أختلفت الأزمان و تغيرت القلوب ولم تصفى النفوس مما ولد لدينا الإختلاف في الرأي وعدم التنازل رغم هناك الإستشارات النبوية موجودة لدى محمد صلى الله عليه وسلم في توجيهاته .. ونجد هناك عيادة لا تحتاج أن تذهب إلى الطبيب النفسي ولا الأخصائي الإجتماعي أو غير ذلك بل أن تتبع توجيهاته وهو ليس معنا ، وإذا ضاقت بك الدنيا أصبح من الصعب أن البشر هم من يحملوك وإن حملوك يوماً ستكون الأيام القادمة دين عليك منهم . لذلك تزيد المشكلات فيما بيننا وعندما يقول صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقاً) بأن يترك كل منا الجدال . لكي تسير سفينة التآلف والمحبة فيما بيننا . ما أكتبه ليس خطبة أو إرشاد ديني يصنف ، بل هو واقع نحن نعيشه ونحتاج إلى جرعات ليهدأ القلب والأنفس تطمئن . خصام الداخل البيوت الزوج وزوجته حتى الطلاق والسبب الشروط والمكابرة وفي النهاية الطرفين الخاسر والضحية الأولاد . إختلاف في الرأي بين المدير ومرؤسه في العمل في التحديات التي لا تنغلق في إما ظلم المدير أو إجحاف الموظف ، دون تفهم بعضنا البعض . خلاف يقع بين الأسر حتى تتولد العداوة بين أصغر الأبناء ويزيد الحقد . وتنازل لكي تسير السفينة والمركب لا تغرق وليعذر بعضنا الآخر . ووجه صلى الله عليه وسلم (التمس لأخيك سبعين عذراً ) تعطينا دافع بأن لا يدخل الشيطان في الظنون . ويعطيك الراحة النفسية التي يفتقدها الكثير منا هذه الأيام ، في الظروف المعيشية والديون والأقساط والهموم وعدم عذر أي أحد منا للآخر . حتى أصبح عصر التحديات والقوى وأي واحد يفرد عضلاته على غيره في أي إتجاه ، ويعتبر الناس أعداءه حتى يثبت قوته . والمسؤوليات التي نواجهها في هذا العصر قبل ربع قرن تقريباً كنت الأمور متغيرة عن اليوم ، أولادنا ليس مثلنا آنذاك ، عندما كنا نلعب ولم تكن هناك الإمكانيات الترفيهية الموجودة اليوم ولكن كنا نشعر في روح آخرى مختلفة حتى لو حدث ما حدث ، المدرس كان مخلص ويوجهنا مثل الأب ونشعر في توجيه المصلحة ، وأيضا كان من مرحلة من المراحل الدراسية طالب يدرس معنا ضرب وكيل المدرسة مع مجموعة من الشباب وكان هذا الشاب من أفشل الطلاب وأصبح الطالب الفاشل الآن بعد عشرين سنة وكيل مدرسة ، لأن المجتمع لدينا يصلح الفاشل ويغيره ولكن نحتاج إلى جمع الشمل والتآخي والتنازل . ولا نجعل شياطين الأنس من الناس أن تدخل فيما بيننا لتفرق لانه سبحان الله يوجد من شياطين الأنس أقوى بالتفرقة من شياطين الجن . وكم شخص يقول أنا ناصح وهو يزرع الفتنة في كل مكان وزمان . نحن كالجدار إذا تفكك الطوب سهل تكسيرها وإذا تماسكت صعب هدم الجدار . أيضاً لنعترف بوجود أخطاءنا إذا لم نفهم بعضنا في أي قضية ، بمعنى نوضح لبعض سوء الفهم ثم لا نخرج من ذلك إلا في التوضيح الذي لا غبار عليه ، لأن آثار الغبار يسبب توليد المشكلة . خاصة إذا حضر أصحاب البهارات من إذا تم طبخ المشكلة ويرش من البهارات ليزينها ثم تنفجر الفتنة ويقضها . وكنت أول المبادرين للتسامح رغم سوء الفهم للطرف الآخر ، في إحدى المجالس عندما أختلفت مع أحد الأشخاص وبعد نهاية الحديث ، بادرت بنفسي وقمت من مكاني وحاولت أن أقبل رأسه ورفض وأعتذر كل منا للآخر . وأكملنا الجلسة بروح جديدة مختلفة عن السابقة وتغير لون الجلسة إلى أفضل من قبل ، وزاد التقدير . أيضاً قبل فترة من الزمن أتصلت بالجوال على أحد الأشخاص بالخطأ ثم أعتذرت منه ثم أتصلت مرة أخرى وأعتذرت في الثانية ، وقلت له لعل صاحب الرقم غير رقمه . ثم مرت دقائق ثم أرسل لي رسالة يقول فيها ، أعترف أنك من تريد ومن المقصود في إتصالك (وهو يشك) ، ثم أرسلت له رسالة توضح حسن نيتي بأن يحتفظ برقمي وقلت له لك الحق بأن تشك ولكن موقفي واضح ثم لم يرد ، مرت ساعات وأرسلت له رسالة وذكرت فيها أني سمعت حديثاً بمعناه (رحم الله أمريء إذا نام وليس في قلبه على أخيه شيء ) .ثم أرسل رسالة وتغير أسلوبه وقال أني أريد أن أتعرف عليك وحلف أنه لا يوجد في قلبه شيء ، بل طلب مني أن أكون صديقه) . سبحان الله كان يريد ان يكون عدواً ثم طلب أن يكون صديقاً . ونحن نتحاج المرآة الصادقة النقية لعيوبنا أو أخطاءنا ، عندما قال صلى الله عليه وسلم (المؤمن مرآة أخيه) أما الحاقد أو المنافق لا يصدق الوصف والحقيقة سواء في المدح أو الذم . إن وجدك على خير ذمك وإن وجدك على شر مدحك . علماً من السهل أن نجد من يمدح أفعالنا ولكن من الصعب أن نجد الصادق في إنتقاده ، لذلك كنت أبحث كثيراً عن مرآة صادقة وأتصعب الأمر لأن بعض الأمور ليس كل شخص يستطيع أن يعطيك المشورة الصادقة سواء كانت هي في التخصص أو التجربة أو خلو صاحب الرأي فيها أو المشورة من الحقد والحسد أو الشماتة . سبحانه الله عندما يتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم عن (اللهم إني أعوذ بك من غلبه الدين و قهر الرجال ). رسالة من محب وصديق للجميع حتى من يختلف معي في أي شي : نريد قلوب صافية ونفوس مطمئنة لكي نهنأ في حياتنا الدنيا ويتقبل الله منا في الآخرة . ليسامح منا الآخر . إلى كل أب : إذا أنت قصرت مع أولادك وأصبحوا لا يفهموك أعذرهم الإجيال والأزمان تتغير وليس ذنبهم ونتحتاج أن نصادقهم ، وقدر الإمكان أن لا نختلف معهم . إلى كل أم : لا تفرطي في إبنتك وأولاودك وتجعليهم ضحية المجتمع أو ضحية عطفك بأن تغطي عيوبهم ، بل صححي لهم وناصحيهم بالتي هي أحسن . إلى كل زوج : المرأة أفهمها قبل أن تتصرف معها أنها ما زالت المحبة الغيورة وتريد أن تحس في ذاته في حياتك وفي بيتها و لا تحسب كل سؤال عنك شك وأقلبلها إلى محبة بدلاً أن تقلبها إلى مشكلة . ولا تدخلي أحد بينكم إذا المشاكل بسيطة ، وأبحث عن الحكيم في تهدأت الأمور والإنصاف في الإختلاف . وأعذرها لأنها هكذا خلقت . وتنازل وستجدها تنازلت وبالتوفيق . إلى كل زوجة : يا من هجرتي زوجك ، لا تتحديه ، أبحثي له عن ما يحبه ويتجدد في أيامه وقدمي أكثر وكوني أفضل منه ، وأنت صاحبة التغيير فيه ، لأنك لم تعرفي الرجل فهو صاحب أنفة يريد كل شيء بأمره وأعذريه لأنه هكذا خلق . إلا أن يغير الله حال غير حال . إذا تركتي البيت وعندك أولاد فهم ينتظرونك وقد أشتقتي إلى مشاجرتهم . ولا تتركيه للمهالك لأن قد ينتظره أهل الدمار ثم ما هي النتائج ومن يتحملها ؟ وتنازلي وهو سوف يتنازل بإذن الله . إلى كل أبن : لا تغضب من أبيك فهو يحب مصلحتك ويخاف عليك لأنك تحمل أسمه وسمعته وهو ويواجه المتاعب قبل أن تكبر ، إذا كنت خارج البيت فأرجع وقبل رأسه ويده سوف تجده إنسان آخر ، أنت تستطيع أن تغيره في أخلاقك وتعاملك لكي تكسب رضاه في الدنيا وتتوفق وفي الآخره وستجد أن أولادك سوف يعاملوك أفضل مما كنت تعامله وأسأل مجرب . إلى كل بنت : نعرف أن الموضة والفتيات يحبون آخر الطلعات والمطاعم وما يدور في القنوات الفضائية تريدين أن تكون مثلهم وأكثر ، ولكن نحن نختلف عنهم كثيراً لأنهم لم يبالوا طبيعة الحياة التي نعيشها وعن العادات والتقاليد والقيم الإسلامية التي عرفناها . ولا تهمشي أحد من أخوتك أو أخواتك في أي رأي وإذا وقعتي في مشكلة أختاري أفضلهم ليفهمك ويحميك من حتى شر الآخرين أو شر نفسك ، وإذا واجهتك مشكلة في التعرف على أي وسيلة إتصال أو النت على أحد قولي ذلك لأقرب الناس لك لكي يحميك إما أن يطرق بابك في الحلال أو سوف يوقع بك في الفخ ويصور ويفضح وينشر في الإنترنت وقد يحلف . وإذا نقصك شيء حاولي أن تصارحي من حولك قبل أن تكوني عبرة لغيرك . ولا تحقدي على أحد من أهلك لأنهم يحبونك مهما كان وسوف تكتشفين ذلك في الشدائد والمحن وأسألي غيرك لتعرفي عن تجاربهم ليصدقوك القول . إلى كل أخ : إذا أختلفت مع أخيك هو يصغرك أو يفهم أفضل منك لا تكابر وإذا بينكم مال لا يفرق المال نفوسكم أو بينكم إختلافات ، سوف تجدون بعضكم في المحن لو سمح الله أنكم أقوى ولماذا . إلى كل أخت : أخوانك من حولك قد يكونوا مشغولين ولكن بادري بأفضل منهم بالإتصال والسؤال عنهم وسوف تجدين النتائج . إلى كل قريب ونسيب : نحن نجتمع في الزواجات والمناسبات لنقترب أكثر ليس لنتباعد فلا تبعد عن أقاربك ، وإذا أصبح أحد منكم فيه محنة أو وقع في مصيبة الكل يقف مع وقفة صادقة وليست شامتة . إلى الجار : أعذر جارك حتى لو أزعجك في سيارته أو في أولاده وأحترمه سوف تجده هو يحترمك أكثر ، بل قدم له وبادر أنت في الخير والكرم وسوف تجد أفضل منك ويخجل وأسأل مجرب . إلى كل صديق : أفتح صفحة بيضاء جديدة مع صديقك عندما أختلفنا في موقف ذاك اليوم أو في السفر أو في جلسة أو في السيارة أو رأي لا ينقصنا أتصل عليه وأعزمه أو قم بزيارته وبادر أنت بذلك سوف تجده يعزك أكثر وأسأل مجرب . إلى كل زميل : يا من ضايقتني في عملي سامحك الله سوف أسامحك ولكن أعلم ليس ضعف في ولكن لكي أكسب أكثر منك زملاتي لك وأعذره . إلى كل مسؤول : سامحك الله . ومن ينظر إلى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته . هذه عيادات نفسيه لا بد أن تزرع في مجتمعنا إذا بدأت بالخير صار من حولك أفضل منك ، ولو بدأت بالشر صاروا أدهى منك . لذلك هناك من علماء الغرب من جعل منهج النبي صلى الله عليه وسلم في حياته اليومية لأنه وجد إستشارات مجانية بالنسبة له لأنه قد يحسبها وهي في الأساس توجيهات ربانية بصفات وقدوة لنا .في النهاية ليحلل بعضنا البعض نحن ولله الحمد في بلاد طاهرة وأهلها طيبون ولكن عندما تأخذنا العزة بالأثم . فلا بد أن نتسامح فيما بيننا ولا يحقد أحد على الآخر .