تساؤلات تدور في داخلي حول مسلسل عمر تساؤلات تدور في داخلي يحركها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم / عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . أليس منكراً ما نسمعه عن مسلسل عمر الذي أشغل أهل الاختصاص والعامة بإفرازاته المخالفة شرعاً والتي ضرب القائمون عليها بكل الهيئات والمرجعيات الشرعية الرسمية عرض الحائط .. ما دفعني للكتابة هو انشغال الناس بحملات المقاطعة للقنوات الهابطة التي تروّج هذه الأيام للعمل التاريخي والإنتاجي الضخم بقولها ، والدعوات المطالبة بإيقاف المسلسل بشتى الوسائل وعبر جميع المواقع وشبكات التواصل . وحالنا حال الضعيف التابع لما يقرره المسؤلين نترقب تأكيدهم لنقرر مشاهدة العمل من الآن أو نبحث عن بديل آخر لمجرد إشباع الفراغ الذي يحاصرنا من كل جانب ، فأين نحن من حديث : من رأي منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، .. الخ ) ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم مراتب الإنكار الثلاثة بحسب المنكر ونوعه ، وطبيعة القائم بالإنكار وشخصه ، فمنها مايغيّر باليد وهو حق للوالي كالأمير على رعيته والأب على أبنائه والمعلم على طلابه ، فمن الواجب على الأب منع أبنائه من مشاهدة العمل ، ومنها مايغيّر باللسان سواء بالتصريح او التلميح تذكيراً بالله وتخويفاً من عقابه ، وهو واجب العلماء والدعاة ، ومنها مايكون بالقلب وقد فسّر ذلك الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله فقال : يكره المنكر بقلبه ، ويفارق المكان ، هذا الإنكار بالقلب ، والتغير عن رؤية المنكر ، ويغادر المكان إذا استطاع أن يغادر المكان ، وترك المكان حتى لا يشاهد المنكر ، هذا هو الإنكار بالقلب ، كراهة المنكر وبغضه ومحبة إزالته .. انتهى . إننا في الوقت الذي تتسارع فيه الدقائق لتعلن ساعة الصفر لبدء العمل غافلون ، وخلف أولئك المنظمين لحملات المقاطعة ودعواتهم متابعون ، ولما يستجد من رأي فقيه أو باحث أو إعلامي حول العمل حائرون . ماموقفنا كأفراد من العمل ؟ علينا دور كأفراد في حماية السفينة من الغرق والعبور بها إلى شاطئ الأمان ، والتصدي لدعاة الإفساد والانحلال . واتخاذ قرار شخصي بمقاطعة العمل وعدم مشاهدته من الآن مادمنا مؤمنين بفتوى اللجنة الشرعية المنشورة في مجلة البحوث الشرعية وبفتوى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتى عام المملكة العربية السعودية وبفتوى الأزهر بتحريم تجسيد عموم الأنبياء والرسل والصحابة رضي الله عنهم . اتخذ القرار الآن بالمقاطعة الشخصية للعمل وانصح أهل بيتك وأقربائك فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كلكم راع ومسئول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيّته ) ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن عاقبة الذين يفرطون في هذه الأمانة فقال : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة ) وأنشر ذلك بكل ما تستطيع فذلك الخير نفعني الله وإياكم وجعلنا ممن يدعو إلى الحق ، ويحمي الدين ، ويحارب الباطل . وصلى اللهم وسلم على بينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .. كتبه : بدر الفوزان