ليت الصَّرخات - التي تُعانق الآهات، في قلب ضوء القمر الْخَافت، من صدَى صوتِ أنينِ القلب الحائر، الْمُتعب من شدَّة الزمان وما به من متاهات - تذهب؛ لتجفَّ الدُّموع، ألا ترى العيون العذابات التي أبكت السنين؟! يا آلام مُروج الصَّدر موتِي، يا ذكريات الزَّمان لا تستيقظي، حتَّى تنتهي المعاناة التي كادت معها أن تنضب دُموعي. يا فرحةً تُظلِّلها الابتسامة امتَدِّي إلى أعماق خلجات النَّفس؛ لِتَنتهي الجراح في مَهْدها، ولِتَكون السعادة عنوانَ ذاتي، مع باقة الزُّهور الربيعيَّة لِمن يراني. من بستان ورود القلب البهيَّة، أقطف وردةً تزين أوراقها قطرات النَّدى، من أركان عالَمِي آخُذ أملاً، من هَمسات الأمسيات أحْصُل على هَمْسة صدق، من أنوار إشراقةِ شمس الصباح أتنعَّم بنورٍ يُبارك خطوات الإقبال على الحياة. مع جريان الغدير تَحْيا مَمْلكةٌ أصابَتْها رياح الخريف، مع تغاريد الطُّيور يُسْمَع للأشجار أجْمَلُ حفيفٍ، مع حركات الفراشات التي تُغازل ألوان الطَّيف، انتهى مشوار الخوف، ولا حَيْف. إذ البشَر حائرون، ترى السُّؤال من كل حدب وصَوْب، عن تلك اللوحة اللُّؤلؤية الْمُتناثرةِ حبَّاتُها من عند أنفاسي، بيْن مسافات النُّجوم، في قلب القمر، مع رِقَّة الغُروب الذي يُشاطِرُ رسْمَ لوحتي، والأمنيات التي ستَخْرج حتمًا من مُقْلتي. يا ربَّ السَّماوات، يا من تعلم الأمنيات، أثلِجْ صدورَنا بالإيمان، واجعل السَّعادة والطُّمَأنينة لنا عنوانًا. اكْتُبنا في علِّيين، بِجوارك مع النبِيِّ الأمين، و أصحابه الغُرِّ الميامين، واستر المسلمين والمسلمات، والصلاةُ والسَّلام على مَن جاء رحْمةً للعالَمين.