كثيرا ما تتكرر تلك الصورة في مجالسنا ، حديث يدور بين همز ولمز وتجريح فلانة ، ينسجون من الحديث خيوط الغيبة فتتعالى الضحكات وتوغر الصدور بالمشاحنات ، وتتفكك أواصر الألفة والمحبات كل ذلك يحصل ونقف مكتوفي الأيدي ،كأنما شلَ منا اللسان لماذا لا نمد الأيدي لنوقظ سبات الغافلات، لماذا لا نُسكت تلك التي مافتئ لسانها ينهش في لحم البشر. أما قرأنا وحفظنا قول ربنا تبارك وتعالى : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) الحجرات12 لماذا لا نغلق تلك الأفواه التي تتكلم في أعراض المسلمين ؟ لماذا لانفتح صفحة بيضاء ونسقط تلك الورقة المعلقة على قلوبنا المنقوش عليها "مغتابة" ؟ لنخلِف قلباً تمت إعادة هيكلته ينبض بالخير ويحذر من زلات اللسان ؛ أخيراً لنفكر كثيراً قبل أن نرمي الناس باتهامات وأقوال فارغة ولنرفع شعار (عفوا لساني مغلق للصيانة).