قرأت منذ أكثر من سنة أنه تم تأسيس هيئة فلسطينية لمكافحة الفساد بأمر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس , ولاحقا تم الحديث عن ثمانين ملف فساد يتم دراستها بسرية معظمها سرقات مالية تضم بعض الرموز في السلطة الوطنية ومنهم وزراء سابقين وزوجاتهم , وقبل أيام تم مداهمة المنزل الذي يستأجره أو يملكه محمد دحلان وتم مصادرة درزاً من السيارات المصفحة والعادية واعتقال درزاًً من الحراس الشخصيين . العملية نفذتها وحدة كوماندوز فلسطينية في حي الطيرة في رام الله عندما استخدموا سيارات نفايات أظنها صفراء للتمويه على دحلان ورجاله , وتحدثوا أن دحلان كان يستفيد من المعابر وفرض أتوات على أهل غزة قبل أن تلتقط حماس اللقمة من فمه . وقبل أيام وخلال مطالعتي لجريدة القبس الكويتية , فوجئت بمقالة تتحدث عن كتاب صدر في باريس حديثا اسمه ( في ظل الملكة ) لمؤلفه لطفي بن شروده الذي عمل لسنوات طباخا في بيت زين العابدين بن علي , وكنت استبعد أن يزج باسم فلسطين في ثنايا الكتاب , ولكن للأسف الكاتب تعرض لرمز من رموزنا وهي زوجة الأخ الشهيد ياسر عرفات سهى الطويل . فقد سرد الكاتب كيف وقع بن علي في حب امرأة متزوجة , وكيف طلقها من زوجها لتكون زوجته الحالية ليلى التي أطلق عليها سيدة قرطاج الأولى وهي ضرة السيدة نعيمة زوجته الأولى . وتحكمت ليلى في تونس وزوجها عن طريق السحر والشعوذة , وتحولت من فتاة فقيرة جائعة إلى مليارديرة بفضل جسدها الجميل الذي أطفأ ظمأ عطش بن على المحب للجمال والنساء . الكاتب تطرق إلى الصداقة التي جمعت ليلى الطرابلسي بسهى داوود جبران الطويل تلك الفلسطينية المولودة في مدينة القدس في العام 1963 م , والتي احتضنتها تونس بعد وفاة أبو عمار وبأمر من ليلى تم منحها الجنسية التونسية هي وابنتها زهوة في العام 2006 م , وقامت بتأسيس مدرسة عالمية شراكة مع ليلى , وحتى أن ليلي أقنعت شقيقها الأكبر بلحسن تطليق زوجته للزواج من أرملة الرئيس الفلسطيني السابق عرفات , وطلقها بالفعل . ولكن بعد أن قامت سهى بزيارة الرئيس الليبي معمر القذافي , وانتقدت سياسة بن علي , تفجر غضب ليلي وزوجها خاصة وأنهما سبق واتهما سهى أنها تحصل على عمولات لتمرير صفقات دولية داخل تونس , فقاما بسحب الجنسية منها وطردها من البلاد , والاستيلاء على جزء من الملايين التي كانت بحوزتها . وربطت بين ذلك و فضائح موقع ويكليكس الشهير الذي أكد المعلومة وقال إن ليلي الطرابلسي سرقت بعض أموال سهى عرفات وطردتها , وذكر أن المبلغ بحدود مليونين ونصف المليون يورو ( 15 مليون شيكل ) , وأذكر قبل سنوات وردني ايميل من جهة دولية مجهولة أظنها من سيراليون تحترف النصب تقول إنها تريد تشغيل أموال سهى عرفات . كفلسطيني , انفعلت جدا للمساس برمز من رموزنا الوطنية , فالختيار هو رئيس حركة فتح الثورة والنضال وشرف الأمة , فكيف نسمح لكاتب أن يذكر زوجته بالسوء , لماذا لا نقوم برفع قضية دولية ضد مؤلف الكتاب إذا كان سرده مزيفا , ولماذا لا نقوم فورا بمطالبة الحكومة التونسية بإعادة الملايين لسهى التي ربما تتبرع بها للسلطة الفلسطينية العاجزة عن تأمين رواتب موظفيها رغم أنها ستعلن دولة فلسطينية مستقلة في منابر الأممالمتحدة ؟ أما من أين لسهى وأبو فادي وغيرهم هذه الملايين , والله لا أدري .........؟ فطين عبيد إعلامي فلسطيني