مشكلة نقص مياه الشرب في العديد من مدن المملكة العربية السعودية هي أهم مشكلة تواجه المواطن وتشوه كل تقدم تم تحقيقه خلال العصور الماضية.. ولذا فإنها تأتي على رأس سلم الأولويات، ولذا لا بد أن تتضافر الجهود لوضع الحلول الجذرية لتلك المشكلة حتى لو تأخرت مشاريع أخرى ليست لها درجة الأهمية نفسها. ومشكلة المياه التي تظهر فجأة كل صيف وكأنها وليدة الساعة مر عليها أعوام ويكثر الحديث عن حلول لها وخاصة ما يتعلق بمشكلة مياه مدينة جدة وصرفها الصحي أيضا وتلك السنوات التي مرت كانت كافية لتنفيذ أكبر مشروع للمياه والصرف الصحي، خاصة في ظل توافر الإمكانات المالية بشكل غير مسبوق ولكن المسألة كما يبدو ليست إمكانات مادية بقدر ما هي تخطيط ورؤية وسرعة تحرك. وتظل المشكلة عامة على مستوى المملكة.. فالشرقية تعاني والجنوبيةوبعض مدن المنطقة الوسطى وربما الشمالية بها أيضاً بعض المعاناة.. ولذا، فإن الأمر يتطلب خطة عاجلة مهما كلفت لتوفير المياه وليس بالضرورة من الآبار الجوفية وإنما زيادة طاقة تحلية المياه والبحث عن سبل لتخفيض تكلفة التحلية.. خاصة وقد أصبحت المملكة من أكبر دول العالم أخذا بهذه الوسيلة لتوفير مياه الشرب. اربعة مليارات متر مكعب وقد أظهرت دراسة حديثة أجريت أخيراً عن ازدياد إجمالي استهلاك المياه في المملكة بمقدار 4.300 مليون متر مكعب (حوالي 20 بالمائة منها لاستخدامات غير زراعية)، مما يضع المملكة في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث معدل استهلاك الفرد اليومي من المياه بمعدل 286 لترا يومياً بعد أمريكا وكندا. صهاريج المياه تعلو المنازل وكشفت الدراسة عن ارتفاع نسبة المخاوف من مشكلة نقص المياه في المنطقة وهو ما يثير القلق الشديد بشأن مستقبل المياه العذبة للأجيال المقبلة. وكشفت الدراسة أن 34 بالمائة من الأسر في المملكة المواطنين والمقيمين على حد سواء يشعرون بالقلق من شح المياه العذبة لأطفالهم في المستقبل, كما أن 35 بالمائة من السعوديين يشعرون أن المجتمع لا يبذل جهداً بمواضيع تتعلق بالبيئة. وبيّن استطلاع للرأي أن 46 بالمائة يقومون بدور نشط في مراقبة استهلاكهم من المياه لاستخدام ما هو ضروري منها فقط, بينما يعتقد 47 بالمائة أن المياه مورد مهم وأساسي ويتوجب الاهتمام به. وقد حاولت نظم محلية الاستفادة من مياه الوديان ومجاري الصرف الأخرى في مساحات صغيرة تتوزع هنا وهناك، وذلك بإنشاء قنوات بسيطة للري تصل من خلالها المياه إلى شرائط رقيقة من الأراضي البعيدة عن مجاري الوديان الرئيسية. وقد أدت أنواع الطرق الممكنة لتوصيل المياه والمعتمدة على طبيعة السطح إلى اختلافات واسعة في أساليب التوزيع. المياه الجوفية مصدر للزراعة وتعتمد كل أنماط الزراعة بالمملكة اليوم على مصادر المياه الجوفية العميقة التي تضخ من الآبار الأمبوبية ، وتعتبر كميات المياه الجوفية في منطقة الدرع العربي كميات محدودة إذ تنحصر في الطبقات الرقيقة في الأحواض الرسوبية . وتمثل تكوينات الحجر الرملي والجيري في الهضبة الرسوبية التكوينات الرئيسية للمياه الجوفية ولكن ربما تختلف نوعية وكمية المياه من تكوين لأخر . وأكد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة فهيد بن فهد الشريف، على تشكيل المؤسسة لجنة لإعادة الهيكلة ولجنة للتغيير، في إطار عملية تخصيص المؤسسة، وأن اللجنة قطعت شوطا طويلا في هذا الجانب، بعد انتهاء دراسة جدوى تخصيص المؤسسة, ودراسة وضعيها المالي والتشغيلي, والقطاعات التابعة لها, ودراسة مبررات التخصيص والعوائد المتوقعة منها, ودراسة بدائل التخصيص, ومعوقات التنفيذ, وتحديد وضع المؤسسة الحالي, وبين أنه بناء على هذا التقييم تم إجراء مجموعة من الدراسات الإستراتيجية لتقييم الأداء الداخلي للمؤسسة, وخطط التطوير والتحسين المطلوبة بغرض وضع المؤسسة في شكل أفضل لعملية التخصيص, ومن ثم إعادة هيكلتها من حيث الدمج أو الفصل وفقاً لخيار التخصيص المناسب. احد ابار المياه فى جدة وعى بأهمية المياه ويقول تركي بن معمر، مدير العلاقات العامة والحكومية باحدى الشركات الصناعية : إننا نأمل أن في زيادة الوعي بأهمية المياه وترجمة ذلك إلى أفعال ملموسة، سواء من خلال تجنب هدر المياه أثناء الاغتسال والجلي وتنظيف الأسنان، أو من خلال التحول إلى استخدام مساحيق غسيل صديقة للبيئة. والخطوات الصغيرة التي نقوم بها جميعاً اليوم، سيتراكم تأثيرها حتى يكون لها عميق الأثر في المستقبل، وهو ما قد يضمن توفير المياه العذبة لأجيال من أطفالنا في المستقبل". يقول الإعلامي أحمد الشقيري " متوسط استخدام الفرد للمياه من أجل الوضوء في المملكة 26 لتراً في اليوم، في نفس الوقت الذي يمكن فيه استهلاك كوب واحد فقط من الماء الذي يعد كافياً للوضوء في كل مرة، أي بمعدل ترشيد من 5 إلى 6 لترات من الماء عند كل وضوء" . معاناة السكان المياه المعدنية اساسية فى الشرب والتقى "محيط " ببعض من يعانون من نقص المياه فى احد الاحياء السكنية فى جدة فيقول أبو عبد الرحمن أن الماء له استخدامات عدة ولكن من ناحية الإسراف ما أعتقد أن هناك إسراف كبير من الناس الفاهمين والمثقفين لأن بشكل عام الكل يعرف أن الإسراف حرام وإهدار للنعمة. ويؤكد مبارك الشهراني أنه لابد أن يكون هناك وعي من المستهلك بكيفية الاستهلاك الأمثل للماء وهذا الوعي لابد أن تشترك فيه جميع الأطراف : المواطن، الإعلام، التعليم، الصحة، المياه، البلدية، الخطيب، الدعم المعنوي والمادي بحيث توضع هناك جوائز للاستهلاك المثالي بالنسبة لعدد أفراد الأسرة على مستوى المحافظات والمناطق بل والمملكة. وتقول أم حبيبة 33 عام ربة منزل ان الماء ثروة غالية ولابد من الحفاظ عليها نظراً لما تعانيه من مشكلة نقص المياه وانقطاعها بشكل كبير عند الإسراف في استخدامها. وقالت أمال شوقى ان الماء عصب الحياة فلا تسرفوا في إهدار المياه وأن الأيام القادمة ستكون هناك نزاعات وحروب بشأن المياه ولذلك لابد من الحفاظ على المياه وعدم إهدارها. ومن جهتها، أكدت نورا الشحيبي "طبيبة" أنه لا يوجد في المملكة مصادر للمياه متجددة، وإنما مياه معرضة للنضوب، ولذا تكلفة المياه المحلاه حتى تصل للفرد تعتبر عالية جداً، و لابد من خطط استرتيجية لمثل هذا الموضوع الهام جدا. مطالب بترشيد استهلاك المياه ووجهت نيزك "ربة منزل " نداء للسعوديين قاطبة قائلة :"يا شعب المملكة لا تسرفوا في استخدام الماء لأنه من المصادر غير المتجددة فحافظوا عليه للأجيال القادمة وشوفوا كيف نتعذب لما الماء ينقطع عن البيت لسبب من الأسباب" . وقد اوصي بعض الخبراء بالتأكيد على استثمار الموارد المائية بالشكل الأمثل من خلال استخدام السدود التجميعية والاستفادة من مياه الينابيع واستثمارها لتأمين المياه إلى قرى هي بأمس الحاجة إلى كل قطرة ماء إضافة إلى التوسع باستخدام طرق الري الحديثة على النطاق الزراعي والتأكيد على أصحاب المنشآت الصناعية بإقامة محطات معالجة، ووضع خطط مستقبلية لفصل مياه الشرب عن المياه ذات الاستخدامات الأخرى وتأمين المصادر اللازمة لذلك, فالمياه هي ثروة لابد من المحافظة عليها عبر الإدراك الواعي من الجميع إلى أهمية الاستهلاك المنظم والبعيد عن كل أشكال الهدر.