دور الملاحظة في جميع مناطقنا ومدننا مليئة بالأحداث من صغار السن الذين تعرضوا للانحراف الشاذ وذلك نتيجة التدليل الزائد من قبل الآباء والأمهات وكذلك الاهمال والقسوة والظلم والخوف . وترك أمور تربيتهم للخادمات و نتيجة التفكك الأسري والانحلال لبعض الأسر . وهنا تصبح القيم الاخلاقية مفقودة .. كما ان الفراغ وانشغال الأب والأم عن بقية أفراد الأسرة قد فاقم من المشكلة ، إضافة الى الحرية المفرطة وعدم الاهتمام والعناية بهم وتخصيص أوقات لهم والاستماع لمطالبهم ومعاناتهم وحل مشاكلهم ورعايتهم الرعاية السليمة وتوجيههم التوجيه الصحيح ، وأيضا ترك الابناء دون رقابة وكلا يتصرف على هواه ويمارسون بعض السلوكيات الخاطئة والعادات السيئة وبذلك يتعرضون للانحراف بكل سهولة . نظرا للعوامل المحيطة بهم من اصدقاء السوء وتوفر المال ووسائل التقنية الحديثة في ظل عدم الرقابة المنزلية من الاهل . وهروبهم الى الشارع لفترات طويلة حيث يجدون فيه المتنفس لطاقاتهم المخزونة وإفراغها في اللعب والتسكع والسهر لأوقات متأخرة من الليل .. وبذلك ينغمسون في الاخطاء ويقعون في فخ الرذيلة ويكونون فريسة سهلة لقرناء السوء الذين يزينون لهم كل ماهو قبيح حتى يقعون في شباكهم ويقودونهم للانحراف ، مما نتج عن ذلك وقوعهم في العديد من الجرائم ومنها تعاطي المخدرات واللواط والسرقة وغيرها ... فالبيت له الدور الكبير مع المدرسة . ففي ظل هذا الانفتاح الاعلامي ووسائل التقنية الحديثة لابد من تحصين اطفالنا من جميع النواحي ولرجال الدين الافاضل والعلماء والمعلمين دور كبير في ذلك من خلال النصح والإرشاد بالحسنى والترغيب وليس الترهيب والتهويل الذي يزيد من تعقيد الامور . ويشعر الفرد بان كل شيء امامه وحوله وكل ما يقوم به هو خطا غير مبرر ومهما عمل فانه لايستطيع السير في الطريق الصحيح . فلابد من معالجة الامور بنوع من الحكمة ومخاطبة هذه الفئات حسب عقلياتها وتفكيرها والنزول الى مستواها لكي نصل في النهاية الى مانريد بكل هدوء بعيدا عن التأنيب والتقريع ونكون اقرب لهم ونتحسس مشكلاتهم وننمي فيهم الثقة ، ونزرع فيهم الرجولة والمسئولية المبكرة وحب الخير لنجعلهم ينظرون الى الجانب المشرق والمضيء في حياتهم بعيدا عن السلبية واللامبالاة والانعزالية ،،