تأخير تكافل من غير توضيح سألني أحد أولياء أمور الطلاب عن مشروع تكافل "إيش أخباره؟" "متى يتم إيداع الفلوس في البنوك؟"، أجبته ليست لدي معلومة، ستجد ضالتك عند وزارة التربية والتعليم. في أواخر العام 1432، نظرت وزارة التربية والتعليم بعين الرحمة والشفقة والعطف إلى شريحة من أبنائها الطلاب والطالبات، وهم الفقراء والمحتاجون، فأرادت أن تمد لهم يد العون، وتقدم لهم مساعدات مالية، تسهم في تحسين ظروفهم المعيشية. فخرجت لنا كعادتها بفكرة جديدة لتحقيق هذا الهدف. وأطلقت مشروعا خيريا عملت من أجله برنامجا لا بد وأنه كلف مبلغا من المال. سُمي البرنامج ب"تكافل" نسبة إلى مؤسسة تكافل الخيرية لمنسوبي وزارة التربية والتعليم، المتبنية لهذا العمل، وكالعادة أيضا أخذت التعاميم حول هذا المشروع تتوالى تباعا على جميع مدارس المملكة، كل تعميم مرفق به مجموعة من الأوراق، حتى بلغ مجموعها (41) ورقة بالتمام والكمال، من غير استمارة البيانات، فهذه حسب عدد طلاب كل مدرسة، المهم انشغلت المدارس بهذا المشروع، الذي أخذ من وقتها الكثير، وأدخلت البيانات عبر البرنامج، وحسبما جاء في إحدى التعاميم ستتحمل أي مدرسة مسؤولية التأخير في إنجاز العمل، ولأن المساعدات مالية، كان من ضمن الأشياء المطلوبة والأساسية، إحضار وتسجيل الحساب البنكي للطالب أو ولي أمره، لإيداع المبلغ الموعود، استبشر وفرح أولياء الأمور ذوي الظروف المعيشية الصعبة بهذا الخير القادم، الذي سيساعدهم ويعينهم على توفير متطلبات الحياة، يومها انشغلت البنوك بهذا الأمر، وشهدت ازدحاما شديدا من المواطنين، ممن ليس لديهم حساب، كل يريد أن يلحق بالوقت بفتح حساب ليغنم بالمساعدة المالية التي ستأتيه. تدفق أولياء الأمور على المدارس لتسليم الاستمارة، وهذه حسنة تسجل لوزارة التربية والتعليم التي استطاعت عن طريق هذا العمل أن تجعل ولي الأمر يدخل المدرسة، ثم ماذا بعد كل هذا؟ ها هو المشروع قد أكمل عامه الأول منذ انطلاقته، وها هوالعام الدراسي الجديد 1433 1434 قد بدأ، هل أودعت وزارة التربية شيئا في الحسابات؟ الإجابة لم ير أولياء أمور الطلاب المحتاجين شيئا مما وعدوا به. ولا أحد يعلم سبب ذلك إلا مسؤولو الوزارة ذاتها. فهل تسرعت الوزارة في طرح المشروع من أساسه؟ هل المشروع لم يأخذ حقه الكامل من الدراسة من كافة جوانبه قبل طرحه أو عرضه؟ هل هناك نية لإلغائه؟