(شرق)- دبى -نفت الإمارات رسمياً تعرضها لإعصار مدمر هذا الأسبوع بسبب حالة الاضطراب الجوي التي تشهدها منذ أيام. وكانت رسائل على الهواتف المحمولة أثارت حالة من الذعر بين الاماراتيين الاثنين 30-3-2009، لزعمها تعرض الامارات ودول الخليج لإعصار ورياح مدمرة مصحوبة ببرق قوي خلال هذا الاسبوع. وعزز من قوة الرسالة أن الامارات تتعرض منذ أسبوع تقريباً لأمطار شديدة بلغت حد السيول مصحوبة ببرق ورعد قوي، وداهمت المياه عدداً كبيراً من المنازل ودمرت محتوياتها. وتسببت هذه الرسائل في إثارة حالة من القلق في الشارع الاماراتي، ودفعت بعض المدارس لإخراج طلابها قبل انتهاء اليوم الدراسي، فيما عزم بعض أولياء الامور الى منع أطفالهم من التوجه للمدارس خشية تعرضهم لمخاطر بسبب الاعصار المزعوم. وأعادت الرسالة الى الاذهان حالة القلق التي عاشها الشارع الاماراتي منتصف عام 2007 بسبب إعصار "جونو" الذي ضرب مناطق في الامارات، وتسبب في زحف مياه خليج عُمان نحو المناطق السكنية في امارتي الشارقة والفجيرة، مسبباً اضراراً ل900 أسرة إماراتية وعربية، وخسائر تقدر بمئات الالاف من الدراهم. وهو ما دفع مركز الارصاد الجوية والزلازل في ابوظبي لإرسال رسائل نصية على الهواتف المحمولة ينفي تعرض الامارات لاعصار جوي، معتبراً أن ذلك مجرد "إشاعات"، وأرسل بيانات لوسائل الاعلام لتكذيبها. حرب رسائل وتنص الرسالة المحذرة من الإعصار بأن كتلة باردة سيبيرية قادمة من اوروبا، وكتلة مدارية حارة قادمة من افريقيا سوف تصطدمان فوق الخليج، ما يتسبب في سقوط امطار هائلة، وتعرض الخليج لإعصار ورياح مدمرة وبرق قوي خلال هذا الاسبوع". وبسبب الفزع الذي اثارته الرسائل "بدأ الاماراتيون تبادل رسائل تدعو الله ان يخفف غضبه، وأن يبعد هذا الاعصار عن الامارات، وأن يحمي الشعب من خطره". والتزم موظفون منازلهم، ورفضوا ارسال ابنائهم للمدارس خشية تعرضهم لأي خطر. ورد مركز الارصاد برسالة قال فيها ان "ما تردد من اشاعات عن تعرض الامارات لإعصار جوي امر غير صحيح، لكن تستمر الامطار المصحوبة بسحب رعدية وبرد احياناً". وتتعرض الامارات لحالة من عدم الاستقرار الجوي، لم تعتد عليها في مثل هذا الوقت من العام، اذ تعيش أجواء ممطرة مصحوبة بسحب ركامية رعدية ورياح اقتلعت الاشجار، وأفردت الصحف المحلية صفحات لمتابعة هذا المناخ وأضراره. ومنح وزير التعليم الاماراتي الدكتورحنيف حسن مديري المناطق التعليمية الاثنين 30-3-2009 صلاحية تعطيل الدراسة في المدارس التي تضررت مرافقها أو الطرق المؤدية إليها، بفعل الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد حفاظاً على سلامة الطلاب، وترك لمديري المناطق تقدير حالة المدرسة ومدى مناسبتها لاستقبال الطلبة بالتنسيق مع مديري المدارس. وتسببت الأمطار في حوادث مرورية ادت الى مقتل 11 وإصابة 12 آخرين في امارة دبي وحدها. وأفاد بيان لشرطة دبي الاحد 29-3-2009 بأن سقوط الأمطار والرياح زاد معدلات الحوادث والوفيات والإصابات، وسجلت الادارة العامة للمرور خلال ال15 يوماً الاولى من الشهر الجاري حالة وفاة واحدة، فيما ارتفع معدل الوفيات إلى 11 حالة بسبب الحوادث التي وقعت خلال الأسبوع الممطر، مؤكدة أنها كثفت الدوريات المرورية خلال الأيام الأخيرة، لكن الأحوال المناخية المتقلبة "فاجأت الجميع". وتسببت الأمطار في انهيار حاجز ترابي قديم في إمارة الفجيرة واجتاحت كميات كبيرة من المياه نحو 20 مسكناً، وغمرت عدداً كبيراً من السيارات مسببة أضراراً بالغة. وقرر الرئيس الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إنشاء سد في المنطقة المتضررة، وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية صرف مساعدات مالية فورية للمتضررين.