أعرب رئيس هيئة الدفاع الكويتية عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك المحامي فيصل العتيبي عن قناعته ببراءة مبارك من التهم المنسوبة اليه، مؤكدا أنه يمتلك العديد من الأدلة والمستندات التي تثبت صحة ذلك وسيقدمها للمحكمة، مضيفا: «قريبا سنحتفل ببراءة مبارك الذي لا أخفي حبي الشخصي له». ورأى العتيبي في حوار مطول أجرته معه «الراي» في القاهرة في اليوم الاول لمرافعات الدفاع عن الرئيس السابق أن ثورة 25 يناير لم تستهدف إسقاط مبارك أو نظامه فحسب وإنما إسقاط مصر وتقسيمها إلى 3 دويلات ضمن مخطط أعده كل من «حزب الله» و«حركة حماس» وإيران، مؤكدا أن مبارك نجح في إحباط هذا المخطط. ونفى سعيه إلى تحقيق شهرة من وراء دفاعه عن الرئيس المصري المخلوع، قائلا إنه محامٍ معروف في الكويت والخليج، ويطلقون عليه لقب «حوت الجنايات» لأنه لم يخسر قضية واحدة ترافع فيها، كما نفى صدور تعليمات من سفارة الكويت في القاهرة لهيئة الدفاع الكويتية بمغادرة مصر والعودة إلى الكويت، قائلا ان ذلك مجرد «اشاعة مغرضة». في الاتي نص الحوار: • ذكرت مرات عدة أن مبارك أحبط مخططا أعده كل من «حزب الله» وإيران و«حماس» لتقسيم مصر، هل تمتلك مستندات تثبت ذلك؟ - قدمنا تقريرا للمحكمة بأن مخطط التقسيم هذا بدأ منذ العام 2005، وتم دخول أعوان «حزب الله» لمصر، ولاننسى خروج 19 متهما من «حزب الله» من السجون ووصولهم بعد أربع ساعات إلى لبنان عقب أحداث جمعة الغضب يوم 28 يناير الماضي، وإذا كانت الثورة الأولى يوم 25 يناير اندلعت بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في مصر، فإنه بعد يوم 28 يناير دخلت مصر أيادٍ خفية تبين أنهم أعضاء في «حزب الله» ودخلوا السجون وأخرجوا السجناء ال 19، وهم من أخطر المتهمين وصدر بحقهم أحكام قضائية. أما الدليل الثاني فهو دخول أفراد من حركة حماس مصر وخروج متهمين ينتمون إليها ودخولهم غزة بعد ساعة من هروبهم. وطالبنا عدالة المحكمة بأن نحصل على تقرير حول عدد السيارات التي تمت سرقتها قبل الثورة وثبت دخولها عبر منفذ رفح وقامت بعملياتها ثم عادت مرة أخرى إلى رفح، كما طلبنا من المحكمة معرفة نوعية السلاح الذي استخدم لقتل الشرطة ورجال الجيش لإثبات أنه سلاح من نوع «عوزي» وهو إسرائيلي الصنع والطلقات كانت عبارة عن طلقات خارقة حارقة، وتلك الطلقات لا تصنعها المصانع العسكرية المصرية، ولكن تصنع في الخارج، وهناك دليل آخر هو مطالبتنا بإعادة تشريح 65 جثة مجهولة الهوية والتي دفنت بعد إصدار الطب الشرعي تقريرا بأنها مجهولة الهوية ولم يستدل على بيان بأسماء أصحابها، مايدل أنهم من الذين دخلوا وشاركوا في الأحداث. كما طالبنا المحكمة بالحصول على المتاجر التي تمت سرقة السلاح منها وحصر عدد السلاح المسروق منها، وطلبنا الحصول على بيان من متاجر الملابس العسكرية لمعرفة كم قطعة تم بيعها، وبعد تنحي مبارك جاءت أحداث ماسبيرو وشارعي محمد محمود ومجلس الوزراء وهي الأيادي نفسها التي شاركت في الثورة الأولى، ومبارك ليس المقصود بتلك الثورة أو حتى نظامه لكن إسقاط مصر كدولة وتقسيمها إلى ثلاث دويلات. وقدمنا كوفد كويتي تقريرا للمحكمة بان هدف ما جرى كان تقسيم مصر إلى ثلاث دويلات هي سيناء وطابا دولة كبديلة للفلسطينيين، ودولة للأقباط في الصعيد إلى فوق، أما من الصعيد إلى تحت دولة للمسلمين. ومبارك على ما أعتقد علم بتلك المؤامرة لذلك تنحى تجنبا لسفك الدماء، ورغم ذلك حدث سفك دماء وفضل مبارك مصلحة الوطن على مصلحته مايثبت براءته. وصدر حكم قبل أيام ببراءة الضباط المتهمين بقتل متظاهرين في السيدة زينب، وقلت إن هؤلاء الضباط كانوا في حالة دفاع مشروع عن النفس. وهؤلاء الضباط كانوا يقومون بواجبهم العسكري. وأقول ان كل الضباط الآخرين سيحصلون على البراءة. وكذلك لدينا دليل بأن مبارك لم يعط أوامر بقتل المتظاهرين، وإذا عدنا لشهادة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي الذي شهد أمام المحكمة عندما سئل هل أعطى مبارك أي تعليمات بقتل المتظاهرين، اذ قال لا بل أمرنا بالحفاظ على المتظاهرين. كما شكل مبارك لجنة تقصي حقائق للتعرف على كيفية موت المتظاهرين، وأقول إن مبارك بريء من تلك الاتهامات والشعب المصري الآن علم بالحقيقة وقريبا سنحتفل ببراءة مبارك، ولدينا مستندات أخرى سنقدمها للمحكمة وستكون مفاجأة مثل الجلسة الأولى. • هل ستأتون من الكويت للاحتفال بمبارك في حال صدور حكم ببراءته؟ - سأكون موجودا في جلسة النطق بالحكم، وسأبقى في القاهرة لحضور كل الجلسات ولن أرجع للكويت حتى أحتفل ببراءة مبارك. • قالت جمعية المحامين الكويتية إنكم لا تمثلونها وأنكم تسيئون للعلاقات بين مصر والكويت، ويوجد تذمر في الأوساط السياسية والثقافية والشعبية في بلادكم لما تقومون به... ما تعليقك؟ - هذا الكلام ليس له مصداقية. من البداية أكدنا أننا لا نمثل المحامين الكويتيين. نحن مجموعة محامين كويتيين نمثل أنفسنا فقط، وجمعية المحامين الكويتية ليس لها الحق في الحجر علينا في أي دعوى نترافع فيها. وقانون تنظيم مهنة المحاماة نص على أن يختار المحامي أي قضية ونحن لا نمثلهم ولانريد أن نمثلهم، وجمعية المحامين لابد أن تعرف حدودها فهي تعمل على تسيير أمورنا الإدارية فقط وليس لها الحق أن تلزمنا بأن نحضر أم لا. لقد فوجئت في البداية أن الشعب المصري ثائر من حضور المحامين الكويتيين محاكمة القرن لماذا لم يتكلموا عن المحامين المصريين الذين حضروا محاكمة صدام حسين وكان شأنا «كويتيا» لأننا من ضُرب واغتصبت أرضنا وبناتنا ونهبت ثروات الكويت لماذا لم يراعوا شعورنا أيامها وهم حاضرون لماذا لم نثر ونغضب. • وما سر اعتراض المحامين المصريين على حضوركم المحاكمة؟ - أستغرب اعتراضهم علينا حتى في الجلسات في حين صدر لنا قرار من نقابة المحامين وهو قرار وزاري. وذلك القرار لايجوز إلغاؤه إلا بقرار وزاري. ثانيا من أعطانا التوكيل هو الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وأبناؤه، وأكدوا ذلك الكلام في قاعة المحكمة أمام الجميع. عندما سألهم المستشار أحمد رفعت بأنه توجد هيئة دفاع متطوعة كويتية عنهم. وقال مبارك أنا موافق. وسجلت أسماؤنا بالحضور، وكذلك جمال وعلاء مبارك طلبا أن نكون موكلين عنهما حتى الجلسة الماضية، وطلبت من المحامين المصريين في الجلسات السابقة أن يذهبوا للقانون لأن المعاملة بالمثل لو مش قادرين يفهموا يراجعوا نقيب المحامين الحالي سامح عاشور، لأنه كان يحضر مرافعات في الكويت، وكذلك منتصر الزيات، وكذلك أحمد الخواجة رحمه الله. كلهم كانوا يترافعون أمام المحاكم الكويتية فهي معاملة بالمثل. كما وجهت التهمة للكويت بأنها تمول منظمات مجتمع مدني، وكان ردنا واضحا في المحكمة ودافعنا بقوة واستبسال عن بلدنا. توجيه هذه التهمة جاء نتيجة وجود الوفد الكويتي في المحاكمة، يريدون إرباكنا. أقول لهم لن تفلحوا في إرباكنا، أو اهتزازنا. لقد أثبتنا أن الكويت لاتتدخل في الشؤون السياسية الداخلية لمصر، وقلنا إنه من حق الشعب اختيار ما يريد ويفعل مايريد، ونحن كوفد محامين ليس لنا دخل بالشؤون السياسية أو الداخلية في مصر لكننا رجال قانون نجحنا في توصيل كل الحقائق للشعب المصري.. وسعيد بأن الشعب المصري فهم حقيقة الوضع ومايحدث من حوله من مؤامرات. • الناس في مصر تسأل: هل أنتم مع ثورة 25 يناير أم ضدها؟ - الثورة المصرية هي شأن يخص أهالي مصر فقط. ليس لنا دخل بها في الأساس، ونقول رحمة الله على الشهداء لأنهم قتلوا. ونقول ليس بأيدي رجال مصر لكنهم قتلوا بأيدٍ خارجية، والله يشفي المصابين وربنا يعوض أهالي الشهداء. نحن مع الشعب المصري في كل شيء، ولكن كما قلت نحن رجال قانون لدينا مهمة معينة وهي الدفاع عن المتهم واتضح لنا أن المتهم غير مدان. فالمدعي بالحق المدني يحاول إثبات الإدانة، ونحن رجال إثبات البراءة باقتناعنا وليس إحضار البراءة من بيوتنا أو من الشارع، نحن كوفد كويتي لدينا قناعة بأن مبارك بريء. • ولكن هناك اتهامات وجهت لكم من محامين في الكويت بأن هدفكم من الحضور تحقيق الشهرة فقط؟ - لو كنا نريد الشهرة كنا حضرنا وقت إذاعة الجلسات على الهواء مباشرة لكي نظهر في الصور والشاشات، وعلى العكس لم نأت إلا بعد صدور قرار بوقف بث الجلسات، كما أننا حضرنا على حسابنا الشخصي ولم يدفع لنا أي شخص أي شيء ونفقات الطيران والفندق ومصاريفنا المعيشية كانت على نفقتنا الخاصة. فأين الشهرة التي نبحث عنها؟ وأقول إن الشهرة هي مقصد كل محامٍ، لكن تلك القضية أنا احبها ومقتنع بها وأقول للجميع أنا أحب مبارك ونظرا لقناعتي ببراءته صممت على حضور الجلسات. كما أني مشهور قبل حضوري للقاهرة بفضل الله ومعروف في الدول الخليجية وكذلك العربية من هو فيصل العتيبي، ويطلقون عليَّ في الكويت «حوت الجنايات»، ولاتوجد أي قضية خسرتها بفضل الله لأني لا آخذ قضية إلا وأنا مقتنع بها لأحافظ على اسمي. • تردت اشاعات بأن سفارة الكويت في مصر بعد حضوركم الجلسات طلبت منكم مغادرة القاهرة بسرعة، ماردك على ذلك؟ - لو كان حدث ذلك الكلام لما عدنا مرة أخرى، ووجودنا الآن أكبر دليل بأن ذلك الكلام لم يحدث، ولم نتحاور مع سفارة دولتنا. وقد صرح وكيل وزارة الخارجية في الصحف الكويتية بأن ذلك الكلام عارٍ من الصحة وأن السفارة لم تطلب من المحامين مغادرة مصر وعدم الرجوع إليها، وهي مجرد شائعة مغرضة مثل شائعة حصولنا على اموال طائلة وأننا بنحضر معنا مستندات من أميركا. • ترددت شائعات أنكم أحضرتم معكم من الكويت 100 مليون دولار وأدوية للرئيس المخلوع وأن صحته تحسنت بعد تناول الأدوية التي أحضرتموها له؟ - والله أتمنى أن تكون هذه الشائعة صحيحة لأنه يشرفني أن أحضر أدوية للرئيس ويتعافى حتى أشعر أني أنا الذي تعافى وليس هو. لكن ذلك لم يحدث، والرئيس لا يحتاج أدوية من الخارج فهو يقيم في مستشفى به أفضل الأطباء ويتم علاجه. ولو لدي ذلك المبلغ لما حضرت إلى مصر، كنت ذهبت لمصيف في فرنسا واتعشيت في سويسرا. • ألا تشعروا بالخوف من تهديدات من حزب الله أو حماس أو إيران لأنكم تلصقون بهم تلك الاتهامات؟ - هذا الموضوع لا معنى له، لأننا لانخاف إلا الله عز وجل، وتلك الأحزاب لا ترهبنا ولا حتى نفكر فيها، وهم متأكدون من كلامنا، وأقول للجميع من يحمينا هو الله. نحن على حق ونبحث عن حق ولا نبحث عن باطل، ودائما من يقف مع الحق يكون النصر معه ومن ضده هو الذي يشعر بالخوف. • أعلنت نقابة المحامين الكويتية عن حضور وفد للدفاع عن الضحايا لكن لم يحضر سوى المحامي عادل اليحيى للقاهرة وعقد مؤتمرا صحافيا فقط. - هم زملاء لنا ونقدرهم، وإن كان هناك اختلاف في الرأي، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ومشاركتهم في الدفاع عن الشهداء يشرفنا لأنه يظهر ان هناك محبين للرئيس المخلوع وآخرين للشهداء. وبالنسبة لعدم حضور أي شخص أو بمعنى أدق محامي الشهداء فهي أمور تعود إليهم ولا نتدخل فيها، لو أرادوا الحضور سنقوم باستقبالهم أولا لأنهم أولاد بلدنا، وثانيا لأنهم زملاء معنا في مهنة المحاماة وأعزاء. • قال المحامي اليحيى ان حضوره يهدف إلى إصلاح ما أفسدتموه، وأن حضوركم هنا من أجل الشهرة فقط؟ - هذا رأيه، وهو مقتنع به. نحن لم نفسد شيئا وإنما وضحنا الحقائق. واليحيى مسؤول عن كلامه، وأنا قلت منذ البداية هم من يبحث عن الشهرة وليس نحن لأن الشهداء لا يجوز التطوع عنهم إلا بموجب توكيلات. وأعتقد أنه لم يتم استخراج توكيلات لهم، ولم ولن يحضروا لأننا رجال قانون ونعلم ذلك، ونحن لم نفسد العلاقة مع الشعب المصري الذي علم حقيقة الأمر. وما لدينا من أدلة ولم نفسد شيئا. والسؤال المهم الآن لماذا لم يحضروا الجلسات حتى الآن؟