الله الرحمن الرحيم قبل أكثر من عشر سنوات تقريبا كانت تجربتي الجامعية الأولى بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ولم يكن والدي إذاك في تلك المحافظة مما اضطر أخيكم أن يعيش برهة من الزمن في سكن لوحدة ، وقد زوّرت في نفسي مسبقا الاعتماد على نفسي في مواجهة الحياة وألا اشغل والدي بكثرة الطلبات والمصاريف ، ولكن هيهات هيهات لا أخفيكم سرا أنني أُصبت بالدهشة عندما طلب منا أحد المعلمين الأفاضل في الجامعة شراء كتاب للرياضيات باللغة الإنجليزية سعره (200) ريال ، يعني ما مقدراه 20 % من المكافئة التي تصرف للطالب في الجامعة ، هذا كتاب واحد ، فإذا أضفت عليه سعر الكتب الأخرى لباقي المواد والمذكرات وأدوات القرطاسية التي يحتاجها الطالب لا شك أنها ستصل إلى مبلغ لا يستطيع الطالب أن يواجه به تكاليف الحياة بما تبقى من هذه المكافئة سواء كانت تكاليف أكل وشرب أو ملبس وسكن أو مواصلات ، مع العلم أن صرف المكافئات للطلاب غير منتظم فيبقى الطلاب يعيشون الحلم الكبير في صرف مكافئاتهم كل شهر حتى إذا لم تصرف عاشوا نفس الحلم لشهر آخر وهكذا حتى تصرف ، وليتها تصرف من غير تجزئة وتقسيط ، ولا أعلم سببا لهذه الممارسة التي تُفقر الطلاب حتى لربما استدان بعضهم بقدر المكافئة التي سيصرفها بعد شهرين أو ثلاثة. وهنا أتساءل حقا هل هناك مصلحة ما وراء إفقار الطلاب الجامعيين ، أنا أتساءل حقا فقد يكون هناك مصلحة راجحة أنا لا اعرفها ؟ مع العلم أن النهضة الحاصلة في الوقت الحاضر في عدد الجامعات وفروعها التي انتشرت في كثير من مناطق المملكة من الأمور التي تسر القلب جدا ونتأمل منها صبغ المجتمع بشريحة أكاديمية مثقفة تكون سببا بإذن الله تعالى في ازدهار هذا الوطن وتقدمه وهذا إن كان فيه فضل لأحد فهو لله تعالى أولا ثم لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى من اهتمام بليغ في هذا الجانب ، وفق الله الجميع لكل خير. كتبه الفقير إلى الله محمد ابن الشيبه الشهري