قرأت جريدة الوطن وأنا أداري ضحكتي بيدي , منع بدرية البشر في جامعة قطر الخبر بعنوان ( " البشر: "الغوغاء" ألغوا محاضرتي في قطر ) لم تكن أمامي حلية سوى أن أبتلع الضحك حينما التفت إلي الناس وأنا جالس في كوفي جافا تايم لقد استمتعت كثيراً بقراءة جريدة ( الوطن ) حينما نشرت هذا الخبر بهذا العنوان الذي يصدق عليه الوصف بأنه ساذج .! لقد أطلقت بدرية صرخات التعجب خارج أسوار الجامعة وهي تبصر ظل المقعد الذي من المفترض أن يكون هو مقعد المحاضرة التي ستلقيها في جامعة قطر , إن الرأي الذي أخذ صورة حملة ضد الكاتبة بدرية بعنوان ( لا لبدرية ) جعلها تدخل الجامعة القطرية والأبصار تدفعها نحو الخارج , لماذا رفضت ومنعت محاضرتها في الجامعة القطرية ؟ إن بدرية تعجز عن الإجابة وعن تحديد موقفها وموقعها – بالضبط – في هذه الحادثة , كما أنها تعلم جيداً لماذا منعت ورفضها الجمهور .!؟! حينما أعيد قراءة الخبر لا أجد أنا والمتابع تفسيراً لما تقول في جريدة ( الوطن ) أن معارضي محاضرتي لم يكونوا سوى كائنات افتراضية مجهولة ولا يمكن الإمساك بها أو لمسها بشكل واقعي محسوس .!؟! كيف يكون هؤلاء كائنات مجهولة ونشطاء قطريون قاموا بالاعتراض لسبب رواياتها التي أثارت الجدل في الأوساط السعودية فضلاً عن شبكات التواصل القطرية التي نددت برفض البشر في جامعة قطر لسبب روايتها التي تجاوزت الخطوط الحمراء بحسب تعبيرهم , إنه يتعذر علينا أن نتجاهل هذا الخبر حينما ينشر في صحفنا ولا أدري ما مدى أخذ القارئ كلام بدرية على محمل الجد , بحثت عن سبب مقنع حينما تصف النشطاء القطريون والحراك الإلكتروني القطري الذي رفضها بأنه " غوغائي " لم أجد ما ألتمسه كعذر وفي وسط ظل هذا خشية أيضاً أن يلتبس الأمر على القارئ ويظن أن رفضها من الجامعة القطرية سببه مراهقين كتبوا على شبكات الإنترنت .!! ( لا ) الأمر يختلف ! الرفض عبر بوصفه رأي عام جعل جامعة قطر تتخذ قراراً بمنع المحاضرة فوراً , كما أننا لا نقبل ( أدباً ) بأن توصف اختيارات المجتمع القطري بالغوغائية , إن هذه الحادثة تضئ لنا الطريق بأنه سيخرج لنا جيل واعي لديه حصيلة فكرية ومعرفية تفرز له ما يتلقى من خطأ أو صواب ولديه القدرة الكافية على الرفض الصحيح لكل فكر يشوبه الخطأ ... وداعاً إلى لقاء أخر . [email protected]