اشتباكات مع قوات الامن. وقالت الشرطة ان بين الموقوفين احد قادة الجماعة الاسلامية "الشريعة لاجل بلجيكا" وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في حي يضم عددا كبيرا من المسلمين، هتافات معادية للولايات المتحدة واحرقوا علما اميركيا، كما كشفت لقطات بثتها محطة التلفزيون البلجيكية "ار تي بي اف". في كابول اعلنت الشرطة الافغانية أن مئات الأشخاص تظاهروا في العاصمة كابول امس الأحد احتجاجا على الفيلم الأمريكي، في ثاني احتجاج ضده تشهده البلاد خلال أسبوع. وقال قائد الشرطة أيوب سالانجي إن "حوالي ألف طالب من جامعة كابول ومئات الأشخاص الآخرين قاموا بمظاهرات سلمية في ثلاث مناطق بمدينة كابول". الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية السبت إنها طلبت رحيل العاملين الحكوميين غير الأساسيين من تونس والسودان، بعد يوم من اقتحام سفاراتيها في البلدين وتعرضهما لأضرار من المتظاهرين المحتجين على الفيلم المسيء للنبي محمد. وحذرت الخارجية في بيان صادر من واشنطن المواطنين الأمريكيين "من جميع أنواع السفر إلى تونس في الوقت الحالي" وحذر البيان من مخاطر السفر إلى السودان حيث مستوى التهديد الإرهابي "لا يزال خطيرا". وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية وقت سابق يوم السبت إن الولاياتالمتحدة طالبت بتعزيز الإجراءات الأمنية في سفارة الخرطوم وإن الحكومة السودانية "جددت إلتزامها بشكل علني وبشكل خاص بمواصلة حماية بعثتنا، حيث أنها ملزمة بذلك بموجب اتفاقية فيينا.. نحن نواصل مراقبة الوضع عن كثب لضمان وجود ما نحتاجه لحماية مواطنينا وسفارتنا". الى ذلك تراجعت السفارة الأمريكية في القاهرة الأحد عن إعادة عمل الخدمات القنصلية كما أعلنت السبت. وقال بيان أصدرته السفارة، إنه لن يكون هناك خدمات قنصلية إلا للرعايا الأمريكيين فقط. ولم يوضح البيان متى سيتم استئناف العمل للخدمات القنصلية ومنح التأشيرة الأمريكية للمصريين الراغبين في السفر للولايات المتحدة. كما الغيت تظاهرة معادية لوجود المارينز في اليمن لقلة المشاركين، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس في حين توقفت القنصلية الاميركية في صنعاء عن العمل. وقد دعا المتمردون في شمال اليمن الى التظاهرة التي كان من المفترض ان تسير باتجاه منزل الرئيس عبد ربه هادي منصور في العاصمة. وعبر البرلمان اليمني السبت عن رفضه مجيء عناصر من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) لحماية سفارة بلادهم في صنعاء بعد يومين من التظاهر ضدها. من جهة اخرى، اوضحت السفارة الاميركية في بيان على موقعها الالكتروني ان قسم الخدمات القنصلية مغلق بين 15 و 29 ايلول/سبتمبر الجاري. ونصح البيان الرعايا الاميركيين ب"الابتعاد عن التجمعات" في اليمن مشيرا الى ان "التظاهرات السلمية قد تتحول الى صدامات". وجدد الدعوة الى مغادرة الاميركيين موضحا ان تحركات العاملين في السفارة تبقى في حدها الادنى.