أكدت السيدة سهى عرفات، السبت، أنها من بين ضحايا النظام السابق في تونس، والذي لم يتوان عن رمي ثيابها وأغراضها وأغراض الرئيس الراحل ياسر عرفات في الشارع، بعد سحب الجنسية التونسية منها قبل أربع سنوات، نتيجة سوء العلاقة بينها وبين ليلى طرابلسي، زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقالت عرفات إنها اعتبرت سقوط نظام زين العابدين بن علي "انتقامًا" لها، وللشعب التونسي، الذي "احتضن الثورة الفلسطينية وشعبها وزعيمها الراحل"، مؤكدة أن هذا الشعب يستحق كل خير، وأنها تكن له كل المحبة والتقدير، وكذلك لثورته المُباركة، مشيرة إلى أن التونسيين قدموا للشعب الفلسطيني ولها ولزوجها الراحل "الرمز" كل المحبة والإحاطة، خلال فترة وجودهما هناك، ولذلك اختارت البقاء في هذا البلد المعطاء، بعد رحيل "أبو عمار" في العام 2004، مشددة على أنها ستزور تونس في أقرب فرصة ممكنة. جاءت تصريحات سهى عرفات، بعدما نُسب إلى مسؤول تونسي قوله "إن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية في تونس أصدر مذكرة اعتقال دولية ضد أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، سهى الطويل عرفات، وذلك على خلفية التحقيق في التجاوزات والفساد المالي لمدرسة قرطاج الدولية". والتي كان قيل إنها كانت تمتلكها في عهد الرئيس التونسي المخلوع. ووصفت عرفات هذه التصريحات ب"غير الدقيقة"، موضحة أن المطلوب منها حصرًا، من القضاء التونسي، هو "الإدلاء بشهادتها في قضية المدرسة"، مؤكدة أنها أعطت تعليمات لمحاميها من أجل التعاون الأقصى درجة مع السلطات والقضاء في تونس في هذا الشأن، كونها تملك الوثائق التي تثبت عدم تورطها في أي تجاوزات، مشددة على أنها تكن كل الاحترام للسلطات والقضاء في تونس، وهي مستعدة للتجاوب مع أي إجراءات أو استفسارات على أي صعيد. أوضحت السيدة عرفات أنه " لا علاقة لها بالمدرسة الدولية التي أسستها، شراكة مع السيدة ليلى الطرابلسي، قبل أن تعود وتتنازل عن شراكتها في هذه المدرسة رسميًا لأسماء محجوب، ابنة أخت السيدة ليلى بن علي". وقالت عرفات:" إنه من أجل تأسيس المدرسة المذكورة، أخذت قرضًا من بنك الإسكان التونسي بقيمة 300 ألف دينار تونسي، على أن يسدد خلال خمس سنوات"، ولكنها تلقت اتصالاً في أعقابها من السفير الفرنسي في تونس سيرج دي غالييه، ليقول: "إن هناك وثيقة وصلت للسفارة الفرنسية تتهمك (أي سهى عرفات) وتتهم السيدة ليلى بن علي بالتخطيط لإغلاق المدرسة الفرنسية في العاصمة، لكي يتاح لمدرستكما التي تدرس المنهاج الفرنسي النجاح". وأضافت عرفات، أنها اتصلت بالسيدة ليلى بن علي، وأبلغتها بغضب، دي غالييه، وقد ردت ليلى بن علي عليها قائلة إنه "لا علاقة للسفير الفرنسي بهذا الموضوع، هذه بلدنا ونتصرف بها كيفما نشاء". وأضافت السيدة عرفات، أنها عندئذ طلبت الانسحاب من شراكتها في المدرسة. وأوضحت أن ليلى الطرابلسي أرسلت إليها محاسبتها، وتدعى رجاء إسماعيل، فوقعت السيدة عرفات على تنازل عن كل أسهمها في المدرسة. وقالت إنهم أعادوا لها مبلغ 30 ألف دينار كانت سددتها من قيمة القرض، وأخذت السيدة بن علي، عنها مسؤولية القرض كاملة، مؤكدة امتلاكها وثائق بهذا الخصوص. وطالبت عرفات وسائل الإعلام بتحري الدقة في نشر الأخبار، منبهة أنها ستقاضي أي جهة تتعرض لاسمها بأي تشويه. سبق وأن أعلنت السلطات التونسية في شهر آب/أغسطس من العام 2007 عن سحب الجنسية التونسية من سهى عرفات، من دون إبداء أية أسباب بعدما منحت إياها في أيلول/سبتمبر 2006.