(شرق) (رويترز) - قالت دول غربية يوم الخميس إن سوريا تقترب من حرب أهلية طائفية شاملة ستكون كارثية للشرق الاوسط برمته وحثت روسيا على انهاء دعمها للرئيس بشار الاسد وممارسة ضغوط عليه لوقف اراقة الدماء. وبينما حثت المعارضة المناهضة للاسد كوفي عنان المبعوث الدولي على اعلان فشل خطته للسلام وان يحل المعارضة المسلحة من أي التزام بموجب اتفاق وقف اطلاق النار قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان احتمال اتساع العنف ينطوي على مخاطر "مروعة". وقالت كلينتون اثناء زيارة لكوبنهاجن حيث حثت موسكو على زيادة الضغوط على الاسد "حرب اهلية في بلد تسوده الانقسامات الطائفية ... قد تتحول إلى حرب بالوكالة في المنطقة وتذكروا ان ايران ترسخت بعمق في سوريا." وقالت كلينتون "يقول الروس لنا دائما إنهم يريدون فعل كل ما بوسعهم لتجنب نشوب حرب أهلية لأنهم يعتقدون أن العنف سيكون كارثيا. "أعتقد أنهم في الحقيقة يدعمون النظام في وقت ينبغي أن نعمل فيه من أجل عملية انتقال سياسي." وقالت سوزان رايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة يوم الخميس إن شحنة الأسلحة الروسية المزعومة إلى سوريا "تستحق الإدانة" رغم أنها لا تنتهك اي قوانين وإن نتائج تحقيق الحكومة السورية في مذبحة الحولة "كذب فاضح". وقال وليام هيج وزير الخارجية البريطاني إن سوريا تتحرك نحو "حرب أهلية شاملة او حالة انهيار." واضاف قوله ان الاتحاد الاوروبي بدأ صياغة عقوبات جديدة ضد سوريا ودعا الدول الاخرى لاتخاذ خطوات مماثلة لزيادة الضغط على الرئيس بشار الاسد للامتثال لخطة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الخميس من أن مذبحة أخرى كتلك التي وقعت في الحولة قد تغرق سوريا في حرب أهلية مدمرة "حرب أهلية لا تشفى منها البلاد أبدا." وقال بان الذي كان يتحدث في تركيا إنه يتعين على الأسد أن يتجاوب مع الرأي العام العالمي. وقال "أطالب بأن تتحرك حكومة سوريا لتنفيذ التزاماتها بموجب خطة عنان للسلام. إن المجتمع الدولي يطالب بصوت واحد بأن تعمل الحكومة السورية بموجب مسؤولياتها تجاه شعبها." ولم تمنع خطة عنان إراقة الدماء في سوريا وحذرت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس من أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة للضغط على سوريا لإنهاء حملتها فإن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية قد تضطر للتحرك خارج إطار الأممالمتحدة. وحددت رايس ما قالت إنه التصور الأسوأ والأرجح حدوثه في سوريا وهو "أن يتصاعد العنف وينتشر الصراع ويشتد...وتتورط فيه بلدان في المنطقة. ويتخذ أشكالا طائفية على نحو متزايد ويصبح لدينا ازمة كبيرة لا في سوريا وحدها وانما في المنطقة كلها." وقالت رايس إنه في هذه الحالة فإن سوريا وهي دولة غالبية سكانها من المسلمين السنة وزعيمها العلوي متحالف مع إيران الشيعية ستصبح "ساحة للحرب بالوكالة مع تدفق الأسلحة من جميع الاتجاهات" وقد تفكر القوى العالمية في اتخاذ إجراءات أحادية. وتتعارض دعوة العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر المقيم في تركيا مع بيان للمعارضين المسلحين داخل سوريا الذين أمهلوا الرئيس بشار الأسد يوم الاربعاء 48 ساعة للالتزام بشروط خطة عنان. وقال الأسعد لتلفزيون الجزيرة "لا توجد مهلة ولكننا نتمنى على السيد كوفي عنان أن يصدر بيانا من طرفه ويعلن فشل هذه الخطة حتى نكون نحن بريئين من أي عمل عسكري يمكن أن يوجه للنظام." وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان ردا على دعوة الأسعد ان اعلان الفشل امر لا يرجع لعنان. وقال "خطة عنان ليست خاصة بكوفي عنان. انها تخص الاطراف التي قبلتها والمجتمع الدولي الذي أيدها. "لذا فان فشل خطة عنان سيكون فشلا للمجتمع الدولي في حل هذا الامر سلميا. واذا كانت لدى احد خطة افضل فليتقدم بها." قالت سوريا يوم الخميس إن التحقيقات الأولية أظهرت أن جماعات مسلحة مناهضة للحكومة هي التي ارتكبت مذبحة الحولة في الاسبوع الماضي والتي قتل فيها 108 أشخاص بهدف التشجيع على التدخل العسكري الأجنبي ضد الحكومة. وقال العميد قاسم جمال سليمان رئيس لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة إن الضحايا "جميعهم من عائلات مسالمة رفضت الوقوف ضد الدولة ولم تقم يوما بالتظاهر أو حمل السلاح ضد الدولة وكانت على خلاف مع المجموعات الإرهابية المسلحة." ويتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى برلين وباريس يوم الجمعة لإجراء محادثات يأمل الزعماء الأوروبيون في استغلالها لاقناع بوتين بتخفيف علاقات موسكو الاستراتيجية مع سوريا. وقالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل "ما يحدث في سوريا كارثة". واثنت على "التعاون البناء" لروسيا مع مجلس الامن واضافت انه "ما زالت هناك مع ذلك مجالات نريد المضي فيها قدما." وقال التلفزيون السوري يوم الخميس إنه تم إخلاء سبيل 500 سجين ممن ألقي القبض عليهم للاشتباه في تورطهم في الانتفاضة بعد يومين من مطالبة عنان للأسد باتخاذ خطوات جريئة وخطوات عاجلة لإنقاذ خطته للسلام. وتقول الأممالمتحدة إن قوات الأسد قتلت أكثر من تسعة آلاف شخص منذ بدء الانتفاضة. وتلقي سوريا باللائمة على متشددين إسلاميين في أعمال العنف وتقول إن 2600 من الجنود وأفراد الشرطة قتلوا.