لعنة من هذا العصر , لم تكن عالبال لتخطر . سؤال دائما ما يحيرني , وقد حاولت بأن أجد له الإجابة الحقيقية , إلا أنني قد عجزت .. فهو يبلغ وينذر عن كثرة ممن يدخلون في حالات نفسية أو جنونية أو وسواسيه , لتحل بيننا وتسكننا ببطء , ومن دون أي تفكير لمدى خطورة هذه الحالات , ومن سرعة انتشارها بيننا , إنها لعنة من هذا العصر , لم تكن عالبال لتخطر , لأنها جديدة الحضور بيننا و مع جيلنا الحالي , ولكنها قديمة الأفعال والظهور منذ سابق زمننا ... وسؤالي هو بهل يا ترى ما هي أسبابها ؟ خاصة و بأن من يدخلون في هذه الحالات البعض منهم إما بأنه قد كان طالبا للعلم أو إمام مسجد , مثلما ما قد شاهدته منذ أيام , وهو في الحقيقة قد أذهلني , وفاجئني المنظر من جار لي حيث كان في السابق إمام مسجد , ليصبح اليوم ( بصاحب حالة نفسية أو وسواسيه ) , و قد تصيب هذه اللعنة أيضا إنسان متميز معلم فاضل أو موظف مثالي أو أو .. الخ . فالبعض ممن يقولون ويحللون عنهم وخاصة من أقاربهم أو معارفهم أو أجوارهم أو حتى من غيرهم , بأن سبب ذلك أو لما قد حدث لهم إنما هو السحر والعياذ بالله أو الحسد أو العين , سواء أكان مصدره من القريب أو البعيد , ومنهم من يقولون بأن السبب الآخر هو جلوس الشخص مع نفسه ولوحده لفترات طويلة , وعزله تماما عن أهله ومجتمعه أو لمن حوله , مع تفكيره الدائم والمستمر , مما أدى ذلك إلى أن يجعله مريضا بالوسواس , والبعض ممن يقولون بأن المخدرات هي السبب , إلا أن البعض الآخر قد أحتفظ بجوابه عنهم ولم يعلق . لهذا فنتمنى بأن نتعاون ونتكاتف وأن نقف معا في البحث أو في إيجاد لجميع الحلول والإمكانيات بسرعة قصوى وعاجلة جدا , كذلك و معالجة هذه الحالات من دون أي تسيب أو إهمال أو تقصير أو حتى تأخير , فالبعض منا مع الأسف وهم كثيرين جدا لا يؤمن في الأساس بوجودها , لأنها تعد بالنسبة له عيبا وفضيحة أو مجرد تكهنات أو خرافات أو حتى تحفظات أسرية في غاية السرية التامة , بالرغم من مشاهدتنا و بشكل يومي لمثل هذه الحالات باختلافها أو بتنوعها من مكان لآخر أو من مدينة لأخرى أو من قرية إلى قرية , وحتى لا تعدينا مستقبلا من دون أي إدراك حسي أو معنوي لها , وعن مدى تسللها دون أن نعي تماما بتمكنها وبكيفية سيطرتها علينا , فهي لا تعدي بشكل مباشر ولكنها قد تقضي على الجهاز العصبي من دون سابق إنذار لحضورها في أي وقت أو أي لحظة متى حانت أو شاءت , ومن ثم تنتقل إلى العقل وتنتشر فيه , ولا تصيب الجسم بسوء ولكنها تهمله مع الوقت لتقضي عليه تماما , تبعا وبحسب صنف هذه الحالة وبمقياس خطورتها . ونحن وبهذا الصدد فلا يسعنا أولا وأخيرا إلا الرفع للمولى سبحانه بالدعاء لهم , إذ نسأل الله العلي القدير بأن يشفيهم ويعافيهم وأن لا يبتلينا أو يصيبنا كما أصابهم , وأن يحفظنا بحفظه , اذ نحمده ونشكره سبحانه جل وعلى شأنه بكثير من الحمد والشكر على ما أنعمه علينا من صحة وعافية وسلامة دائمة , لأن تكون كذلك وأن تدوم إن شاء الله , وبأن يشفي لنا كل مسلم ومسلمة وكل مرضانا ومرضى المسلمين , والحمد لله رب العالمين . سامي أبودش كاتب سعودي .