واصل الهلال مده البطولي بوصوله إلى تحقيق البطولة رقم 53 في تاريخه بعد تغلبه أول من أمس على الاتفاق 2 /1 في نهائي كأس ولي العهد الذي احتضنه ملعب الملك فهد الدولي في الرياض برعاية وحضور ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. وكانت البطولة هي الخامسة على التوالي التي كسر الزعيم من خلالها كل الأرقام القياسية، وهو يتخصص بهذه البطولة لخمسة مواسم متتالية من دون تسجيل أي خسارة في إنجاز فريد من نوعه يستحق التوقف عنده وتأمله لكثرة الأرقام الصعبة فيه, ومنها على سبيل المثال أن جميع النهائيات الخمس لم يحتكم فيها لركلات الترجيح أو حتى إلى أوقات إضافية باستثناء نهائي عام 2009 أمام الشباب الذي امتد للأشواط الإضافية وتمكن فهد المفرج خلالها من ترجيح كفة فريقه في الشوط الإضافي الثاني. في حين كان نهائي عام 2008 أمام الاتفاق وكسبه الهلال 2/صفر سجلهما ياسر القحطاني والليبي طارق التايب, بينما كان نهائي 2010 أمام الأهلي وكسبه الهلال 2 /1 بعد أن قلب تأخره بهدف وحيد في الشوط الأول للأهلي عن طريق البرازيلي فيكتور سيموز, ليقود الثنائي السويدي كريستيان ويلهامسون والبرازيلي تياغو نيفيز الهلال للفوز في الشوط الثاني بتسجيلهما الهدفين, أما نهائي عام 2011 فكان أمام الوحدة على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بمكة المكرمة وكسبه الهلال بخماسية نظيفة حملت إمضاء المصري أحمد علي وعبدالله الزوري ومحمد الشلهوب والسويدي ويلهامسون ونواف العابد. وكانت فرحة الهلاليين بهذه البطولة مضاعفة كونها رفعت الرصيد البطولي لفريقهم، وحفظت لهم اللقب والتسيد على المستوى المحلي للبطولة مقارنة بالأندية الأخرى على الرغم من اختلاف المنافسين, كما كان الأهم بروز أسماء شابة وعلى قدر عال من الموهبة والثقة طمأنت على مستقبل الفريق الكروي للسنوات العشر المقبلة, وأكدت أن الفريق الأول يسير على الطريق الصحيح وسط منهجية وإستراتيجية فنية وإدارية بقيادة رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد، إلى جانب مدير عام الفريق، مساعد المدرب سامي الجابر، وهذا الثلاثي يقف خلف تفوق "الزعيم" في المواسم الثلاثة الماضية جراء العمل الاحترافي الذي قدموه، والذي أتعب منافسيهم. ويبرز في مقدمة تلك الأسماء الشابة سلطان البيشي (22 عاماً) الذي صنع هدفي المباراة على الرغم من أنه يلعب في مركز الظهير الأيسر, وسلمان الفرج (21 عاماً) الذي ملأ مركزه في الظهير الأيسر بكل اقتدار, وسالم الدوسري (20 عاماً) الذي كان شعلة من النشاط في وسط الميدان, إضافة إلى الحارس خالد شراحيلي (23 عاماً) الذي ذاد عن مرماه طوال 90 دقيقة وكان مصدر الثقة الأول في الفريق, علماً أن المذكورين "الرباعي" لعبوا أول نهائي لهم منذ تصعيدهم للفريق الأول, وكانوا مصدر الخطورة الأول بالفريق رغم صغر سنهم وحداثة تجربتهم. وفور إطلاق حكم المباراة الإيطالي نيكولا روزيلي صافرته معلناً عن نهاية المباراة اشتعلت قناديل الفرح في مدرجات الهلال التي احتفلت مع لاعبيها بطريقتها الخاصة، وكانت العامل الأبرز في حفاظ فريقها على مكتسباته البطولية والفنية من خلال تشجيعها المستمر طوال وسينال كل لاعب هلالي 100 ألف ريال مكافأة التتويج بالبطولة، وذلك حسب اللائحة الداخلية للنادي بخلاف ما سيحصلون عليه من دعم وتبرع أعضاء الشرف. إلى ذلك، تراجع مدرب الفريق، التشيكي ايفان هاشيك عن قراره السابق بفرض حصة تدريبية للاعبيه ظهر أمس على أن يعودوا إلى تدريباتهم مساء اليوم استعداداً للقاء الاتحاد الذي سيغيب عنه المدافع أسامة هوساوي والكوري الجنوبي يو بيونج سوو بداعي الإيقاف بثلاث بطاقات صفراء, في حين عززت الجرعات العلاجية التي تلقاها المحترف السويدي ويلهامسون في عيادة النادي أمس- بعد الكدمة التي خرج على إثرها من مباراة نهائي كأس ولي العهد أمام الاتفاق- من إمكانية مشاركة اللاعب في لقاء "الكلاسيكو" أمام الاتحاد بعد غد، وبحسب الجهاز الطبي فإن الكدمة لن تعيقه بإذن الله عن المشاركة في تدريب اليوم، فيما واصل الثنائي محمد نامي وعبدالعزيز الدوسري برامجهما التأهيلية. من جانب آخر، انتعشت خزينة النادي بمبلغ 7 ملايين ريال, 4 منها مكافأة بطل كأس ولي العهد من الاتحاد السعودي, و3 ملايين من شركة موبايلي الشريك الإستراتيجي لنادي الهلال وهي المكافأة الخاصة بأي بطولة يحققها الفريق بحسب العقد المبرم بين الطرفين. من جهته، نفى مهاجم الهلال المعار إلى العين الإماراتي حتى نهاية الموسم ياسر القحطاني ما تردد عن وصوله لاتفاق مع إدارة النادي الإماراتي لتمديد إعارته لموسم آخر. في المقابل أشاد مدير عام كرة القدم بنادي الهلال سامي الجابر بالمستوى الذي يقدمه القحطاني مع العين, مؤكداً إلى أنه ينتظر عودته للفريق الموسم المقبل.