طالب المجلس البلدي بجدة بتسريع إنشاء الدوران الخلفي لتقاطع جسر الملك فهد مع فلسطين لفك الاختناقات الموجودة في المنطقة وإنهاء الصداع المزمن الذي سببه المشروع الذي بدأ العمل في تطويره منذ أكثر من خمس سنوات بتكلفة وصلت إلى (10,8) مليون ريال، وبات أكثر مشاريع الطرق والجسور والأنفاق تعثراً في مدينة جدة. جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها المهندس حسن الزهراني نائب رئيس المجلس البلدي والدكتور طارق فدعق رئيس لجنة التعمير أمس الأربعاء برفقة المهندس سعيد عمر بافهيد مدير عام الجسور والأنفاق في أمانة جدة وبعض منسوبي جمعية أصدقاء جدة، حيث وقف الجميع ميدانياً على المتبقي من المشروع والمتمثل في الدوران الشرقي الجنوبي، كما شاهدوا المشروع من أعلى البنايات الموجودة في الموقع للتعرف على حالة الاختناقات المرورية التي يسببها يومياً. واستغرب المهندس حسن الزهراني تعطل إنشاء التعديلات الموجودة في المشروع بسبب مشاكل بسيطة يمكن القضاء عليها خلال أيام معدودة، وقال: وسبق لنا في المجلس البلدي أن استعرضنا المعوقات التي تواجه المشاريع المتعثرة في جدة وعلى رأسها تقاطع الملك فهد وفلسطين، ووضعنا مرائياتنا كاملة أمام مسئولي الأمانة ونقلنا لهم الشكوى المتكررة للمواطنين من المشاكل التي يسببها تصميم الجسر والذي أجريت عليه عدة تعديلات بعد الأخطاء الجسيمة التي وقعت في التصميمات. وأضاف: طالبنا في المجلس بضرورة تحديد المتسبب في تعثر المشروع الذي يقام وسط كثافة سكانية عالية، وأكدنا على ضرورة أن يتحمل كل شخص تبعات أخطاءه سواء كان الاستشاري أو المقاول أو أي جهة، وشددنا على أهمية الإسراع في معالجة الخلل الواضح، خصوصاً أن الجسر الذي تم إنشاءه منذ سنوات لم يلبي حاجة المواطن أو يساهم في إنهاء مشاكل الازدحام المروري الموجودة بالمنطقة بسبب الأخطاء الفنية الواضحة، والتي يحق للمواطن أن يعرف المتسبب فيها، وطالبنا وقتها أيضاً بجدول زمني لإنهاء المشروع. واستغرب الزهراني بعض بنود عقد مشروع تقاطع طريق الملك فهد مع فلسطين والتي نصت على أن يقوم نفس المكتب الذي نفذ التصميمات بالإشراف على المشروع، مشيراً إلى ضرورة وجود رقابة على مثل هذه العقود حتى لا تتكرر الواقعة حالياً والتي لم يتم التوصل إلى حل نهائي بشأنها، وشدد على أهمية وجود معلومات واضحة وشفافة عن جميع المبررات التي أدت إلى تأخر بعض مشاريع الأنفاق والجسور حتى يتم وضع الحلول من قبل لجان فنية متخصصة. من جانبه.. طالب الدكتور طارق فدعق رئيس لجنة التعمير بالمجلس البلدي في جدة بضرورة إزالة جميع العقبات بأسرع وقت سواء كانت إدارية أو تتعلق بالمقاول أو الاستشاري.. وقال: رغم أن هناك لجنة فنية أقرت بأهمية إقامة الدوران الخلفي لجسر الملك فهد مع فلسطين إلا أن هذا الدوران لم يتم العمل فيه منذ عام كامل مما يزيد من معاناة الناس، وقد زادت الاختناقات بشكل واضح خلال شهر رمضان المبارك الذي يشهد (5) أوقات ذروة بداية من موعد ذهاب الموظفين إلى أعمالهم ووقت عودتهم وقبل الإفطار وعقب صلاة التراويح ثم خلال وقت السحور. واستغرب فدعق تأخر العمل في الدوران على مدار عام كامل.. وقال: ينبغي أن تجلس كل الأطراف على وجه السرعة لوضع حل سريع وإزالة جميع المعوقات الموجودة سواء كانت مالية أو غيرها، وليس معقولاً أن يتم تعطيل مصالح الناس وزيادة معاناتهم بسبب أمور بسيطة يمكن حسمها في وقت قصير، وفي جسر يعتبر من أهم الشرايين الرئيسية لتحرير الحركة المرورية بمدينة جدة. وكشف فدعق أنه سيعقد اجتماعاً بعد غد السبت ممثلاً عن المجلس البلدي مع وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع المهندس علوي سميط والمسئولين عن مشاريع الجسور والأنفاق لبحث المعوقات التي أخرت العمل حتى الآن، وطرح رؤية المجلس والتي تتركز على أهمية الإسراع في الانتهاء من المشروع دون تأخير أو تسويف. يذكر أن أمانة جدة وجهت بداية شهر أغسطس الجاري إنذاراً للمقاول المنفذ بأهمية الانتهاء من التعديلات الموجودة على الجسر وتنفيذ الدوران الخلفي، وأكدت أنها ستقوم بتكليف مقاول آخر بالتنفيذ على نفقة الأول في حال تقاعسه. وكان الجسر الرابط بين شارع الملك فهد وفلسطين شهد جدلا كبيرا بعد أن أوقف المشروع عقب البدء فيه بسبب خلل في التصميم الأولي، ثم أدخلت أمانة جدة بعض التعديلات على التصميم الإنشائي للمشروع بمشاركة لجنة مكونة من خبرات علمية أكاديمية من أساتذة جامعة الملك عبد العزيز مع مكتب استشاري متخصص في تصميم الكباري، إضافة إلى الاستشاري المصمم، كما استعانت الأمانة ببرامج متخصصة في الحاسب الآلي لمحاكاة الحلول المقترحة وتفادي العيوب الفنية، وانتهت هذه اللجان إلى إدخال بعض التعديلات، ولم يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع بالكامل حتى الآن.