تظل قصة نيسان في السعودية ملهمه للكثير فمنذ ما قبل العام 2000 م والإشاعات والأقاويل تتردد هنا وهناك عن تحول وكالة نيسان إلى وكيل آخر .. كانت البدايه بطرح إسم الأمير الوليد بن طلال كوكيل قادم لنيسان في السعودية وما لبثت الأيام أن أثبتت أن الأمير الوليد وهو رجل الأعمال الناجح لم يضع ضمن خياراته وأولوياته وكالة نيسان في السعودية برغم قوة الإشاعة آنذاك وتركها دون توضيح أو نفي سواء من الأمير الوليد أو الوكيل الحمراني .. وهذا يذكرني بمقولة قرأتها لأحد الحكماء " تلف الإشاعة العالم قبل أن ترتدي الحقيقة حذائها " .. وإستمرت بعد ذلك القصص الملهمة حول نيسان السعودية فتارة يبرز إسم الجفالي وأخرى يظهر إسم الناغي وغيرهما .. وكل هذا كان في العشر سنوات الأخيرة وهي الفترة التي زاد فيها الإهتمام بالإنترنت وأصبحت مناخا خصبا وبيئة حاضنة لكل ما يمكن أن يقال دون حسيب أو رقيب حتى وصل الأمر إلى التعرض للذات الإلهية .. إلا أن المفاجأة هنا أن تبني الإشاعات والتقارير الغير موثوقة إنتقل لبعض الصحف " الورقية " التي تحاول اللحاق بمكونات الإعلام الجديد ومنها الصحف الألكترونية التي سحبت البساط من تحت أقدام الورقية بمواكبتها اللحظية والكفاءات الشابة التي تديرها وهذا ليس بيت القصيد .. بيت القصيد وما أستفزني لكتابة هذا المقال هو دهشتي من تسابق رجال الأعمال لدينا على الوكالات الخارجية بمختلف أنواعها ليرهنوا أنفسهم تحت طائلة شروط الشركات الأجنبية التي لاهدف لها سوى الكسب المادي دون أية خدمة تقدم للوطن أو للمواطن ( كعميل ) ثم ما تلبث أن تضرب تجارنا ببعضهم بعد أن غابت عنهم الأخلاقيات التجارية وإحترام المنافسه بشرف .. وكم كان الجيل السابق من التجار يؤثر جاره ليتركه يستفتح بعد أن يكون هو قد إستفتح أيضا وباع ما قسم الله له أن يبيع .. لذلك بارك الله لهم في أموالهم وخلفوا السيرة الطيبة التي نستذكرها بكل شوق وتوق لتلك الأيام .. أليس أولى من إشتغال رجال الأعمال لدينا بتسويق المنتجات الأجنبية أو تجارة الأسهم أو العقار أن تضخ أموالهم في مشاريع صناعية وتنموية تستوعب أعدادا من أبناء الوطن الذي قدم لهم الكثير ليسهموا في تأسيس إقتصاد حقيقي فاعل ينقلنا من دوله مستهلكة وسوق للآخرين إلى أن نكون دولة منتجه ومؤثرة إقتصاديا .. وهنا لا أحبذ أن أعقد مقارنة بين شبكة معارض العيسى الناجحة ل ( اوتو ستار ) وأيا كان من الشركات الكبيرة إلا أن توجه العيسى لبيع مختلف أنواع السيارات في معارض أوتو ستار بعد سحب وكالة ( جي إم ) منه - لسبب أو لآخر - كان توجها ذكيا وحلا بديلا للإستفادة من سوق مفتوح ومتنوع الرغبات الأمر الذي أحدث لبسا ساهم في نشر الإشاعة والسؤال هنا .. بما أن العيسى يبيع أيضا منتجات تويوتا فهل سيصبح العيسى وكيلا لتويوتا في السعودية ؟ سعيد حشره