تسلق محتجون مصريون أسوار السفارة الأمريكية في القاهرة يوم الثلاثاء ومزقوا العلم الأمريكي وأحرقوه خلال احتجاج على ما قالوا إنه فيلم ينتج في الولاياتالمتحدة يسيء إلى النبي محمد. وقال شاهد عيان من رويترز إن المحتجين حاولوا أن يرفعوا مكان العلم راية سوداء كتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وبمجرد إنزال العلم مزقه محتجون وعرض بعضهم قطعا منه أمام كاميرات التلفزيون ثم أحرق آخرون بقايا العلم أمام مبنى السفارة الذي يشبه قلعة حصينة بوسط القاهرة. لكن بعض المحتجين اعترضوا على إحراق العلم. وقال اسماعيل محمود (19 عاما) عضو احدى روابط "الاولتراس" لمشجعي كرة القدم والذين لعبوا دورا كبيرا في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك العام الماضي "لابد من حظر هذا الفيلم فورا واصدار اعتذار... هذه إهانة." وطالب محمود الرئيس محمد مرسي وهو اول رئيس مدني منتخب في مصر كما انه اسلامي باتخاذ إجراء. واعتلى نحو 20 محتجا السور الخارجي للسفارة التي تجمع حولها زهاء 2000 محتج. وكان معظم المتظاهرين من انصار الجماعات الإسلامية أو من شباب "الاولتراس". وشارك رفيق فاروق وهو مسيحي مصري (38 عاما) في الاحتجاج. وقال "انا هنا لانني مصري وأرفض اي شيء يسيء للاسلام أو اي شيء يثير الانقسامات في مصر." وواشنطن لها بعثة دبلوماسية كبيرة في مصر ويرجع ذلك جزئيا إلى برنامج المعونة الضخم الذي اعقب توقيع مصر على معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979. وتقدم الولاياتالمتحدة 1.3 مليار دولار كمعونة عسكرية لمصر كل عام وتمنحها مساعدات أخرى. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في واشنطن انه تم اختراق السور وإنزال العلم. وقالت "نعمل بالتأكيد مع الامن المصري لمحاولة استعادة النظام عند السفارة وجعل الوضع تحت السيطرة." وقالت وزارة الخارجية المصرية في أعقاب الاحتجاج انها ملتزمة بتوفير الحماية الضرورية لجميع السفارات. وأصدرت السفارة الأمريكية بيانا في وقت سابق يوم أدانت فيه محاولات بعض "الافراد المضللين" لايذاء المشاعر الدينية للمسلمين أو أتباع أي ديانات أخرى. وجاء في بيان السفارة "نحن نرفض بشدة أفعال من يسيئون استخدام الحق العالمي لحرية التعبير للإساءة للمعتقدات الدينية للآخرين." ولم يتضح على الفور اي فيلم اغضب المحتجين لكن الأزهر انتقد يوم الثلاثاء "محاكمة" رمزية للنبي محمد من جانب مجموعة أمريكية تضم القس تيري جونز الذي تسبب في اثارة اعمال شغب في افغانستان عام 2010 بتهديده بحرق نسخة من المصحف. وذكر موقع (ستاند آب امريكا ناو. اورج) على الانترنت ان من المقرر ان يشارك القس جونز واخرين في "محاكمة دولية" للنبي محمد في فلوريدا اليوم تزامنا مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول التي نفذتها القاعدة على مدن أمريكية. وقال الموقع ان المحاكمة ستبث على الانترنت. وذكر موقع رسمي على الانترنت ان الكنيسة الارثوذكسية في مصر انتقدت في بيان بعض اقباط المهجر الذين قالت انهم مولوا انتاج فيلم يسيء للنبي محمد. ويمثل المسيحيون نحو عشر سكان مصر البالغ عددهم 83 مليون نسمة. وأصبحت الاحتجاجات سمة شائعة في مصر منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس مبارك حليف الولاياتالمتحدة لفترة طويلة. وعندما زارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مصر في يوليو تموز بعد تولي مرسي الرئاسة تعرض موكبها للرشق بالطماطم. وردد بعض المتظاهرين شعارات مناوئة لها وشعارات ضد الاسلاميين مما يعكس اعتقاد بعض المعارضين للتيار الإسلامي -الذي اكتسح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية- بأن واشنطن ساعدت الإسلاميين على الصعود للسلطة. وكتب على جدران السفارة القريبة من ميدان التحرير بؤرة انتفاضة المصريين ضد مبارك "اذا كانت حريتكم لا حدود لها فلتتسع صدوركم لحريتي." وفي حادث اخر نجم عن مشاعر دينية مماثلة الشهر الماضي هاجم شخص السفارة الألمانية في القاهرة بقنابل مسامير محلية الصنع ومطرقة حطم بها زجاج المدخل بعد أن طالع تقريرا عن احتجاج في المانيا عرض فيه متظاهرون رسوما مسيئة للنبي محمد أمام أحد المساجد. ولم يصب أحد ولم تقع اي اضرار جسيمة بالسفارة خلال الهجوم.