في زمن الفن الأصيل ، كان اكتشاف المطربين أو المطربات الجدد ، يتم في الغالب ، عن طريق الملحنين ، وليس عن طريق برامج سخيفة هدفها الأول والأخير الكسب المادي ، والضحك على المشاهد ، والاستخفاف بعقله ، بمشاركة مطربين ومطربات هم أصلا بحاجة لمن يختبرهم ويقومهم ، إن كانوا يصلحون للغناء أم لا . وسعيد الحظ من كان مكتشفه والذي سيلحن له أول أغانيه ويقدمه للجمهور هو أحد الملحنين الكبار، أمثال سامي إحسان وطارق عبد الحكيم وعمر كدرس وعبد الرب إدريس ومحمد شفيق وسراج عمر و محمد عبد الوهاب وكمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي وغيرهم كثير ، عند ذلك سينال المطرب أو المطربة ، كرت الصعود إلى عالم الشهرة والمجد . تخيلوا الآن (مجرد تخيل ) لو عقدنا لجنة تحكيم على غرار لجنة ( آرب أيدل ) ويكون أعضاؤها من هؤلاء الملحنين العمالقة ، الذين ذكرت بعضهم ، وعرضنا عليهم مطربي ومطربات هذا الزمن في عالمنا العربي ،لاختبارهم واختيار أحسن الأصوات ، ومن منهم يصلح لأن يكون مطربا أو مطربة . وأول من نقدمهم ونعرضهم على هذه اللجنة هم أعضاء لجنة التحكيم في برنامج (آرب أيدل ) الذين تحولوا بقدرة قادر ، إلى محكمين يقررون من يصلح ومن لا يصلح للغناء ، وهم في الأساس ، لا يملكون شيئا من مقومات أو من عناصر الاختيار، ففاقد الشيء لا يعطيه . نبدأ بهم لنعرف إن كانت هذه اللجنة ستجيزهم لأن يكونوا مطربين أم لا ؟ السؤال المهم الآن ، كم واحداً أو واحدة يا ترى من هذا العدد الكبير من المطربين والمطربات سينجح في الاختبار وسينال رضا وإعجاب وموافقة هذه اللجنة ؟ . لن أجيب ، لأنني أتخيل أيضا أن بعض المطربين والمطربات لن يستطيعوا أصلا الدخول على هذه اللجنة والوقوف أمام هؤلاء العباقرة والعمالقة من الملحنين ، لأن فرائصهم سترتعد من الخوف والارتباك ، وسيفضلون الانسحاب قبل الدخول على هذه اللجنة فهم يعرفون أنفسهم جيدا ، ويعلمون أن أصواتهم لا تصلح لأن يكونوا مطربين ومطربات ، ولكن الفضل يعود لأجهزة الصوت وتقنياتها الحديثة التي حسنت في الأصوات . . [email protected]