في خضم الثورة المعلوماتية و الانفجار العلمي الذي يعيشه عالمنا العربي ، و الجهود العظيمة المبذولة في حقول الترجمة ، زخرت مكتباتنا بالعلوم المترجمة و التي راد فيها العلماء الغربيون . أحد تلك العلوم و التي تحوز على أكبر إقبال جماهيري في عالمنا العربي ، هي العلوم الروحانية و النفسية . يترأسها قانون الجذب و الذي نادى به الدكتور صلاح الراشد منذ سنوات ليرى النور في عقولنا و مناحي حياتنا . تعلقنا به فكان هو القشة الذي قسمت ظهر البعير ، و الضوء الذي أضاء مساحات جرداء تربعت في عقولنا و نفوسنا بتربع النكسات العربية و الوهن الشخصي ! و مع كثرة الضغوط النفسية و الانشغالات التي فرضتها علينا الحياة ، أصبحنا أقرب ما يكون لآلات ميكانيكية تعمل دون أن ترعى أو تهتم بالجانب النفسي و الروحاني و الذي هو أساس القوة و الراحة . فبحثنا عما يمدنا و يقوي من عزيمتنا و يدعم طموحنا و يحقق رغباتنا ، فكان المشعل " قانون الجذب " ! و قد انتشر تحت مسميات كثيرة لعل أهمها كتاب " السر " الذي تكلم عن هذا الموضوع و كيف كان هذا العلم حكراً و سرياً لدى الطبقة الحاكمة و المتعلمة و الفلاسفة من شرائح المجتمع في العالم القديم . حيث اعتبر من العلوم التي تحقق مرادهم و تسير أمور حياتهم بأمور بسيطة و عزيمة قوية و نية صادقة دون اللجوء للمستحيل ! و السر بهذا العلم هو أنك تجذب ما تريد الحصول عليه بمجرد التركيز عليه و التفكير به و الإصرار عليه و الإيمان بتحققه . أعجبتني فكرة الموضوع و وجدت أني إن لم أحقق ما أريده فلن أخسر أيضاً و قبل أن أقوم بتلك الخطوات المحددة و الذي يعمل عليه قانون الجذب ، وجدت أني أحقق ما أريد و أتعثر فيما ابحث عنه بمجرد تفكيري الايجابي بالموضوع و إرادتي في الحصول عليه . و كأن الكون كله يتحرك كي يحقق مرادك و رغباتك الملحة . هو كالمهدئ النفسي و الإسبيرين الذي يزيل تشوش أفكارنا و تضاربها في أحيان كثيرة ، و هو الشماعة التي نعلق عليها الآمال و نرجو منها تحقيق المراد . لكن تساؤل يدور في خلدي ، أين القدر من قانون الجذب؟ أيتضارب القدر معه ، فما نجذبه قد لا يوافق ما كتب لنا في أقدارنا؟ و هل حقق قانون الجذب ، حديث الرسول الكريم بأن الإلحاح بالدعاء يغير القدر ؟ و هنا يعتبر الدعاء من أحد مقومات و مسببات انجذاب ما نريد في قانون الجذب النفسي !