دعوة لذلك السياسي الذي ربما لا يرى الشمس في يومه ، ولذلك التاجر الذي ينفق في يومه الآلاف المؤلفة ، ولذلك اللاعب والفنان الذي يجوب من أجل كرة أو عود الدنيا كلها ، ولذلك العالم أو الداعية الذي يتكلم ويكثر ولكن لغزة لم نسمع له كلمة ، ولذلك الديمقراطي الذي يدعي الديمقراطية ، ولذلك المنكر للظلم ، ولكل إنسان دعوة صادقة لزيارة غزة يوماً واحداً فقط عسى الله أن يصبّره ويحفظه ويلطف به حتى يعود إلى حياته ، يوماً واحداً فقط ليرى كيف هي الحياة ، كيف هي الأجواء ، كيف هو الأمن ، كيف هو الغذاء والدواء ، كيف هو النوم والرخاء ، إنه يوم سيكون بئيس ثقيل ممل مخيف قاتم يذهب بنعيم الدنيا كلها ، يوماً واحداً فقط هي حياتك أيها الزائر الكريم لكن بعد أن تعود إلى بلدك وطعامك وشرابك وأمنك وراحتك وحياتك تذكر ذالك اليوم وتذكر من حياته كلها كذلك وليس يوماً واحداً فقط ، ثم اسأل ضميرك هل ترضى بذلك ؟! سيكون الجواب بالتأكيد لا ، لا ترضاه لأي إنسان ، اسأل نفسك سؤالاً ثانياً: ماذا قدمت لتغيير ذلك الحال النكد ؟! إن كنت قدمت شيئاً فسئل نفسك ثالثة: هل ما قدمت يكفي أو يتوافق مع الحال هناك ، وهل يريح ضميرك ؟! إن الحياة في غزة لا حياة ، إن غزة في الأرض وليست في الأرض ، إنها مسلمة ولكن أين المسلمين ، إنها إنسانية ولكن أين الإنسان ؟! إنها في خوف وأرق وحرب في زمن مجلس الأمن !! إنها في جوع وفقر وظلم في زمن هيئة الأمم !! إنها في تنكيل وقتل وتهويل في زمن الحرية والديمقراطية إنها في أسر وضيق في زمن اتساع الفضاء وسكون القمر . عبد الله عوبدان الصيعري