أكد عدد من موظفي شركة الاتصالات السعودية لوسائل اعلاميه أن حالات الاحتجاج التي نفذها عدد كبير من الموظفين خلال اليومين الماضيين، وشملت موظفي خدمات العملاء، لا تتمثل فقط في ما يتعلق بالخلل في إعطاء المكافآت، مشيرين إلى أن هناك ترسبات مسبقة لهذا الاحتجاج، فيما أكد مدير الشؤون الإعلامية ب"الاتصالات السعودية"، محمد الفرج، أن هناك مَنْ "ضخّم" حملة إعلامية ضد الشركة، وأننا احتوينا الأزمة الناتجة عن "خلط" تم تصحيحه. وقال عدد من الموظفين، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم: "إن البداية الحقيقية للمشكلة الأساسية تتمثل في حرمانهم من الأمان الوظيفي بعد تحويلهم رسمياً خصوصاً موظفي خدمات العملاء إلى شركة هندية ما أفقدهم الأمان الوظيفي". وشرح أحدهم "معظمنا مرتبط بقروض وإيجارات وأقساط ونقل الخدمات والقرار يعني أننا لن نبقى تحت مظلة "stc" إلا ظاهرياً.. فكيف سنتعامل مع وضعنا الجديد والذي يحرمنا من امتيازات ترفض الشركة تصحيحه". وقال آخرون: "هناك احتقانات سابقة بيننا وبين الشركة، فبالإضافة لتحويل البعض إلى شركة مقاولة كرّست الشركة حملة إعلامية داخلية لإقناعنا بأن تلك الشركة أفضل في الامتيازات لإيهامنا بذلك رغم أن تلك الشركة سحبت العديد من الخدمات للموظفين"، مضيفين أن العديد من موظفي الشركة ممن قضى قرابة 25 عاماً أو قريب منها كان يطمح للشيك الذهبي ولكن الشركة رفضت هذا الطلب". وذكروا "كما أن الشركة لم تلتزم بالتنفيذ الفعلي للمكرمة، وهي ما نسبته 15%، كما أن التصنيف "العجيب" الذي يتبعه رئيس الشركة والذي على أساسه يتم صرف "البونص" يمر بدرجات أعلى من متفوق ثم ممتاز ثم جيد جداً ثم جيد ثم مقبول، ومنذ جاء الرئيس الحالي ولم يحصل على "البونص" إلا هو باعتباره من المتفوقين، وشرحوا أنه ليس كل المتفوقين حصلوا على "البونص"، فبحسب الرسالة الأخيرة التي وصلت فقد حصل 25% منهم على الحقوق، وطبعاً وعلى حد تعبيره "إذا ما عجبك امسك الباب". وأكدوا "كنا في الأعوام الماضية نحصل على راتب ونصف تقريباً "بونص" سنوياً، ولكن الآن تلاشى، الاحتجاج لم ينته وهناك شباب لم يعودوا لأعمالهم وبعضهم كما سمعنا تم الإبلاغ عنهم بأنهم مثيري البلبلة في مقر الشركة وتم استدعاء الجهات الأمنية التي احتجزتهم، في كل هذه الفوضى لم يتحدث معنا رئيس الشركة، بل جاء نائبه الذي أطلق وعوداً لم يتنبه اليها أحد حيث وصفت من قبل الموظفين بأنها وعود معتادة". تضخيم وخلط في الوقت ذاته، أكد مدير الشؤون الإعلامية بشركة الاتصالات السعودية، محمد الفرج أن الإشكالية تم تضخيمها على نطاق واسع، مستغرباً مما يروّج من أمور لا صحة لها، ومؤكداً في الوقت نفسه أن الأمر لا يعدو سوى خلط إداري في بعض الأمور المتعلقة بالحوافز والزيادات، وقد تم تصحيح المعلومات حول ذلك من خلال تواصل رئيس الشركة مع الموظفين الذين أثاروا الأمر حيث أوضح لهم حقيقة الوضع. وأضاف: جاء الخلط بعدما فهم عدد من الموظفين أن استحداث سلّم حوافز خاص بالمبدعين والمتفوقين سيحجب عنهم مكافآتهم السنوية، مؤكداً أن المهندس الدويش عمّم على الجميع خطاباً يؤكد فيه أن "طريقة توزيع المكافأة لم تتغير وسيتم توزيعها وفقاً لمعايير الأداء المعتمدة بحيث تشمل الحاصلين على تقدير أداء جيد فأعلى، كما سيتم تمييز الموظفين المبدعين والمتفوقين على جهودهم والذين يمثلون نسبة 25% من موظفي الشركة بحسب نظام إدارة الأداء بالشركة كون ذلك يشجع على ثقافة التميز والإبداع، راجياً من الجميع مضاعفة الجهد لتحقيق أهداف الشركة لعام 2011 لنستمر في الموقع والمكانة التي نتطلع لها جميعاً". كما تعهّد الفرج "بتوفير الأمان الوظيفي لكافة العاملين في كافة مجموعة الشركة". استغلال الإشكاليةواستغرب الفرج استغلال البعض لإشكالية وصفها بأنها تم تضخيمها بدءاً من الحملة التي نظمت على موقع "فيسبوك "ضد رئيس شركة الاتصالات السعودية وحتى ما تم تناوله عبر بعض وسائل الإعلام التي تناولت القضية. وأكد أن سلّم التحفيز الجديد لن يؤثر بأي شكل على أي موظف وستسير الأمور حسب المعتاد. موضحاً: "البعض لهم معيار إضافي، مقياسنا في قياس بعض الخدمات المقدمة للعميل هو رضا العميل بالدرجة، وهناك موظفون ليس مطلوباً منهم أي شيء تجاري ولا يخضعون لأداء الشركة، فالشركة لها 12 سنة وستسير الأمور بحسب ما اعتادوا". وأوضح المسؤول في شركة الاتصالات: "كانت المشكلة هي في حدوث تسرّع وخطأ في عرض الرسائل عن "البونص"، حيث سبقت رسالة سلم التحفيز الجديد فحدث الخلط"، وقال: "رئيس الشركة استقبل بعض الموظفين وشرح لهم واستمع لاقتراحاتهم". وعن مشكلة الشركة الهندية، أوضح الفرج "من الطبيعي أن تعقد الشركة شراكات مع شركات عالمية، منها من الهند وماليزيا لتوفير المحتوى العربي لمراكز الاتصال. وسبق للشركة أن أنشأت شركات غير مستقلة وفّرت وظائف، الا أن لموظفي الأولوية في هذا الحق". واختتم الفرج بالقول: "المشكلة تم احتواؤها وحلها، ويمكنكم التأكد بالاتصال على الخدمات التي يقال إن موظفيها توقفوا عن العمل، وقد تم توضيح موضوع البونص". وسيلة وليست مظاهرةوكانت حملة قد أطلقت قبل أيام على "فيسبوك" بعنوان: "معا ضد سعود الدويش" رئيس شركة الاتصالات السعودية، والتي أصدرت بياناً على الموقع اليوم قالت فيه: "رداً على الجهات الخارجية التي تحاول استغلال أزمتنا لزرع الفتنة بين الكادر الوظيفي والقيادة.. نوضح أن أهداف حملتنا هو إيصال صوتنا لخادم الحرمين الشريفين ليطلع على معاناتنا" . وانصبت معظم التعليقات على اتهام الرئيس بعدم "تقييم الموظفين بالتساوي" وعرض بعض الامتيازات لكبار القياديين في الشركة، وهدد القائمون على الحملة بالكشف عن وثائق خطيرة ومهمة تخص الشركة. فيما سعت بعض التعليقات لتوضيح أن الحملة ليست "ثورة أو مظاهرة أو اعتصاماً، بل هي وسيلة لإيصال صوت المغلوب على أمرهم إلى ولاة الأمر لاسترداد حقوقهم". فيما بلغ عدد المعجبين بالحملة أكثر من 3788 شخصاً.