خرج مسرعا من باب منزلهم يبكي ويصرخ التفت يمينا ويسارا فلم يجد أحدا سواي يمشي في ذلك الشارع اتجه إلي مسرعا اختبأ خلفي سألته ما بك أجاب ونظرات الخوف والترقب تسيطر عليه أبي يريد أن يضربني , أبي معه سلسلة يريد أن يربطني بها ويضربني , حاولت أن اهدأ من روعه وأطمئنه وإذا بشخص ضخم الجثة يزمجر بأعلى صوته يا ولد تعال والله لو تروح وين ما تروح إلا أجيبك أجيبك وقفت حائلا بين الطفل ووالده طلبت من والده الهدوء والتريث سألته عن السبب في مطاردته لذلك الطفل ومعاقبته فأجاب لقد ضرب أخوه الأصغر منه ؟! كل هذا لأنه ضرب أخاه الأصغر منه ماذا سيكون العقاب لو انه أجرم جرما آخر ؟؟؟ أخبرت والد ذلك الطفل أن هؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا وسألته ماذا لا قدر الله وخرج طفلك بهذا الشكل واصطدم بسيارة عابرة ومات ألن تندم على ذلك التصرف ؟ هدأ الأب قليلا وبدأ في تقبل كلامي وشيئا فشيئا اخذ الأب بيد ابنه وادخله إلى البيت والطفل يلوح بيده لي موادعا هذه قصة حقيقة حصلت أمامي وليست مصطنعة كما يتخيل البعض وللأسف الشديد فقد كثرت عندنا وزادت حالات العنف الأسري التي جعلت البعض من الأبناء يفر من بيته وتتلقفه أيدي العابثين والمخربين ليحولوه إلى عنصر هادم في المجتمع بدلا من عنصر الاستقامة والإصلاح . وما خفي كان أعظم فالبيوت تعج بحالات العنف الأسري من الجنس الآخر فهناك زوجة الأب الجائرة وهناك الزوج القاسي وهناك الأب المهمل وهناك الأخ المتغطرس فبالله عليكم ماهو ذنب تلك المسكينة حينما تضرب حتى تموت وما هو ذنبها حينما تخلع أظافرها أو يغلق عليها باب الغرفة إلى أن تموت ولا يراها احد . كثيرة هي حالات العنف الأسري التي تطالعنا به الصحافة اليومية وما نشاهده في القنوات التلفزيونية من جرائم بشعة بحق الطفولة والبشرية فماهو ذنبهم والشارع الحكيم قد عهد إلينا بأننا مسئولون عن رعيتنا فهل هكذا تكون المسئولية ؟ وهل نحن بهذا الضرب والعنف نربيهم ونجعل منهم أناسا صالحين في مجتمعاتهم أم أن هذا الأسلوب هو ما سيجعل منهم المجرمين والمنحرفين عن جادة الصواب ؟