إن الصلاة ركن من أركان الدين الإسلامي, و هي أول عمل يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة, فإن ُقُبِلت قُبِل سائر عمله, و إن رُدّت رُدّ سائر عمله ., قال تعالى : ( حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين ) 238, البقرة . و قال صلى الله عليه و سلم : ( إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة ) رواه مسلم, و الصلاة علامة للمؤمنين المتقين , و الصلاة صلة بين العبد و ربه و من حافظ عليها حفظ دينه , و كانت له نورا و برهانا و نجاة يوم القيامة , ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان، ولا نجاة , و قد فرضها الله تعالى في السماء ليلة الإسراء و المعراج بدون وساطة الروح الأمين ( جبريل ) , بخلاف الفرائض الأخرى التي نزل بها الروح الأمين , و كانت خمس صلوات في اليوم و الليلة تعدل خمسين صلاة . هذا و قد أمرنا الله تعالى بإقامة الصلاة ظاهرا و باطنا , فإقامة الصلاة باطنا تكون بين المسلم و ربه , و تكون النية خالصة لوجه الله تعالى بعيدا عن الرياء و السمعة , و إقامة الصلاة باطنا استشعارا لعظمة الرب و الوقوف بين يدي المولى جل جلاله , و تدبر الآيات و الأذكار التي يقولها المسلم في الصلاة , و إقامة الصلاة ظاهرا : ما يظهر على جوارح المسلم من فهم شروطها و أركانها و واجباتها و مبطلاتها , حتى تكون صلاته صحيحة كاملة الأجر و الثواب , و هي مفتاح للخير و تجلب النعم , و تزيل كيد الشيطان و النقم , و للصلاة مع جماعة المسلمين والمحافظة عليها ثمرات عظيمة، وفوائد جليلة في الدين والدنيا، والآخرة ، فهي سبب لقبول الأعمال , و عدم الاتصاف بصفات المنافقين.و هي قرة للعين و تنهى عن الفحشاء والمنكر, و سبب لتكفير السيئات وزيادة الحسنات ,و علاج نفسي و عضوي للمسلم , إذ تمنح الجسم ا لقوة و النشاط , و تشفي القلوب من دائها و أمراضها , و الصلاة عبادة تربوية و اجتماعية و رياضية تجمع قلوب المسلمين على المحبة و الإخاء , و تهذب النفوس على القيم و الأخلاق الحسنة .