بعد ان راقبت عن كثب،انهيار أركان النظام الليبى المستبد يوماً بعد يوم.واعترف أعضاء السفارة في الرياض والديبلوماسيون الليبيون في المملكة كاملاً بالثورة، ورفعت السفارة منذ أيام علم الثورة بعد إنزال علمها السابق. لتكون بذلك قد انضمت رسمياً إلى الثورة الشعبية التي انطلقت في شباط (فبراير) الماضي، وتمكنت من الإطاحة بنظام معمر القذافي. هذا وكان السفير الليبي محمد القشاط قد غادر السعودية في نهاية أيار (مايو) الماضي،والذى يعد من أقوى المناوئين لنظام القذافي قبل سقوطه، وهو السفير الذي شهدت علاقات بلاده مع المملكة توتراً حاداً، بعد كشف السلطات السعودية للمحاولة الفاشلة التي كان وراءها القذافي لاغتيال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد، قبل أن يصدر الملك عبدالله أمراً بالعفو عن المتورطين في القضية. والسفير القشاط المهتم بالأدب والتاريخ وصاحب المناشط الثقافية، كشفت وثائق بعد الإطاحة بنظام الزعيم معمر أوراقاً مهمة في جانب حياته الديبلوماسية بعد ظهور أوراق رسمية صادرة من السفارة مكتوبة بخط اليد، وبطريقة مشفرة، وجميعها كتبت في آذار (مارس) قبل مغادرته أرض المملكة نهائياً، واحتوت الوثائق الموجودة على شبكة الإنترنت على مراسلات بين السفير محمد القشاط ، الذي وصف نفسه ب «أمين مكتب الرياض»، ووجهها إلى مكتب القذافي وإلى وزارة الخارجية الليبية في طرابلس، عن معلومات في شأن الثورة الليبية وزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل إلى تركيا، وزعم في إحدى الوثائق بأن السعودية لعبت دوراً في تحييد الصين ضد نظام بلاده. وكانت من ضمن الوثائق المسربة رسالة من السفير القشاط يقول فيها: «إن السعودية أرسلت وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إلى تركيا التي غيرت موقفها بعد الزيارة»، قاصداً موقف إسطنبول في شأن الأحداث الشعبية في بلاده.