قررت نيابة أمن الدولة العليا طواريء فى مصر يوم الأحد الموافق 12 يونيو حبس ضابط موساد إسرائيلي 15 يوماً علي ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له تهمة التجسس والاضرار بالأمن القومي للبلاد . وأعلن المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمى للنيابة العامة أن النيابة ألقت القبض على الجاسوس الإسرائيلى "إيلان تشايم جرابيل" فى أحد الفنادق بوسط القاهرة. وأوضح المستشار السعيد فى بيان له أن النيابة العامة كانت قد تلقت معلومات من المخابرات العامة أشارت إلى أن الجاسوس المذكور قد تم دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض الإحتياجات للجانب الإسرائيلى وتجنيد بعض الأشخاص لتوفيرها للجانب الإسرائيلى من خلال نشاطه فى التجسس ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير والتواجد فى أماكن التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام والوقيعة بين الجيش والشعب بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الإنفلات الأمنى ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والإقتصادية والإجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة. وأشارت معلومات المخابرات العامة إلى أن المتهم كان أحد عناصر الجيش الإسرائيلى وشارك فى حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها، وأشار المستشار السعيد إلى أن نيابة أمن الدولة العليا تتولى التحقيقات فى تلك الواقعة حيث أمر النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود بحبس المتهم على ذمة القضية لمدة 15 يوما، وقال أنه فور إنتهاء النيابة العامة من التحقيقات ستعلن تفاصيلها . وكانت أجهزة المخابرات العامة المصرية بالتعاون مع بعض شباب الثورة المصرية بميدان التحرير قد تمكنت من إلقاء القبض على المتهم الذى تمكن من الدخول إلى مصر على أنه صحفى أجنبى بإحدى الوكالات وحاول تجنيد بعض الشباب المشاركين فى المظاهرات بميدان التحرير وشارك فى إشعال الفتنة الطائفية بين الاقباط والمسلمين والوقيعة بين الجيش والشعب . وإعترف المتهم أمام النيابة العامة بأن الموساد الاسرائيلى كلفه بدخول مصر ومحاولة تجنيد بعض العملاء والاتصال بعناصر مختلفة فى محاولة لنشر الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية بالبلاد وقامت نيابة أمن الدولة بالاستماع الى أقوال بعض شباب الثورة الذين أكدوا أن المتهم حاول تجنيدهم مقابل مبالغ مالية وتبين ان المتهم ضابط بالموساد الاسرائيلى . وكانت خيوط الجريمة قد بدأت عندما تمكن الضابط من الدخول الى مصر فور قيام ثورة 25 يناير على أنه صحفى أجنبى ومراسل لوكالة أنباء دولية معروفة لتغطية الاحداث التى تمر بها خلال الثورة وقام بالتواجد بصفة مستمرة مع شباب الثورة بميدان التحرير وحاول تجنيد البعض منهم لأثارة الفتنة الطائفية وتوزيع أموال على بعضهم حتى يقوموا بالاحتكاك برجال القوات المسلحة والقيام ببعض اعمال العنف ونشر الفوضى بالبلاد، وهو الامر الذى أثار بعض شباب الثورة وشكوا فى أمر الصحفى فقاموا بإخطار أجهزة المخابرات العامة المصرية وإخبارهم بمحاولة تجنيدهم من قبل المتهم الذى قام بالاتصال ببعض الأشخاص المجهولين والسؤال عن بعض الأشياء . وقام جهاز المخابرات العامة برصد تحركات الجاسوس الاسرائيلى بميدان التحرير واتصالاته مع جهاز الموساد الاسرائيلى وبعض العناصر الأخرى التابعة لأجهزة إستخباراتية أجنبية وتبين ان المتهم شارك فى احداث الفتنة الطائفية بإمبابة وتم تصويره هناك وتسجيل وتصوير اتصالاته الشخصية والهاتفية مع بعض العناصر التابعة له بالداخل والخارج لإشعال نار الفتنة الطائفية بين المسلمين والاقباط . كما قام جهاز المخابرات العامة برصد وتصوير المتهم أثناء تواجده بميدان التحرير وتوزيع بعض الاموال على الشباب المتواجد بالميدان للهجوم على بعض أفراد القوات المسلحة المتواجد فى المنطقة ومحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب لإحداث الفوضى بالبلاد . كما تم رصد وتصوير المتهم أثناء تواجده مع شباب الاقباط الذين كانوا معتصمين امام مبنى الاذاعة والتليفزيون بمنطقة ماسبيرو ومحاولاتة إشعال أحداث الفتنة الطائفية . ومن جانبه ، أكد الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل في تصريحات له يوم الأحد الموافق 12 يونيو أن الأمن المصري والمخابرات العامة بذلت مجهودا كبيرا لحماية الأمن بعد 25 يناير حيث قامت بتفكيك 4 شبكات تجسس إسرائيلية في وقت قصير ويصعب علي أي جهاز مخابرات في العالم فعل ذلك . وأضاف أن الجاسوس الإسرائيلي الذي يدعى إيلان تشايم جرابيل، وصل الى القاهرة بعد اندلاع الثورة مباشرة، ويعتبر أول جاسوس إسرائيلي الجنسية تعتقله السلطات المصرية منذ 50 عاما. وأشار إلى أن جرايبل دخل مصر بجواز سفر تابع لإحدى الدول الأوروبية وقدم نفسه للمتظاهرين في ميدان التحرير علي انه مراسل صحفي لإحدى الصحف الأجنبية والتقط العديد من الصور مع المواطنين. وتابع " تجول أيضا في أكثر من مكان داخل القاهرة، حيث كان متواجدا في منطقة الأزبكية لتحريض المتجمهرين ضد الشرطة والجيش لإحداث العنف والتوتر في القاهرة، بالإضافة إلي الجلوس علي المقاهي المصرية ويجلس مع الشباب لمعرفة الأخبار". وأضاف اليزل أن الجاسوس الإسرائيلي كان يتردد علي الأزهر صباحا وكان يخبر المشايخ انه يريد معرفة المزيد عن الدين الإسلامي لكي يشهر إسلامه، ولكنه يريد معرفة معلومات عن الإسلام لكي يندس في التيار الديني . وأوضح أن المخابرات العامة المصرية كانت تتابع الجاسوس جرابيل منذ وقت طويل وكانت ترصد تحركاته، ولديها العديد من الأوراق والمستندات والتسجيلات التي تدينه في قضية التجسس . ونفى اليزل التقارير الإخبارية التي نشرتها صحيفة "يديعوت احرونوت" والتي تقول إن الجاسوس الإسرائيلي لا يتبع الدولة العبرية، وقال إن المخابرات العامة وجدت بحوزته جواز السفر الإسرائيلي بالإضافة إلي جواز السفر الأجنبي الذي دخل به مصر . وأضاف أن إسرائيل تقول ما تشاء حول انتماء الجاسوس لها أو عدم انتمائه، فهو سيحاكم في مصر وفقا للقانون المصري ، وتابع أن اعتقال الجاسوس الإسرائيلي بمثابة رسالة كبيرة من الجانب المصري إلي الجانب الإسرائيلي، مضيفا أن المخابرات تبذل قصارى جهدها في الإمساك بالجواسيس وتجمع العديد من الأدلة القاطعة حتى لا يهرب الجاسوس من المحاكمة . وقال اليزل إن الهدف من التجسس هو معرفة المعلومات التي تدور في نوايا المواطنين وليس معرفة ما يقال فى وسائل الإعلام والصحف، ولذا ناشد المواطنين بعدم التحدث في الأوضاع الأمنية في الأماكن العامة . صور الجاسوس الإسرائيلي وهو يتجول داخل القاهرة