بإنتخابه لحركة النهضة بنسبة واحد و أربعين في المائة من مقاعد المجلس التأسيسي يكون الشعب التونسي قد وجه رسالة قوية لكل الذين عملوا جاهدين لمدة تزيد عن الخمسين سنة الماضية على سلخه عن محيطه العربي الإسلامي و لإن كان متوقعا فوز الإسلاميين في تونس نتيجة لعدة عوامل إلا ان هذه النتائج جاءت بما لا يشتهيه أيتام فرنسا في تونس الذين لا يزالون مصدومين حتى وصلت الخسة ببعضهم لنعت الشعب التونسي بالجهل و الأمية لا لشيء إلا لانه لم ينتخبهم و إنتخب من يمثلونه حقا و راح بعضهم الاخر يشكك في هذه الإنتخابات و النسب المعلن عنها و هم يمنون النفس ان يكون كل ما جرى مجرد حلم مزعج لا يستفيقوا منه إلا و هم يرون الإسلاميين يعودون للسجون و المنافي كما في الماضي لا إلى مراكز العز التي وضعهم فيها شعبهم أما أغرب المواقف فهو ما جاء على لسان سهير بلحسن و هي ناشطة حقوقية مقيمة في فرنسا و التي دعت صراحة السلطات الفرنسية لعدم الإكتفاء بالتفرج على ما يحدث في تونس و التدخل بصفة مباشرة لتقويض عملية الإنتقال السلمي للسلطة حتى لا يؤول الامر للإسلاميين و من هنا يمكن لنا ان نفهم حقيقة هؤلاء الذين يدعون الحداثة و الدمقراطية و هم في حقيقة الامر مجرد مرضى نفسانيين يعانون العديد من العقد لعل أهمها إنعتاق هذه الشعوب المسلمة من سيطرة الإستعمار و بقاياه على مقدراتها و ثرواتها لعقود طويلة فاليوم فقط يمكن للشعب التونسي أن يفرح بعد ان إسترد بلاده التي ظلت مغتصبة على مدى خمسين سنة فكلا المخلوعين الاول بورقيبة و الثاني بن علي مثلا أهم أداتين لتواصل الإسعمار الفرنسي البغيض لتونس من خلال العمل على سرقة هذا الشعب و محاولة طمس الهوية العربية الإسلامية بعدة وسائل و أساليب لاكن و في أول موعد مع الحرية حلق الشعب التونسي كطائر الفنيق و نهض من تحت الرماد ليقدم أجمل صورة للمسلم حين يتصالح مع قيم دينه و معتقده و على هؤلاء أن يعلموا أنهم لن ينجحوا في الإنتخابات و لو أعيدت ألف مرة فكيف لمن يدعو إلى المثلية الجنسية بإعتبارها من الحريات الأساسية أن يكون ممثلا لشعب مسلم و كيف لمن يقضي أغلب أوقاته في الفنادق و الخمارات و يدعو لإغلاق كتاتيب تحفيظ القرآنأن ينتخبه شعب مسلم ألم تفهموا بعد يا من تعتبرون أنفسكم نخبا حداثية أن الشعب التونسي أكثر حداثية منكم فكل نخب العالم تعاني من جهل شعوبها إلا الشعب التونسي يعاني من جهلكم ألم تفهموا بعد سر نجاح الإسلاميين إنهم ببساطة أقل كلام منكم و أقل أناقة منكم و أقل ثراء منكم لاكنهم أكثر عملا و صدقا ووفاء منكم إنهم الأكثر إلتصاقا بالشعب و هم المعبرين عن ألامه و معانته فهذا الشعب لطالما شارك الحركة الإسلامية عذاباتها و أحزانها و ألامها و إنكسارها و قد حان الوقت أن يشاركها إنتصاراتها و فرحها فاليوم فقط نقول لكل المتربصين بتونس موتوا بغيضكم و نقول لأيتام فرنسا فاتكم القطار فقد حق اليوم لأم الشهيد ان تفرح فدماء الشهداء لن تضيع مجددا كما ضاعت عند الإسقلال الأول فليهنأ شهداءنا فتونس اليوم بيد أبنائها.