انتقدت أحزاب المعارضة الباكستانية يوم الاثنين زعماء البلاد بشأن عملية قتل اسامة بن لادن مما أضاف الى الضغوط التي يتعرضون لها من جانب واشنطن بشأن اختباء زعيم تنظيم القاعدة قرب العاصمة اسلام اباد. ويلقي يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء الباكستاني كلمة أمام البرلمان بشأن هذه الازمة. وصعدت أحزاب المعارضة الرئيسية من دعوتها للرئيس الباكستاني اصف علي زرداري ورئيس وزرائه للاستقالة بسبب انتهاك سيادة البلاد من قبل القوات الامريكية التي تسللت من أفغانستان لتقتحم المجمع الذي اختبأ فيه بن لادن. وقال مسؤول في الرابطة الاسلامية التي يتزعمها رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف "نريد استقالات لا تفسيرات غير مقنعة." ورحبت باكستان بمقتل بن لادن مدبر الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 كخطوة على طريق محاربة التشدد لكنها قالت في نفس الوقت ان الغارة على المجمع تنطوي على انتهاك لسيادتها. وشعرت باكستان بالحرج لدى العثور على زعيم تنظيم القاعدة مختبئا في مجمع حصين في بلدة أبوت اباد على بعد نحو 50 كيلومترا الى الشمال من العاصمة الباكستانية. وهاجم عمران خان نجم الكريكيت السابق الذي يرأس حزبا قوميا صغيرا صاعدا الرئيس الباكستاني والحكومة التي لا تتمتع بشعبية بسبب "سياساتهما القائمة على الاكاذيب والدعاية." وقال خان في تعليق ان الحلفاء الغربيين "يشيرون بأصابع الاتهام لنا كملاذ للارهابيين" وذلك بالرغم من ان الولاياتالمتحدة لم تصل الى حد اتهام اسلام اباد بتوفير مأوى لابرز الرجال المطلوبين في العالم. وصرح الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الأحد بأن بن لادن كان يتمتع على الأرجح "بنوع من" شبكة للدعم داخل باكستان وان قال ان واشنطن واسلام اباد ستجريان تحقيقا لمعرفة طبيعة هذا الدعم. وقال اوباما انه وأفراد فريقه فوجئوا لعلمهم بأن بن لادن كان يعيش على ما يبدو في ذلك المجمع الباكستاني منذ فترة طويلة. واضاف "نعرف انه كان موجودا هناك لمدة خمس سنوات على الأقل." وأدى اكتشاف ان بن لادن كان يعيش على مقربة من أكبر اكاديمية عسكرية في باكستان الى اتهام اسلام اباد اما بالفشل فيما يتعلق بأداء أجهزة المخابرات او بالتواطؤ لتوفير ملاذ امن لزعيم تنظيم القاعدة. وقال اوباما "نعتقد انه كانت هناك شبكة دعم ما لابن لادن داخل باكستان. لكننا لا نعرف ماهية هذه الشبكة او طبيعتها." واستطرد "لا نعرف ما اذا كان هناك اناس داخل الحكومة او خارجها.. هذا شيء نحتاج الى التحقيق فيه والاهم ان تحقق الحكومة الباكستانية فيه." اما المعارضون للحكومة الباكستانية في الداخل فما يغضبهم أكثر هو الاهانة التي تمثلها عملية الاغارة التي نقلت خلالها طائرات هليكوبتر قوات كوماندوس خاصة من أفغانستان الى باكستان دون اخطار حكومة اسلام اباد مسبقا. وقال طلعت مسعود وهو جنرال متقاعد ومحلل في شؤون الدفاع انه في حالة وجود تواطؤ من أجل حماية بن لادن فذلك سيكون على الأرجح على المستوى المحلي. وقال لرويترز "أشعر بلا شك ان هناك اناسا أصحاب نفوذ يوفرون له الحماية. اعتقد انه كان هناك جهل حقيقي لدى المستويات العليا وتواطؤ على المستوى المحلي." وصرح أوباما بأن الحكومة الباكستانية "أشارت الى انه من مصلحتها معرفة نوع شبكة الدعم التي ربما كانت متوفرة لبن لادن." ويلقي جيلاني أول بيان له في هذا الصدد أمام البرلمان يوم الاثنين وألقى من قبل مسؤولية افلات بن لادن من الاعتقال لما يقرب من عشر سنوات على "فشل مخابراتي على مستوى العالم".